أكد رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري أن الفرقاء السياسيين المعنيين بعملية تشكيل الحكومة الجديدة، عليهم أن يضعوا مصلحة لبنان فوق كافة المصالح الخاصة، بما فيها أحجام التمثيل الوزاري داخل الحكومة، بما يسهل تشكيلها، مضيفا: "إذا عملنا جميعا معا سنخرج من هذه الأزمة".
وشدد الحريري - في تصريح اليوم الثلاثاء – على أن لبنان يمر بمرحلة دقيقة، اقتصاديا وإقليميا، مؤكدا أنه يبذل كافة الجهود اللازمة نحو تشكيل الحكومة الجديدة، متعهدا بالوقوف إلى جانب رجال الأعمال اللبنانيين وكل لبناني يريد أن يطور من نفسه وقدراته.
وأشار إلى أنه يتفهم وجود صعوبات في العمل السياسي بشكل عام، وفي عملية تشكيل الحكومة المرتقبة، خاصة وأنها تأتي عقب إجراء الانتخابات النيابية ومن ثم تريد كل القوى السياسية أن تُمثل وزاريا في الحكومة بالحجم الذي نالته انتخابيا، لافتا في ذات الوقت إلى أن الجميع عليهم التصرف بما يحمي لبنان أولا ثم التفكير لاحقا في الأحجام الوزارية، لاسيما وأن جميع اللبنانيين يتطلعون لتشكيل الحكومة.
وقال: "صحيح أننا نواجه تحديات كبيرة، ولكن نحن لبنانيون ولدينا الإمكانية والقدرة لأن نخرج من هذه الأزمة إذا عملنا جميعا معا، خاصة وأننا مدعومون بنتائج المؤتمرات الدولية سيدر وروما وبروكسيل، كما أن باستطاعتنا العمل على عقد مؤتمرات أخرى، لكن المهم أن نعي أن طريقة العمل في السابق لا يمكن أن تستمر ويجب أن تتغير".
وأضاف: "طريقة التعاطي نفسها سواء في السياسة أو الاقتصاد لا يمكن أن تستمر. العالم تطور وكذلك الدول والقوانين، ولكن نحن في لبنان ولسوء الحظ لم نطور أنفسنا على الرغم من قدرتنا على القيام بذلك. لدينا كوادر في البلد لا تحصى ومغتربون يحققون نجاحات كبيرة، فلماذا نحن هنا لا نزال نضيّع كل الفرص أمامنا؟".
وتعهد الحريري بذل أقصى الجهد والوقوف إلى جانب كل لبناني يريد أن يطور نفسه، خاصة المرأة والشباب والعمل على إبقائهم في لبنان للاستفادة من قدراتهم، قائلا: "كفانا تصدير قدراتنا للخارج، علينا أن نستفيد منها في الداخل، وحينها يكون لبنان بألف خير".
وأكد أن العقبات الحالية يمكن إيجاد الحلول لها وأن القوانين في هذا الصدد جاهزة، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي متحمس لتنفيذ المشاريع التي أُقرت في مؤتمر "سيدر" لمنح لبنان قروضا طويلة الأجل وبفترات سماح كبيرة.