دبلوماسية سابقة: قمة «السيسي» و«البشير» تدفع العلاقات الاستراتيجية بين البلدين

«الشويمي»: السيسي يولي السودان عناية خاصة.. وقمة اليوم تعزز خطط التنمية بين البلدين

دبلوماسي: مصر تهتم بالاستقرار السياسي في السودان.. والبلدين لديهما إمكانيات اقتصادية كبيرة

 

وصف دبلوماسيون الزيارة الحالية التي يجريها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السودان بأنها ذات أهمية كبرى وتعكس حجم العلاقات المتزايد بين البلدين، وحرص قادة الدولتين على التواصل بشكل مستمر، حيث تعتبر هذه القمة الـ24 بين السيسي ونظيره السوداني عمر البشير، والزيارة السادسة للرئيس منذ توليه الحكم، والثانية له خلال فترة رئاسته الثانية بعد أن توجه إلى الخرطوم في يوليو الماضي.

فيما أكد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي أن المباحثات التي جرت اليوم الخميس بالخرطوم بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير عكست الثقة المتبادلة والرغبة في الارتقاء المتواصل والإيجابي بالعلاقات بين البلدين في مختلف المجالات منذ انعقاد الدورة الأولي للجنة العليا المشتركة على المستوى الرئاسي عام ٢٠١٦ في القاهرة .

 

دفع العلاقات الاستراتيجية

السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، قالت إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السودان وانعقاد اللجنة المصرية السودانية اليوم تكتسب أهمية خاصة لأنها تعكس حجم العلاقات المتنامي بين الدولتين، حيث تعتبر هي الزيارة السادسة للرئيس منذ توليه مقاليد الحكم، والثانية له خلال فترة ولايته الثانية إلى جانب زيارات الرئيس السوداني إلى القاهرة.

وأوضحت في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن قمة الرئيس السيسي ونظيره السوداني عمر البشير مهمة لدفع العلاقات الإستراتيجية بين الدولتين وتأكيد على وضع السودان كأولوية أولى للسياسة الخارجية المصرية، مشيرة إلى أن وتيرة الانعقاد للقمم المصرية السودانية سريعة وتعكس أهمية العلاقات للدولتين.

وأشارت عمر إلى أن هذا اللقاء يعتبر القمة رقم 24 بين الرئيسين السيسي والبشير ما يؤكد حرص الجانبين على التنسيق الدائم لدعم العلاقات، مضيفة أن القمة اليوم ستشهد توقيع عدد كبير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي أعدتها اللجنة العليا بين الدولتين خلال الاجتماعات الوزارية المستمرة منذ أيام.

وأضافت إن الاتفاقيات تشمل مجالات متعددة أمنية ودفاعية وقنصلية وصحية وكذلك التعليم والزراعة والري والنقل وكافة المجالات التي تشملها العلاقات الثنائية والتي عمل على إعدادها وزراء البلدين مما يؤكد أهمية العلاقات، مضيفة أنه هذا التعاون سيشمل إنشاء خط سكة حديد يربط القاهرة بالخرطوم والذي سيمثل مرحلة جديدة بين البلدين ويسهل انتقال الأفراد.

وأكدت أن القمة تتطرق أيضا إلى ملف سد النهضة من منطلق التنسيق والاتفاق على مواقف مشتركة بين الدولتين لدفع عملية التفاوض مع إثيوبيا.

 

تعزيز خطط التنمية

فيما قال السفير إبراهيم الشويمي، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، إن القمة المصرية السودانية اليوم بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي وعمر البشير تأتي في إطار الانعقاد الدوري الذي اتفق عليه الرئيسان لبحث كل ما يخص العلاقات والمصالح المشتركة بين البلدين، مضيفا أن انعقادها على مستوى الرؤساء هو أمر مهم لقدرتهما على دفع العلاقات للتقدم والسيطرة على أية مشكلة قد تطرأ بين البلدين.

وأضاف الشويمي في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن القمم الرئاسية السابقة بين الرئيس السيسي ونظيره السوداني عمر البشير أوجدت الحلول لعدد كبير من المشكلات، مضيفا أن قمتهم اليوم تبحث القضايا السياسية كالإرهاب وسبل مكافحته والأزمة في ليبيا لأنها دولة جوار لكلا البلدين وكذلك تعزيز العلاقات الثنائية وخطط التنمية.

وأكد أن هناك اتفاقيات لزيادة خطط التنمية بين البلدين وزيادة التبادل التجاري فهناك نحو 400 شركة مصرية تعمل في السودان في مختلف المجالات، مضيفا أن الرئيس السيسي كان حريصا منذ توليه رئاسة الجمهورية أن يلتقي بالرئيس السوداني البشير في أول زيارة خارجية له في يونيو 2014 والتي كانت إلى غينيا.

وأشار إلى أنه منذ توليه مقاليد الحكم وهو يحرص على اللقاءات المتواصلة مع الرئيس السوداني حيث بلغ عدد القمم الرئاسية بينهما أكثر من 20 قمة، مضيفا أن كلا الدولتين لهما تاريخ طويل في العلاقات وشعبهما هو شعب واحد، ولذلك يعطي الرئيس السيسي السودان عناية خاصة نظرا للتاريخ الهام بين البلدين في العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

إمكانيات اقتصادية كبيرة

ومن جانبه، قال السفير جمال بيومي، رئيس اتحاد المستثمرين العرب، إن مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير اليوم خدمت البلدين وفي صالح تعميق العلاقات واتسمت بالإيجابية، مضيفا أن تكرار اللقاءات دلالة على قوى العلاقات والاهتمام بالاستقرار السياسية والأمني فيهما.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن البلدين لديهما إمكانيات اقتصادية تفيدهما بشكل كبير بما يحقق نقلة قوية في العلاقات والتعاون بين بينهما، مضيفا إن اللجنة المصرية السودانية المشتركة ستتابع كل ما نتج عن اللقاء من اتفاقيات لتنفيذها.

وأشار إلى أن التنمية والاستثمار هو أمر تشجعه مصر لأنه يخدم كلا البلدين، مضيفا أن مصر تهتم بالاستقرار السياسي في السودان وأن تكرار اللقاءات بين الرئيسين السيسي والبشير له دلالات إيجابية بالمتابعة الدورية على أعلى مستوى وأنه لا مكان للتوتر في العلاقات بين البلدين الشقيقين.