تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، حيث تفقد إحدى القواعد الجوية، وأجرى اتصالا هاتفيا بكل من العاهل السعودي والعاهل الأردني، وتلقى اتصالا من الرئيس التنزاني، وتسلم أوراق اعتماد 21 سفيرا جديدا، واستقبل رئيس الوزراء البلغاري، ووزير الخارجية اللبناني، ووفدا من ممثلي أكثر من 40 من كبرى الشركات الأمريكية، وشهد بيان الرماية الصاروخية " حماة السماء " لوحدات من قوات الدفاع الجوي، وقام بزيارة للسودان.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بتفقد إحدى القواعد الجوية، وتفقد مشروع مستقبل مصر.
وأجرى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، تضمن بحث سبل تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين فى مختلف المجالات، كما تم التشاور وتبادل وجهات النظر حول آخر التطورات الخاصة بعدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وسبل تنسيق الجهود المشتركة في هذا الإطار علي نحو يحقق الاستقرار في المنطقة ومصالح الشعبين الشقيقين.
كما أجرى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أعرب خلاله عن خالص تعازيه للملك ولحكومة وشعب الأردن الشقيق، في ضحايا سيول منطقة البحر الميت، وأكد تقديم مصر كل العون المطلوب وتسخير كل الإمكانات المتاحة لمساعدة الأردن على تجاوز تلك المحنة.
وتلقى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا من الرئيس التنزاني جون ماجوفولي، الذي أعرب خلال الاتصال عن تقديره للعلاقات بين مصر وتنزانيا، خاصة ما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، ومشيدا في هذا الصدد بالاستثمارات المصرية في تنزانيا، في ضوء رسو عطاء تصميم وتشييد سد "ستيجلر جورج" في حوض نهر "روفيجي" في تنزانيا على شركة المقاولون العرب المصرية، وهو المشروع الذي تعتبره الحكومة التنزانية من أهم المشروعات القومية لتوليد الكهرباء.
ومن جانبه أعرب الرئيس السيسي عن اعتزاز مصر بما يربطها بتنزانيا من أواصر أخوة وصداقة وتعاون، مرحباً في هذا الصدد برسو عطاء سد "ستيجلر جورج" على شركة مصرية، ومؤكدا تطلع مصر لتعزيز العلاقات مع تنزانيا في مختلف المجالات في ضوء المقومات الاقتصادية الكبيرة بالبلدين، في ضوء حرص مصر الدائم على دعم جهود التنمية في دول حوض النيل الشقيقة.
ووجه الرئيس "ماجوفولي" الدعوة للرئيس السيسي لوضع حجر الأساس لمشروع إنشاء السد التنزاني، معرباً عن تطلعه لأن يضع الرئيس مشروع إنشاء السد تحت إشرافه أسوة بالمشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها في مصر، وهو ما رحب به الرئيس مؤكداً أن بناء السد سيتم على نحو تفتخر به مصر وتنزانيا والقارة الأفريقية، وسيمثل نموذجاً يحتذى به للتعاون بين الأشقاء الأفارقة.
وتسلم الرئيس السيسي أوراق اعتماد 21 سفيرا جديدا، ورحب بهم متمنياً لهم التوفيق في مهامهم بالقاهرة، وأكد الرئيس خلال استقباله للسفراء الجدد حرص مصر على تعزيز العلاقات الثنائية مع دولهم في المجالات كافة، وذلك في إطار المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل.
واستقبل الرئيس السيسي جبران باسيل وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، الذي سلّم الرئيس رسالة من نظيره اللبناني ميشال عون، تضمنت دعوة للسيسي للمشاركة في القمة الاقتصادية العربية المقرر عقدها ببيروت في يناير المقبل، كما تضمنت الرسالة تأكيد حرص الرئيس اللبناني على تعزيز العلاقات المتميزة التي تجمع بين مصر ولبنان في جميع المجالات، ومن جانبه رحب الرئيس السيسي بالدعوة الموجهة له لحضور القمة العربية الاقتصادية ببيروت.
وتطرق اللقاء إلى عدد من الموضوعات المتعلقة بسبل الارتقاء بالعلاقات المصرية اللبنانية خلال الفترة المقبلة، خاصة على صعيد التعاون الثنائي في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار، فضلًا عن التباحث حول بعض القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
واستقبل الرئيس السيسي بويكو بوريسوف رئيس وزراء بلغاريا، وعقد معه جلسة مباحثات ثنائية، تلتها جلسة موسعة بحضور وفدي البلدين، حيث أوضح الرئيس أن هذه الزيارة، التي تأتي بعد أقل من شهر من لقائه برئيس الوزراء البلغاري بنيويورك الشهر الماضي، تؤكد الإرادة السياسية القوية والحرص المتبادل على تعزيز مستوى العلاقات بين البلدين خلال الفترة المقبلة، في ضوء توفر آفاق متعددة للتعاون على كافة الأصعدة، ولاسيما أن مصر تعد من أكبر الشركاء التجاريين لبلغاريا في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
وتم خلال المباحثات استعراض سبل دفع العلاقات الثنائية بين البلدين، وفرص تعزيز الاستثمارات بينهما، حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة تضم الوزراء المختصين من الجانبين برئاسة وزيري الخارجية على أن تنعقد أولى اجتماعاتها في مطلع العام المقبل، كما تم الاتفاق على الإسراع في تشكيل منتدى الأعمال المصري البلغاري، وذلك في ضوء الطفرة التي تشهدها حركة التجارة بين البلدين مع اقتراب الميزان التجاري من مليار يورو.
كما تم خلال المباحثات استعراض عدد من الملفات ذات الصلة بالأوضاع الإقليمية، وسبل التوصل لحلول سياسية لأزمات المنطقة، حيث تم التوافق على تكثيف التشاور السياسي والتنسيق بين البلدين في ضوء ما تشهده المنطقة من تزايد التحديات الأمنية، ولاسيما اتساع دائرة خطر الإرهاب وامتدادها من الشرق الأوسط إلى أوروبا والبلقان، حيث أكد الرئيس السيسي أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي للتوصل إلى حلول سلمية للصراعات القائمة بما يحفظ مفهوم وكيان الدولة الوطنية، ويعالج جذور مشكلة الإرهاب من خلال مقاربة شاملة تتضمن البعدين الاقتصادي والاجتماعي فضلاً عن المواجهة الأمنية والعسكرية.
وتم كذلك بحث ظاهرة الهجرة غير الشرعية، حيث أكد الرئيس حرص مصر على مكافحة تلك الظاهرة، مشيرا إلى أن الجهود المصرية في هذا الصدد ساهمت في التصدي لانتقال اللاجئين عبر المتوسط بصفة عامة، ومؤكدا أنه من خلال التوصل لحلول سياسية للأزمات التي تشهدها دول المنطقة وإعادة الاستقرار والأمن إليها ستتم السيطرة على تلك الظاهرة إلى حد كبير.
واستقبل الرئيس السيسي وفدا من ممثلي أكثر من 40 من كبرى الشركات الامريكية، وكذلك أعضاء مجلس الأعمال المصري الأمريكي والغرفة التجارية الأمريكية بالقاهرة، حيث أكد حرص مصر على تشجيع الاستثمارات الأمريكية، وتذليل أي عقبات قد تواجهها، ومشيرا إلى العلاقة الاستراتيجية التي تجمع البلدين والممتدة على مدار عقود، والتعاون القائم بينهما في العديد من المجالات، وهو ما ساهم في أن تأتى مصر في المرتبة الأولي في أفريقيا والثانية في الشرق الأوسط فيما يتعلق بحجم الاستثمارات الأمريكية لهاتين المنطقتين.
وأوضح الرئيس في هذا الإطار جهود الحكومة للإصلاح الاقتصادي وتشجيع الاستثمارات الأجنبية، مشيرا إلى مشروعات تطوير البنية الأساسية في مصر وإنشاء مناطق صناعية جديدة في مقدمتها محور قناة السويس، وتطوير الموانئ، والطفرة التي شهدها قطاع الطاقة في مصر ليصبح قادراً على تلبية مختلف الاحتياجات، فضلاً عن تطوير البيئة التشريعية بما يساهم في تيسير عملية الاستثمار في مصر، وكذلك توفير العملة الأجنبية حيث ارتفع الاحتياطي المصري من النقد الأجنبي لمستوي غير مسبوق.
كما أكد الرئيس السيسي أن علاقات مصر المتميزة مع دول المنطقة ومختلف دول العالم تمثل قيمة مضافة للاستثمارات الأجنبية في مصر، خاصة وأن اتفاقيات التجارة الحرة مع العديد من دول المنطقة تساعد على ترويج المنتجات المصنعة في مصر وتسهل نفاذها إلى أسواق تلك الدول خاصة الأفريقية، بالإضافة إلى ما تمثله مصر بتعدادها الذي يتجاوز 100 مليون نسمة من سوق كبير، فضلاً عن انخفاض تكلفة التشغيل في مصر مقارنة بأغلب دول العالم.
وأشار الرئيس إلى أنه بجانب خطة الحكومة لتوفير المناخ المواتي لجذب الاستثمارات، فهناك إرادة لدى مختلف فئات الشعب وكذا قيادات الدولة لدفع عملية التنمية، موضحا أن مصر تنعم بالاستقرار والأمن، ومؤكداً أن هذا لا يرجع فقط لنجاح الأجهزة الأمنية في أداء مهامها، بل أيضاً لقناعة الشعب المصري بحتمية الحفاظ على الاستقرار والأمن لما فيه صالحه وصالح أبنائه والأجيال القادمة، وإيماناً من المصريين بأن الإصلاح الاقتصادي رغم ما يكتنفه من صعوبات هو السبيل الوحيد لتحقيق التنمية والازدهار.
وأكد الرئيس في ختام اللقاء أن الدولة المصرية ملتزمة بتوفير مختلف عوامل النجاح للشركات الأجنبية للاستثمار والعمل في مصر، سواء بشكل منفرد أو من خلال الشراكة مع الحكومة. كما وجه الدعوة لممثلي الشركات الأمريكية لزيارة المشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها للتعرف بشكل مباشر وواقعي على حجم الإنجازات التي تحققت وآفاق التطوير الذي تشهده مصر في مختلف المجالات وفرص الاستثمار المتاحة في السوق المصري.
وشهد الرئيس السيسى القائد الاعلى للقوات المسلحة والفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى بيان الرماية الصاروخية " حماة السماء " لوحدات من قوات الدفاع الجوي.
كما شهد الرئيس الحفل الفني الذي أقيم بمناسبة الذكرى 45 لانتصار حرب أكتوبر المجيدة.
واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بزيارة السودان، لرئاسة وفد مصر فى أعمال اللجنة الرئاسية المصرية السودانية المشتركة التى تعقد فى دورتها الثانية.
وعقد الرئيس السيسي جلسة مباحثات ثنائية مع نظيره السوداني عمر البشير، تلاها اجتماع اللجنة الرئاسية المصرية السودانية المشتركة، حيث أكد الرئيس السيسي الحرص على مواصلة تعزيز العلاقات بين البلدين والارتقاء بمحاورها المختلفة لاسيما على الصعيد التنموي، ومثمناً نجاح اجتماعات لجان وآليات التعاون بين الوزارات من الجانبين، والاجتماعات التحضيرية للجنة الرئاسية، في التوصل إلى قرارات واتفاقات تخدم مصالح الدولتين وشعب وادي النيل.
وشهدت المباحثات استعراض آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد السيسي ترحيب مصر بجهود السودان في تحقيق السلام والاستقرار في جنوب السودان، معرباً عن دعم مصر لتلك الجهود واستعدادها لتوفير مختلف السبل للمساعدة فى تنفيذ اتفاق السلام الذي وقع برعاية الخرطوم.
كما أكد الرئيسان الحرص على استمرار التشاور بين البلدين فيما يخص القضايا الإقليمية، وفى المحافل الدولية، لا سيما وأن مصر ستتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي خلال عام 2019، مشيرين إلى الحرص على مواصلة التنسيق المكثف بينهما بما يساهم في تحقيق مصالح البلدين المشتركة، فضلاً عن تعزيز التعاون على مختلف المستويات ودفع جهود التعاون بين دول المنطقة والقارة الإفريقية وتحقيق التنمية لما فيه صالح شعوبها.
وشهدت اجتماعات اللجنة الرئاسية المصرية السودانية المشتركة استعراض أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، وذلك في إطار تنفيذ وثيقة الشراكة الاستراتيجية التي تم التوقيع عليها بين البلدين في 2016، حيث رحب الجانبان في هذا الصدد بالخطوات التي تم اتخاذها لتفعيل المشروعات الاستراتيجية الكبرى التى تم الاتفاق عليها بين البلدين، بما فيها مشروعات الربط الكهربائي وخطوط السكك الحديدية، وهى المشروعات التي من شأنها أن تحدث نقلة نوعية فى العلاقات بين مصر والسودان، وتشجع على تنفيذ المزيد من المشروعات الإنتاجية والخدمية المشتركة بين البلدين الشقيقين.
كما تشاور الجانبان حول سبل تعزيز التبادل التجارى والمشروعات التنموية والاستثمارية المشتركة بين البلدين، تحقيقاً للمنفعة المتبادلة وتوفير المزيد من فرص العمل.
وشهد الرئيسان التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتى تم الاتفاق عليها خلال أعمال اللجنة الرئاسية المصرية السودانية المشتركة، في مجالات تبادل الخبرات والرعاية الصحية والزراعة واستصلاح الأراضي والتعليم والإعلام والشباب والرياضة وغيرها من مجالات التعاون المشترك.
وافتتح الرئيسان السيسي والبشير بقاعة الصداقة بالخرطوم المعرض المصري للأدوية والمنتجات الطبية ، وذلك على هامش اجتماعات الدورة الثانية للجنة المصرية السودانية العليا المشتركة.
ويعطي المعرض دفعة لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين ودعم الشراكة التجارية والاستثمارات المشتركة حيث يشارك في المعرض عدد من كبار منتجي ومصنعي المستلزمات الطبية والدوائية ومقدمي الخدمات الصحية.
وشهد المعرض عقد لقاءات ثنائية بين العارضين المصريين والمستوردين السودانيين، المتخصصين في القطاع الطبي بالسودان، بالإضافة إلى عقد ورش عمل متخصصة يتم خلالها بحث الطرق التي تواكب الحركة العالمية في تصدير أحدث المنتجات بقطاعات المنتجات الطبية والأدوية، وعروض مقدمي الخدمات الصحية.
وأوضح الرئيسان في البيان الختامي للدورة الثانية للجنة الرئاسية المصرية السودانية المشتركة أنه تم الاتفاق على عقد أعمال الدورة الثالثة للجنة الرئاسية المشتركة بين مصر والسودان بالقاهرة في أكتوبر 2020 .