قال سفير مصر لدى الصين أسامة المجدوب إن العلاقات المصرية
الصينية تمر بأزهى عصورها في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الصيني شي جين بينج
، مؤكدا ثقته في استعداد الحكومة المصرية جيدا لمعرض الصين الدولي للواردات المقرر
تنظيمه في شنجهاي الشهر المقبل لاستعراض أهم الفرص التجارية والاستثمارية وإجراءات
تحسين مناخ الأعمال والاستثمار في مصر ، وإنه انطلاقا من الأهمية التي توليها مصر للمعرض
فإن رئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولي سيترأس الوفد المشارك في المعرض.
وأضاف المجدوب ـ في تصريحات خاصة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه السلطة قام بخمس زيارات إلى الصين، كانت آخرها
الشهر الماضي، وهي الزيارة التي أضافت الكثير للعلاقات الثنائية ، وعكست رغبة مشتركة
لتعزيز هذه العلاقات في ظل التطابق الكبير في وجهات النظر حول مختلف القضايا ، منوها
بالطفرة الكبيرة التي شهدتها العلاقات منذ توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة
بين الجانبين عام 2014.
وتابع المجدوب أن الزيارة الأخيرة للرئيس السيسي شهدت التوقيع
على مشروعات مع شركات صينية باستثمارات بلغت نحو 18 مليار دولار، وهو ما يعد نقلة في
حجم التعاون بين البلدين ، حيث تشمل المشروعات إنشاء حي الأعمال المركزي بالعاصمة الإدارية
الجديدة ، ومحطة الضخ والتخزين بجبل عتاقة، ومحطة توليد الكهرباء بمنطقة الحمراوين
على ساحل البحر الأحمر ، وغيرها من المشروعات الخاصة بالمنسوجات والألواح الجبسية وإنشاء
معمل تكرير ومجمع البتروكيماويات بمحور قناة السويس.
وحول معرض الصين الدولي للواردات في شنجهاي المقرر في الخامس
من شهر نوفمبر المقبل ، شدد المجدوب على أن الحكومة الصينية وانطلاقا من استشعارها
بأهمية وثقل مصر، فإنها تولي اهتماما كبيرا بدعوة مصر للمشاركة في الفعاليات التجارية
والاستثمارية ، ومن أبرزها المشاركة في معرض الصين والدول العربية عام 2017 باعتبارها
ضيف الشرف ، فضلا عن توجيه الدعوة الى مصر للمشاركة ضمن دول شرف معرض الواردات في مدينة
شنجهاي والذي يعقد لأول مرة لتشجيع الصادرات إلى السوق الصيني.
وقال المجدوب إن المعرض يعتبر أحد أهم الفعاليات الدولية
التي يمكن لمصر الاستفادة منها في تعزيز نمو الصادرات المصرية بالسوق الصيني، خاصة
وأن هدف المعرض زيادة الواردات الصينية من دول العالم ، وإنه يمثل فرصة عظيمة لدخول
المزيد من المنتجات المصرية إلى السوق الصينية المزدهرة ، مبديا ثقته في أن وفد مصر
سيأتي بأفضل المنتجات التي يمكن تقديمها والتسويق لها في سوق كبير بحجم الصين.
وأشار إلى أن وزارة التجارة والصناعة أعلنت في وقت سابق مشاركة
مصر بجناح في معرض شنجهاي لعرض مقومات مصر الصناعية والتجارية والسياحية، حيث سيشارك
في هذا الجناح عدد من الشركات المصرية العارضة والعاملة في قطاعات المحاصيل الزراعية،
الصناعات الغذائية، الصناعات النسيجية، الحرف اليدوية، الأثاث، الصناعات الهندسية،
التعبئة والتغليف، الجلود ، كما سيتم تنظيم منتدى اقتصادي مصري على هامش المعرض لعرض
الفرص الاستثمارية بمصر ، وكذلك ما تم إنجازه فى المجالات الاقتصادية والسياحية والثقافية.
وحول مبادرة "الحزام والطريق" الصينية وسبل استفادة
مصر منها ، أكد السفير المصري لدى الصين أسامة المجدوب أن المبادرة طموحة للغاية وتترجم
رؤية الصين لعلاقاتها مع دول العالم، وسترفع بلا شك كفاءة التجارة بين الصين والدول
الأخرى، ومصر من أكبر المستفيدين منها في ظل موقعها الجغرافي المتميز والأهمية المحورية
لقناة السويس سواء كشريان ملاحي أو كإقليم إقتصادي ومنطقة صناعية جاذبة للاستثمار والتكنولوجيا
، ما يؤكد أن المبادرة ستضيف للاقتصاد المصري بصورة كبيرة.
وبالنسبة للتجارة الثنائية ، أشار إلى أنه وفقا لأحدث البيانات
الرسمية الصادرة عن الجانب الصيني، فإن حجم التجارة بين الصين ومصر نما بنسبة 7ر26%
على أساس سنوي في الفترة (يناير – أغسطس) هذا العام ، ليصل إلى 83ر8 مليار دولار ،
لافتا إلى أنه رغم أن الميزان التجاري يصب في صالح الصين ، إلا أن الصادرات المصرية
للصين شهدت نموا بنسبة 2ر40% على أساس سنوي.
وعن دور الصين في أفريقيا والانتقادات الغربية لذلك ، قال
المجدوب إن التعاون بين الصين وأفريقيا قائم على مبدأ المساواة والمنفعة المتبادلة،
دون أية شروط سياسية أو ضغوط، وهو ما يميز هذا التعاون، سيما وأن الاستثمارات الصينية
منحت الدول الأفريقية بدائل تنموية والتي تعد في أمس الحاجة لمشروعات البنية الأساسية.
وأشار إلى أن الاستثمارات الصينية في مصر على سبيل المثال
تعتبر نموذجا للمنفعة المتبادلة ، حيث إنها تعود بالفائدة على مصر من ناحية فرص العمل
ونقل الخبرات للعمالة، فيما تستفيد منها الصين في ضوء موقع مصر الجغرافي المميز وقرب
استثماراتها من قناة السويس، وفرص الوصول إلى أسواق ثالثة مع توقيع مصر اتفاقيات تجارة
حرة مع كتل إقليمية كبيرة مثل الاتحاد الأوروبي والدول العربية والأفريقية وأمريكا
اللاتينية.
وأكد المجدوب أن
الصين ومصر بلدان يتمتعان بحضارة عريقة ولهما تاريخ طويل جدا، وأرضية مشتركة واسعة
من العادات والتقاليد، وهو ما يسهم دون شك وبدعم القيادة في البلدين في بلوغ العلاقات
الثنائية مستويات أعلى.