الجمعة 28 يونيو 2024

هاني شاكر وأغنية للمرأة أحبطها مجلس المرأة

26-3-2017 | 10:02

بقلم : فوزي إبراهيم

لم أكن أحب أن أتحدث عن خيبة الأمل تلك إلا أن فكرة هذا العدد الذي يحتفي بعام المرأة أيقظت بداخلي صوت الوجع الذي طال شهورا وجاوز أعواما، منذ طلبني الفنان هاني شاكر منبهرا بوطنية المرأة وفاعليتها التي فاقت الرجال في الإنتخابات الرئاسية ومن بعدها البرلمانية ودورها المذهل منذ 25يناير و30 يونيه حين تصدرت بنات مصر ونساؤها الصفوف وحين كن وقودا لكل تحرك وطني إيجابي،وبينما الفخر والزهو ببنات مصر وسيداتها يسيطر علي نبراتنا وعبراتنا فاجأني هاني برغبته في عمل أغنية للمرأة المصرية تحمل هذه المعاني وأراد مني كتابتها إلي أن نختار معا من يلحنها ومن يوزعها موسيقيا، وتحت تأثير الحالة لم أنم ليلتها حتي كتبت المطلع الأول(المذهب)وفي الصباح طلبته لأسمعه ما كتبت من كلمات تقول:

يابنت بلادي ياست الناس..ياأمي وأختي المصرية

يا أم ولادي ياتاج ع الراس..ياأحلي مثال للوطنية

والله لأفديكي بعمري أنا..ولا يغلي عليكي يا عمري أنا

ياحبيبتي وأمي وأختي وبنتي

ونن عينيه يامصرية.

وما إن سمعها حتي تهلل فرحا بما كتبت،وقرر فورا أن نبحث عمن يصنع منها أغنية عاطفية أولا ورسالة حب وتقدير ممزوجة بحس وطني ثانيا واخترنا شابا من أكثر ملحنين هذا الجيل دراية ودراسة لصوت هاني شاكر وللمنطقة الدافئة فيه هو الملحن خالد جنيد،وأرسلنا له الكلمات ثم عدت أنا لأغوص في إحساس الحالة وأكمل قائلا:

ياشريكتي ف فرحي وأحزاني..وف عشق بلادي وأوطاني

في تحدي الصعب سبقتيني..وبأجمل حب محاوطاني

في الصورة بقي ليكي مكانك..والجاي هيحلو عشانك

وف بلدك هتعيشي كريمة.. ياعظيمة بصبرك وإيمانك

وأثناء ذلك كان خالد جنيد قد لحن المذهب واستقر علي شكله مع هاني شاكر،فأرسلت له (الكوبليه) فأنهي اللحن في نفس اليوم وذهب لموزع شاب وضع تصورا للشكل الموسيقي للأغنية وفاجأ هاني بما صاغه الموزع الشاب وبذل فيه جهدا ليس قليلا فتحمسنا جميعا للتصور المبدئي مادفع هاني لحجز واحد من أهم الاستوديوهات في مصر في اليوم التالي ليضع صوته ويقوم بتنفيذ الأغنية علي حسابه الخاص،وفي المساء التالي جلس يسمع الأغنية في بيته فشعر أن الأغنية أكبر وأغني من الشكل الذي نفذت به وأن الرسالة يجب أن تخرج بالشكل الذي يليق بها فقرر التوقف والبحث عن جهة تتبني معنا هذه الرسالة وتساعدنا في تنفيذها وتصويرها وتوصيلها بالشكل اللائق بها.

وبعدها جاء سفره لأكثر من بلد عربي حيث حظي بأكثر من تكريم،وأثناء أحد هذه السفريات خطر ببالي أن أعرض الأمر علي المجلس القومي للمرأة-ومن غير المجلس القومي للمرأة- يتبني رسالة كتلك يقدمها متطوعا فنان بحجم هاني شاكر وبدفء هاني شاكر تحية للمرأة المصرية ولدورها بدلا من إعلانات مباشرة جافه يصرف عليها ملايين، والتكلفة هنا لن تتجاوز 30 ألف جنيه لاستكمال الأغنية وتصويرها،فتحدثت مع الفنانة والزميلة رانيا يحىي عضو المجلس القومي للمرأة وأبدت حماسا شديدا وطلبت التسجيل المبدئى للأغنية لتسمعها الدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس وعادت لتنقل لي موافقة الدكتورة وحماسها للفكرة،إلا أنني رغم هذا الحماس بلغت بأن المجلس لا يستطيع توفير أي مبلغ!!!

ومشكورة راحت د.رانيا تبحث في معاهد أكاديمية الفنون عمن يساعدنا باستوديو ومن يعطينا كاميرات ومن يتولي الإخراج ومن يخدمنا في الإضاءة وفي المونتاج وهكذا، ورغم الامتنان لكل هذا الجهد وهذا القلب إلا أن هاني شاكر عندما علم بذلك شعر وكأننا(بنشحت علي الأغنية)وأنه لا يليق به ولا بالأغنية ولا بالمرأة المصرية ذلك،وطلب سحب الأغنية ورأي-وأنا معه- أن رسالة كهذه أما أن تخرج بالشكل اللائق بها وإما لا،ثم جاءت النقابة بمشكلاتها وقضاياها وبلاغاتها وكل مافي العمل العام من معاناة وضغوط وشرور لتأخذه لإحباطات أخري.

أما أنا فربما وجدت في هذه السطور فرصتي لايصال ما تمنيت توصيله في هذه الأغنية من معان أردنا تقديمها إنصافا للمرأة المصرية العظيمة فلم نجد من ينصفنا،ورحم الله أياما كانت تفتح فيها استوديوهات الدولة للفنانين وتتاح لهم الإمكانيات ليقوموا بدورهم ورسالتهم تجاه مصر ورجالها ونسائها.