الرئيس يبدأ زيارته إلى برلين.. وخبراء: تعمل على تطوير الشراكة المصرية الألمانية وتحمل أبعاد سياسية واقتصادية وتجارية.. والعلاقات الثنائية وقضايا المنطقة والإرهاب أبرز ملفات مباحثات «السيسي وميركل»

أستاذ علوم سياسية: زيارة الرئيس لبرلين تعمل على تطوير الشراكة المصرية الألمانية

اللاوندي: زيارة السيسي لألمانيا تحمل أبعاد سياسية واقتصادية وتجارية

مع بدء الرئيس عبد الفتاح السيسي لزيارته الثالثة إلى ألمانيا اليوم، أكد خبراء بالعلاقات الدولية أن هذه الزيارة تحمل أهمية كبرى لتطوير الشراكة المصرية الألمانية حيث ستتطرق إلى العلاقات الثنائية إلى جانب القضايا الإقليمية كالأوضاع في سوريا وليبيا واليمن والعراق وملفات الإرهاب والهجرة غير الشرعية واللاجئين، موضحين أن الرئيس سيمثل أفريقيا خلال مشاركته في القمة المصغرة للمبادرة الألمانية للشراكة مع أفريقيا.

ووصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى ألمانيا اليوم في زيارة رسمية، تستمر لمدة أربعة أيام، حيث من المقرر أن يلتقي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل غدا، كما سيشارك في أعمال القمة المصغرة للقادة الأفارقة رؤساء الدول والحكومات أعضاء المبادرة الألمانية للشراكة مع أفريقيا وذلك في إطار مجموعة العشرين.

كما سيلتقي السيسي بالرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير وكذلك مع رئيس البرلمان "البوندستاج" فولفجانج شويبلة بالإضافة إلى عدد من كبار المسئولين والسياسيين ورجال الأعمال الألمان، وذلك للتنسيق وتبادل وجهات النظر بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن مناقشة مجمل جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف الأصعدة امتدادا لما تشهده مسيرة التعاون مع ألمانيا من تطور نوعى خلال السنوات الأخيرة.

أبعاد سياسية واقتصادية وتجارية

الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، قال إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم إلى ألمانيا تأتي استكمالا لسلسلة جولاته الخارجية التي أجراها خلال الفترة القليلة الماضية بجولته الآسيوية وبعدها زيارته إلى اليونان ثم روسيا وتوقيع اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي معها، فضلا عن زيارة رئيس وزراء بلغاريا إلى مصر قبل أيام.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن ألمانيا هي دولة بارزة وبمثابة قاطرة الاتحاد الأوروبي، وزيارة الرئيس لها تستمر لأربعة أيام بدعوة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للمشاركة في اجتماع مجموعة العشرين للشراكة مع الدول الأفريقية، مضيفا أن مصر دولة أفريقية وتهتم بقضايا القارة ومثلتها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن خلال عضويتها غير الدائمة.

وأكد اللاوندي أن الرئيس السيسي شديد الإعجاب بالشعب الألماني ونبوغ العامل الألماني في الصناعة وخاصة التكنولوجيا، مضيفا أن الزيارة ليست سياسية فقط إنما لها أبعاد اقتصادية وتجارية لدفع الميزان التجاري للأفضل وخاصة أن حركة الاستيراد والتصدير بين البلدين تسير بشكل جيد.

وأضاف أن الزيارة مهمة للغاية لدفع عجلة التطور والتنمية في مصر وتأكيد لسياسة مصر الخارجية المنفتحة، موضحا أن لقاء السيسي وميركل المرتقب غدا هو لقاؤهما السادس وسيتطرق إلى تعميق العلاقات الثنائية ومناقشة القضايا الإقليمية وخاصة الأوضاع السورية والليبية والعراقية واليمنية.

وأشار خبير العلاقات الدولية إلى أن قضايا مكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة أيضا لها حضور كبير على مائدة المباحثات حيث رفضت مصر أن تكون معسكرا لخروج الهجرة غير الشرعية، مؤكدا أن مصر تهتم بتحقيق النمو والنهضة في كل ربوع القارة السمراء لذلك مشاركتها في اجتماع المبادرة الألمانية مهم.

أبرز الملفات

فيما قال السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي جاءت بدعوة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في إطار الشراكة الألمانية الأفريقية والمبادرة التي أطلقتها نيابة عن مجموعة العشرين، مضيفا أن الرئيس السيسي هو رئيس أكبر دولة أفريقية في حجم الاستثمارات مع ألمانيا كما أن مصر ستتبوأ رئاسة الاتحاد الأفريقي بدءا من يناير المقبل.

وأوضح القويسني في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن لقاء الرئيس والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المرتقب غدا يحمل مجموعة من الملفات أبرزها الجانب الثنائي وتطوير العلاقات المصرية الألمانية بعد تجربة مصر السابقة مع شركة سيمنز الألمانية وإنشاء الثلاث محطات الكهربائية العملاقة وغيرها من الشركات.

وأضاف أن مصر تسعى لنقل التكنولوجيا الألمانية وترسيخها عبر جذب المزيد من الاستثمارات والشركات العملاقة للعمل فيها، موضحا أن القضايا الإقليمية لها حضورا قويا على مائدة السيسي وميركل للاستماع إلى رؤية مصر بشأن الأوضاع الإقليمية وخاصة ليبيا وسوريا واليمن.

وأكد أن هناك قضايا أخرى مطروحة بينها مكافحة الإرهاب إلى جانب الهجرة غير المشروعة بعد النجاح الذي حققته مصر في السيطرة الهجرة الصادرة من السواحل المصرية وتعاملت بشكل جيد مع أهم ما يقلق الاتحاد الأوروبي وخاصة ألمانيا، مضيفا أن كلمة الرئيس أمام القمة المصغرة للمبادرة الألمانية للشراكة مع أفريقيا في إطار مجموعة العشرين ستستعرض رؤية مصر للتنمية والإصلاح الاقتصادي وآلية تحقيقه في القارة.

تطوير الشراكة المصرية الألمانية

ومن جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى ألمانيا تحمل أهمية كبرى لأن الرئيس سيتحدث خلالها بأكثر من صفة، أولا لكونه رئيس مصر وأكبر دولة أفريقية ورئيس الاتحاد الأفريقي المقبل، مضيفا إن مصر وألمانيا تجمعهما علاقات قوية ومصالح مشتركة.

وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم"، إن هناك العديد من المشروعات الألمانية في مصر في الفترة الراهنة ليست مع "سيمنز" فقط إنما شركات متعددة، موضحا أن لقاء السيسي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل سيتطرق إلى مجموعة قضايا ليست ثنائية فقط إنما إقليمية ودولية.

وأكد أن الزيارة ستعمل على تطوير الشراكة المصرية الألمانية وتثبت أن مصر تتحرك بقوة تجاه الدول الاقتصادية الكبرى، موضحا أنه من قبل شارك الرئيس في منتدى "الصين أفريقيا" واليوم المبادرة الألمانية للشراكة مع أفريقيا حيث تعتبر برلين هي قاطرة الاتحاد الأوروبي وأحد الاقتصاديات الكبرى.

وأوضح أن الزيارة هي مقدمة ناجحة لرئاسة مصر للاتحاد الأفريقي  خلال عام 2019 وتثبت تحرك مصر كدولة أفريقية وعربية تجاه الدول الاقتصادية الكبرى.