قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن الحملة العسكرية العنيفة التي تشنها إسرائيل ضد الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا وتحظى بدعم البيت الأبيض أثارت قلق العديد من المسؤولين العسكريين الأمريكيين.
وأوضحت الصحيفة - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني ، اليوم "الأحد"، - أنه في حين يشيد البيت الأبيض بحزم إسرائيل ضد الوجود الإيراني في سوريا، يقول المسؤولون العسكريون إنهم يخشون أن ذلك قد يرتد على واشنطن بنتائج عكسية إذا أن اعتقاد إيران أن الولايات المتحدة وراء العديد من الضربات الإسرائيلية قد يدفع جماعات موالية لطهران إلى الهجوم على القوات الأمريكية في سوريا والعراق، ناقلة عن مسؤول كبير في الدفاع الأمريكي "إنه مصدر قلق متزايد بالنسبة لنا".
وكانت إسرائيل قد شنت ضربات على نحو 200 هدف في سوريا خلال ال 18 شهرا الماضية، حسبما كشف عنه مسؤولون إسرائيليون مؤخرا، بهدف قطع الطريق على شحنات السلاح من إيران إلى جماعة حزب الله ومنع إيران من من إقامة وجود عسكري دائم لها داخل سوريا، وتضمنت الأهداف شحنات من الأسلحة المتطورة وقواعد عسكرية وبني تحتية عسكرية، حسب مسؤولين إسرائيليين.
وردا على أسئلة حول تلك المسألة، أكد البنتاجون أن إسرائيل تعمل بمفردها، وذلك على لسان المتحدث باسمه الكوماندر سيان روبرتسون الذي قال "إن العمليات الإسرائيلية مستقلة"، لكننا ندعم الحق الأصيل لإسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الوشيكة".
لكنه أشار إلى أنه في حال عرض أي إجراء على أرض المعركة القوات الأمريكية للخطر، فسيتخذ قادة الجيش التدابير المناسبة، مؤكدا أن القوات الأمريكية مستعدة دائما للدفاع عن نفسها.
ويقوم موقف البيت الأبيض على أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها بل أنه رحب بمحاولة إسرائيل إحباط مساعي إيران الرامية إلى السيطرة من غرب إيران مرورا بالعراق وسوريا وانتهاء بلبنان، بحسب ما عبرت عنه المتحدثة باسم البيت الأبيض في بيان.
ولكن مسؤولين فى وزارة الدفاع الامريكية أعربوا عن قلقهم الكبير إذ يرون أن إيران تعتقد أن الضربات الإسرائيلية تقوم على معلومات استخبارتية أمريكية يزود بها الإسرائيليون خصيصا ليتمكنوا من شن الهجمات على الأهداف الإيرانية، وحال اقتنعت إيران بالتورط الأمريكي فقد تنظم هجمات انتقامية على القوات الأمريكية خاصة في العراق التي يتمركز فيها خمسة آلاف جندي أمريكي للحرب ضد داعش.
وعزز من هذا القلق - الذي ينتاب المسؤولين - الهجمات الأخيرة من جانب جماعات شيعية ضد أهداف أمريكية في العراق، حيث أخلت وزارة الخارجية الأمريكية قنصليتها في البصرة سبتمبر الماضي بعد تعرضها لهجمات اتهمت واشنطن فيها الميليشيات المدعومة من إيران.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أنه بينما تستطيع الولايات المتحدة الاعتماد على الحكومة العراقية لمنع التدخل الخارجي ضد القوات الأمريكية هناك، إلا أن واشنطن ذات تأثير أقل في سوريا.