شراكة حقيقية فاعلة ومحققة لمصالح العرب وأوروبا يمكن إقامتها ودعم استمرارها والبحث عن قنواتها من خلال القمة العربية الأوروبية ، التى ستنطلق فعالياتها فى وقت لاحق اليوم (الاثنين ) من العاصمة اليونانية أثينا ، تحت رعاية رئيس الجمهورية اليونانية بروكوبيس بافلوبولوس وبحضور رئيس وزرائه ألكيسيس تسيبراس ، وذلك بمشاركة مصرية يمثلها وزير التجارة والصناعة المهندس عمرو نصار نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى ٠
ويرتبط الطرفان (العرب واليونان ) بمجموعة واسعة من المصالح المشتركة التى تستوجب تعزيز العلاقات بينهما في جميع المجالات، وهى مسألة ذات أولوية لكل من الاتحاد الأوروبي والعالم العربى ، فمن المعروف أن العالم العربي يمد أوروبا بموارد الطاقة، فيما تعمل أوروبا بدورها على تلبية الاحتياجات العربية للمشاريع التنموية ، وقد وقع الاختيار مرة أخرى- بعد الدورة الأولى - على اليونان لاستضافة تلك القمة لكون أثينا رمزا تاريخيا كجسر بين العالمين العربي والأوروبي ، وهو ما تهدف القمة إلى الحفاظ عليه والتأكيد على وجوب استمراره ، كما استضافت مصر الدورة الثانية للقمة ٠
ستركز أعمال القمة التى تستمر يومين على محوري الاقتصاد والسياسة ، حيث ستتناول بالبحث والمناقشة التحديات المستقبلية التي تواجه العلاقات العربية والاتحاد الأوروبي ، وأبعادها الأمنية والسياسية والسياسة الخارجية، وعلاقات التعاون الأوروبية مع العالم العربي، وسبل الاستفادة القصوى من الإمكانات المتاحة في مجالات البنية التحتية، والسياحة، والتجارة والعقارات وستتطرق لقطاع الشحن ، وآفاق العلاقات المستقبلية بين أوروبا والعالم العربي والتواصل الثقافي والتربوي بين الطرفين.
من المقرر ايضا أن تناقش القمة من خلال البنود المدرجة على جدول أعمالها العديد من الموضوعات من أبرزها اتجاهات الاستثمار الأجنبي المباشر في أوروبا والعالم العربي، ودور قطاع النقل في تعزيز النمو في حركة التجارة والاستثمار البيني، والدور الأوروبي المحتمل في تنمية وتطوير الاقتصاد الرقمي في المنطقة العربية بالإضافة إلى التغير المناخي و مجال الطاقة، كما تخصص القمة جزءا من المناقشات بشأن العلاقات الثنائية العربية - اليونانية ، وتبحث فى فرص الاستثمار الأجنبي المباشر في المنطقتين ، حيث ينتظر طرح "مشروع نيوم" ضمن المشاريع الضخمة على طاولة القمة كفرصة للاستثمار والشراكة.
وتشارك مصر في القمة العربية الأوروبية بوفد يرأسه المهندس عمرو نصار ممثلا لرئيس الجمهورية الرئيس عبدالفتاح السيسي ، حيث يلقى نصار كلمة مصر فى القمة ، بالإضافة لمشاركته فى منتدى الأعمال المصري اليوناني الرابع المقرر عقده على هامش القمة ، ويعقد لقاءات ثنائية مع لفيف من كبار المسؤولين في الحكومة اليونانية، ومسؤولي غرف التجارة والصناعة وعدد من الشركات اليونانية المهتمة بالاستثمار في مصر.
وتتميز العلاقات العربية اليونانية بصفة عامة ، والعلاقات بين القاهرة وأثينا بصفة خاصة ،بأنها عميقة وممتدة ، حيث تؤكد مصر دائما على الأهمية الاستراتيجية لليونان ، وتعتبرها بوابتها لدول البلطيق ، كما تعتبر اليونان مصر بوابتها إلى الدول الإفريقية والتي تزخر بالعديد من الفرص الاستثمارية الكبيرة ، وعلى الرغم من أن أرقام التبادل التجاري بين البلدين لا تعكس الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها كل من مصر واليونان، إلا أن الصادرات المصرية لليونان بلغت 148 مليون دولار خلال الفترة من يناير وحتى نهاية أغسطس الماضيين ٠
وبلغ حجم الواردات المصرية من اليونان 173 مليون دولار خلال نفس الفترة ، إلى جانب وجود 125 شركة يونانية عاملة بمصر برأسمال مقداره 227.65 مليون دولار ، وتتنوع مجالات عملها في قطاعات التمويل، والصناعة، والخدمات، والإنشاءات، والسياحة، والزراعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات .
وتتمثل أهم الصادرات المصرية للسوق اليوناني في المنتجات الكيماوية والأسمدة، والحاصلات الزراعية، ومواد البناء، والصناعات الغذائية، وعلى الجانب الآخر تعد الحاصلات الغذائية، ومواد البناء، والسلع الهندسية والإلكترونية، والصناعات الغذائية أهم الواردات المصرية من اليونان ، وتسعى مصر جاهدة لزيادة تلك الاستثمارات خلال المرحلة المقبلة من خلال تكثيف الندوات والاجتماعات بين الجانبين للتعريف بفرص الاستثمار في مصر، وتكثيف الاجتماعات الثنائية لرجال الأعمال والمستثمرين فى كلا البلدين