أكد المؤشر العالمي للفتوى، التابع لدار الإفتاء المصرية، والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، استغلال التنظيمات الإرهابية للنساء في ارتكاب الأعمال الانتحارية.. مشيرا إلى أن 60% من نسبة الفتاوى الخاصة بالمرأة داخل تنظيم (داعش) توجب مشاركتها في المعارك والقتال تحت اسم الجهاد.
وذكر المؤشر، في تقرير اليوم الأربعاء، أن وتيرة استغلال التنظيمات الإرهابية للعنصر النسائي في العمليات الانتحارية والتفجيرية ارتفعت، خاصة بعد تراجع الشباب والرجال في صفوف التنظيم، حيث بلغت نسبة نساء تنظيم داعش 13% من إجمالي المقاتلين الأجانب الملتحقين بالتنظيم مؤخرًا.
وأضاف مؤشر الفتوى أنه رغم تركيز تنظيم القاعدة على الدور الكلاسيكي للمرأة منذ أن أعلن "أيمن الظواهري" أنه لا مكان للمرأة في ميدان المعارك، غير أن تلك السياسة تغيرت بعد الغزو الأمريكي للعراق واندلاع الصراع في سوريا، حيث أكدت الأجهزة الأمنية في مدينة ديالى بالعراق أن 27 عملية انتحارية نفذتها نساء بين أعوام 2007-2010 بينها 19 عملية نفذتها زوجات وشقيقات عناصر وقيادات تنظيم القاعدة من الذين قتلوا في مواجهات مع الأجهزة الأمنية، وهو ما يصطلح على تسميتهن بالأرامل السود.
وأوضح أن هذه الأرقام تدل على التصاعد في التسلسل الزمني للمرأة داخل ما يسمى الساحة الجهادية من جديد بعد أن أبعدتها الفتاوى عن ساحة المعارك لفترة من الزمن، ولم تلبث أن أعادتها فتاوى جديدة إلى الميدان.
وأكد المؤشر العالمي للفتوى استغلال التنظيمات الإرهابية لـ"سلاح الفتوى" لإضفاء شرعية دينية تلزم النساء بالمشاركة في المعارك والجهاد، وذلك من خلال تفسيرات خاطئة لمفهوم الجهاد في الإسلام، وبرهن المؤشر على ذلك بظهور المرأة في الإصدارات المرئية التي أصدرها "داعش" على مدار العام بنسبة 30%، بعد أن كانت تعمل في صمت خلف الكواليس، وكان أبرز تلك الإصدارات "من الداخل 7"، و"غزوة الثأر للعفيفات" خلال عام 2018.
وأشار إلى تغير الأحكام الشرعية التي تستخدمها التنظيمات الإرهابية في فتاواها وفقًا لمصالحها وأهدافها، لا سيما تنظيم داعش، حيث جاءت 90% من فتاوى التنظيم لخدمة عملياته الإرهابية، وشكَّل الحكم "واجب" 60% من الفتاوى حول مشاركة المرأة في الجهاد والمعارك خلال هذا العام 2018، بعد أن كانت تتنوع بين "الوجوب والجواز والتحريم" خلال الأعوام السابقة.
وطالب المؤشر بضرورة الوقوف ضد التيارات المتطرفة التي تغذي بدعايتها السوداء الأفكار الإرهابية المسمومة، وبيان أن الجهاد ليس هو القتال فقط، كما يحلو لأصحاب الفكر المتطرف تسميته، وضرورة تبني مناهج شرعية عميقة تكون بمثابة خط الحماية الأول لحفظ الشباب من الاندفاع نحو التطرف، وتخريج أجيال مسلمة ذات أفكار بناءة تسعى للإعمار لا الهدم والخراب.
يذكر أن "المؤشر العالمي للفتوى" مبادرة مهمة أطلقتها الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم خلال مؤتمرها الرابع الذي عقد منتصف الشهر الجاري تحت عنوان: "التجديد في الفتوى .. بين النظرية والتطبيق".. ويهدف إلى بيان حالة الفتوى في كل دائرة جغرافية وفق أهم وأحدث وسائل التحليل الاستراتيجي والإحصائي، وتكوين تصور علمي وعملي صحيح للمشهد الإفتائي في العالم كله، وذلك من خلال رصد الفتاوى الصادرة في العالم أجمع والقيام بتحليل وتقويم الخطاب الإفتائي وملاحظة اتجاهاته، على أن تصدر نتائجه كل ثلاثة أشهر، بما يثمر وجود الرؤية الكاشفة التي تساعد أصحاب القرار على تقويم الواقع والقيام بما يناسبه من إجراءات.