دعا المشاركون في جلسة (التعاون الأورومتوسطي.. شراكة استراتيجية) ضمن أعمال اليوم الثاني لمنتدي شباب العالم، الذي يعقد حاليا بمدينة شرم الشيخ، إلى الارتقاء بالتعاون القائم حاليا بين ضفتي المتوسط إلى شراكة حقيقية يحتاج إليها الجانبان.
وقال السفير ناصر كامل سكرتير عام الاتحاد من أجل المتوسط - في كلمته خلال الجلسة - "إننا نتعامل مع أسباب وجذور المشكلات التي تواجه الدول الأورومتوسطية من أجل تحقيق التنمية المستدامة والتنمية البشرية".
وحول إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن عقد قمة في مرسيليا الصيف القادم للاتحاد من أجل المتوسط، دعا السفير كامل إلي العمل من أجل الانتقال من التعاون الحالي ليصل إلي مستوي شراكة استراتيجية، وهو أمر ليس من باب الترف وإنما من باب الاحتياج، موضحا أن مستويات النمو الاقتصادي بجنوب المتوسط تفوق مثيله في أوروبا، فضلا عن حاجة الجنوب للتعاون مع الشمال لمكافحة الهجرة، حيث إن دول جنوب المتوسط أصبحت دول عبور وليست دولا مصدرة للهجرة، وتعاني مثلها مثل أوروبا.
ونوه إلى أن الاتحاد من أجل المتوسط لديه برنامج لتوعية الشباب والمرأة بمخاطر الإرهاب والتطرف وسبل الحد ومواجهة الإرهاب والتطرف.
ومن جانبه، قال وزير التعليم اليوناني باوسامياس باباجورجيو، خلال الجلسة، "إننا نسعى لتعزيز التعاون المتوسطي، وكذلك التعاون الثلاثي الذي يجمع مصر واليونان وقبرص لتحقيق المزيد من المصالح المشتركة بين هذه الدول وبين ضفتي شمال وجنوب البحر المتوسط بما يسهم في تحقيق استقرار أوروبا وحوض البحر المتوسط".
وبدوره، أكد السفير إيفان سيركوس رئيس وفد الاتحاد الأوروبي لدى مصر تضامن الاتحاد مع مصر ضد الإرهاب والتطرف، مشيرا إلى العمل على تعميق التعاون المشترك.. معربا عن سعادته بتطور التعاون الأورومتوسطي باعتباره أمرا استراتيجيا بين دول الجوار.
وأضاف أن الرخاء والاستقرار لدي دول الجوار سيمكننا من تحقيق الاستقرار في أوروبا أيضا.. وأحرزنا تقدما في التعاون الأورومتوسطي، كما أن هناك الكثير الذي يمكن فعله مثل التكامل بين شمال وجنوب المتوسط وتحقيق توازن بين الجانبين في تدفق التجارة.
ودعا سيركوس إلى الإسراع في إقامة منطقة التجارة وزيادة الاستثمارات، منوها إلى أن هناك أدوات فعالة لتحقيق ذلك ومراجعة سياسة الجوار مع الجنوب، والتي تغطي دول جنوب المتوسط، حيث خصص الاتحاد الأوروبي موارد مالية بالإضافة إلي الدعم الفني للإسهام في تحقيق استقرار شعوب المتوسط.
ولفت إلى أن هناك حوارا سياسيا استراتيجيا مع جامعة الدول العربية يتطرق لقضايا كثيرة، منها الهجرة والإرهاب والحد من انتشار السلاح، فضلا عن اجتماعات وزراء الخارجية العرب والأوروبيين، مشيرا إلى أن القمة العربية الأوروبية الأولي ستعقد على مستوى الرؤساء في فبراير 2019 بمصر.
ومن ناحيته، أشار الدكتور سمير عانوني، الخبير الإنمائي بالأمم المتحدة إلى ضرورة الاستثمار في الشباب، حيث إنها تمثل فرصة لكل الأطراف.
ورأى الدكتور عادل عدوي، المدير التنفيذي للمنتدي المصري الاقتصادي العالمي، أن هناك انقساما بين الدول الأوروبية إزاء التعامل مع المنطقة جنوب المتوسط، داعيا إلى عقد قمتين بين دول جنوب المتوسط لتصل دول الجنوب لصياغة أولوياتها فيما يتعلق بالأمن ومكافحة الإرهاب، على أن تناقش الدول الأوروبية الأمر نفسه فيما بينهم، معربا عن أمله في أن تعقد القمتين قبل انعقاد قمة مرسيليا المقررة الصيف المقبل بين دول ضفتي المتوسط.