رفض سياسيون جميع المحاولات الخبيثة التي تستهدف النيل من النسيج الوطني، مؤكدين أن الرئيس السيسي أكد على ذلك خلال انطلاق اليوم الثاني لمنتدى شباب العالم في نسخته الثانية في مدينة شرم الشيخ، لافتين إلى أن استهداف حافلة للأقباط في حادث المنيا الإرهابي لن ينال من الثوابت الوطنية لأن المصريين كالجسد الواحد فآلم شخص واحدا يمثل ألما وحزنا للجميع.

وقال الرئيس السيسي، اليوم، خلال فعاليات اليوم الثاني لمنتدى شباب العالم- معلقا على حادث استهداف الأقباط بمحافظة المنيا : "إحنا في مصر لا نميز بالدين ونقول ده مسلم وده مسيحي إحنا بنقول هو مصري.. لما يسقط أي مصري بحادث إرهابي ده يؤلمنا ويؤلم كل المصريين".

رسائل هامة للعالم

ياسر قورة مساعد رئيس حزب الوفد، قال إن الرئيس السيسي يرسل عددا من الرسائل الهامة خلال منتدى شباب العالم ، تلك الاحتفالية الكبرى التي تحتضنها مدينة شرم الشيخ لمدة ثلاثة أيام من التبادل الثقافي والحضاري بين الشباب من مختلف الدولة، مشيرا إلى أن أهم هذه الرسائل هو انهيار جميع الفتن والمخططات الإرهابية على صخرة الوحدة الوطنية والنسيج الوطني.

وأكد مساعد رئيس حزب الوفد لـ«الهلال اليوم» أن الرئيس السيسي يمثل منطقة الوسط في العلاقات بين الغرب والشرق، ويستطيع تحقيق التوازن في العلاقات وسط قدرة مصر على مواجهة التحديات والأزمات الكبرى، موضحا أن الرئيس السيسي أكد اليوم على الوحدة والترابط الوطني دون أي تناحر أو تنازع باسم الدين الذي لم تعرفه مصر على مدار تاريخها.

وبين أن الأحزاب السياسية ذاتها قائمة على الوطنية ففي حزب الوفد أكبر الأحزاب في البلاد عانق الهلال الصليب، مؤكدا أن مصر دائما نسيج وكيان واحد أمام جميع المخاطر وحائط صد أمام الغزاة سواء كان فكريا أو عسكريا أو إرهابيا وستظل كذلك إلى قيام الساعة.

انتصار الدولة المصرية

فيما شدد اللواء محمد الغباشي، نائب رئيس حزب حماة الوطن، على ضرورة الترابط خلف القيادة السياسية في حربها ضد الإرهاب التي لم تتوقف وسط نجاحات وانتصارات الدولة المصرية التي تعد انكسارا وانهزاما لها لأن التنمية والبناء وتحقيق الأمن أكبر عائق وقاتل للمخططات الإرهابية.

وقال نائب رئيس حزب حماة الوطن لـ«الهلال اليوم» إن الرئيس السيسي يبرهن للعالم على أن استهداف المسيحيين لن يؤثر على الوحدة الوطنية وأن مخططات إغراق الوطن في الفتن الطائفية لن يبلغ مآربه لأن الشعب المصري مترابط كالعروة الوثقى التي لن تنفك أو تتمزق مهما كانت التحديات ومن أراد دليلا فالتاريخ يكفيه.

ولفت إلى أن حديث الرئيس عن الوحدة الوطنية اليوم خلال انطلاق اليوم الثاني لمنتدى الشباب يمثل أهمية كبرى لأنها رسالة موجهة للعالم وليس على الصعيد المحلي والإقليمي فقط، رافضا كل المحاولات الخبيثة للنيل من تماسك المصريين مدركا أن العالم بأثره يدرك ذلك جيدا، مؤكدا انهيار جميع المخططات الإرهابية على صخرة النسيج الوطني المتماسك والقوي.

الإرهاب لا يُفرّق بين المصريين

وقال اللواء عبد الحميد خيرت، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة سابقا، ورئيس المركز المصري للبحوث والدراسات الأمنية، إن مصر تواجه إرهابا لا يفرق بين المصريين ولا الديانات، مشيرا إلى أن الأمن لا يقيم بالقطعة.

وأكد اللواء خيرت أن الأجهزة الأمنية نجحت في تصفية ١٩ إرهابياً بصحراء أسيوط، فجر أمس السبت، ومن قبلها تم تصفية ٣٠ إرهابيا بصحراء المنيا وسوهاج وأسيوط، بما يؤكد التحركات الأمنية الجادة في استعادة الأمن ودعم القيادة السياسية.

ولفت إلى أن الأجهزة الأمنية نجحت في تصفية ما يقرب من خمسين إرهابيا من تنظيم داعش والتخلص منهم في معركة مصيرية بين الأمن والإرهاب.

وأشار" خيرت" إلى أنه بحكم عمله السابق في مجال مكافحة الإرهاب، يتفهم ويعي تماماً حجم الجهد والتضحية التي يبذلها جهاز الأمن الوطني وباقي الأجهزة الأمنية المعاونة، في الحصول على معلومات تحدد أماكن الـ 50 إرهابيا من الداعشيين، مشيرا إلى أنهم كانوا يخططون لتنفيذ عمليات قذرة خلال الشهور القادمة في "موسم أعياد أشقائنا المسيحيين".

ولفت رئيس المركز المصري للبحوث، إلى أنه لم يجد رد فعل على شبكات التواصل الاجتماعي تجاه نجاح جهاز الأمن الوطني في تصفية 19 إرهابيا في صحراء أسيوط، لكن شاهد هجوم عنيف على جهاز الأمن في حادث المنيا.

وتابع: "مهلاً يا سادة على جهاز وصل شهداؤه في مواجهة الإرهاب إلى ألف شهيد، كانوا سندا وعونا لجهازنا الأمني ولو بالكلمة الطيبة".