اختتمت اليوم جلسات وورش عمل منتدى شباب العالم في نسخته الثانية بعد يومين متتاليين من النقاشات بمشاركة 5 آلاف شاب من مختلف دول العالم وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد كبير من القيادات والمسئولين من كافة الدول، ومن المنتظر أن تختتم فعاليات المنتدى غدا الثلاثاء بإعلان التوصيات النهائية للمنتدى.
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في ثلاث جلسات الأولى بعنوان "مواقع التواصل الاجتماعي تنقذ أم تستعبد مستخدميها؟"، والثانية هي "كيف نبني قادة المستقبل؟"، كما شارك في أعمال الجلسة الختامية لنموذج محاكاة القمة العربية الأفريقية.
الجلسة الأولى
شهد الرئيس السيسي صباح اليوم فعاليات جلسة "مواقع التواصل الاجتماعي تنقذ أم تستعبد مستخدميها؟، التي شارك فيها مجموعة من الخبراء والمتخصصين في السوشيال ميديا، من بينهم دانتي ليكونا مدير الإعلام بجمعيتي الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وفلافيانا ماتاتا المديرة التنفيذية لمؤسسة دانتي ليكونا، وهي ملكة جمال تنزانيا وعارضة أزياء وتعد واحدة من أفضل 7 نماذج لأعلى دخل بين النساء في أفريقيا.
وشاركت أيضا بيلي بارنيا مؤسسة والرئيس التنفيذي لمؤسسة سكيلز كامب أي معسكر المهارات، وتعمل بمجال التسويق الرقمي بجامعة رايرسون بكندا، والعميد خالد عكاشة الخبير الأمني، وريان بينا الخبير الاستراتيجي في مواقع التواصل الاجتماعي وهو من الولايات المتحدة، وجيف بولاس وهو مستثمر ومهندس تسويق لوسائل الإعلام الاجتماعية.
كما شارك محمد خيرت من مصر وهو مؤسس موقع Egyptian streets، وتم إدراج اسمه في قائمة أكثر من 30 شابا عربيا تأثيرًا بحسب مجلة فوربس لعام 2018 تحت فئة الإعلام والتسويق، وكريستين أديرو مديرة شبكة الفتيات والأطفال بجامعة أوغندا، وماركو جيريك وهو رجل أعمال وعالم ومستشار ألماني في مجال الأمن السيبراني، وخولة الهاوي من الإمارات وهي متخصصة فى مواقع التواصل الاجتماعي، وأروى أبو عون وهي مصورة وفنانة ليبية تعيش في كندا، وجاك هاريس وهو مخرج أفلام وثائقية ومصور وممثل بريطاني، وباتريك وفينسنت المدير التنفيذي لمركز إدمان الإنترنت بالسويد، وفاطمة الزهراء عبد الفتاح الباحثة المصرية المتخصصة في الدراسات الإعلامية وتكنولوجيا الاتصالات.
وناقشت الجلسة التصاعد السريع لوسائل التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة، وتغييرها لنمط الحياة المعتاد كليا، وتأثيرها على العلاقات الأسرية والإنسانية وحياة الفرد اليومية، ومدى تأثيرها على الصحة النفسية والعقلية لمستخدميها، وكذلك على علاقاتهم الاجتماعية، وعلاقة مواقع التواصل الاجتماعي بالإبداع وإتاحة فرص عادلة لكسب الشهرة والمال.
وخلال تعقيبه بالجلسة، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه سيكون من ضمن توصيات منتدى شباب العالم في نسخته الثالثة، تشكيل لجنة قومية أو مجموعة بحثية لمناقشة تأثير مواقع التواصل الاجتماعي من كافة الجوانب، تكون مهمتها وضع استراتيجية لتعظيم الاستفادة ما أمكن من شبكات التواصل الاجتماعي وتقليل آثارها السلبية.
وأضاف الرئيس أن أي محاولة لمنع شبكات التواصل الاجتماعي لن تنجح، مضيفًا أن أي اختراع يمكن أن يكون أداة للبناء ويمكن أن يكون أداة للتدمير، موضحا أنه يجب علينا تجهيز المجتمع لتكون وسائل التواصل أداة للتواصل بيننا، وأن يكون استخدم وسائل التواصل الاجتماعي آمنًا للأطفال والمراهقين، والمجتمعات المتقدمة هي التي تستطيع أن تتعايش مع وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يقلل من مخاطرها".
وأوضح أنه خلال الجلسة ظهر فريقان أحدهما يتحدث عن النقاط الإيجابية وآخر يتحدث عن النقاط السلبية حول مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن مواقع التواصل الإنساني أمر لا قبل لنا به، فمع ظهور التليفزيون ظهر تخوف من حدوث التباعد الاجتماعي، والتطور الإنساني جزء من صناعة الله سبحانه وتعالي ونحن نقدر أن نتفاعل بدليل مناقشتنا حول تعظيم الفوائد وتقليل السلبيات لمواقع التواصل الاجتماعي".
كيف نبني قادة المستقبل؟
وشارك الرئيس في الجلسة الثانية وهي جلسة "كيف نبني قادة المستقبل؟"، بحضور الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي، وعدد من المتحدثين من مختلف دول العالم.
وخلال فعاليات الجلسة وافق السيسي على فكرة إنشاء "مدينة شباب أفريقيا" التي تم طرحها من أحد الشباب المشاركين، مضيفا أن فكرة إنشاء مدينة للشباب الأفريقي ستكون أحد توصيات المنتدى لإتاحة الفرصة للشباب الأفريقي لحضور المؤتمرات، وأنه سنتيح لشبابنا الأفريقي ليس فقط في المؤتمرات الدولية ولكن على مدار العام، سنتلقي ونستقبل أبناءنا من شباب القارة ونتحدث معهم ولو هناك تأهيل ممكن نقدمه، فسنقدمه لهم".
وقال الرئيس: "إنه يجب تدشين 250 ألف فصل لتغطية احتياجات الدولة المصرية من الفصول المختلفة للتعليم المختلف بتكلفة 130 مليار جنيه، موضحًا أنه يتم الدفع بـ 700 ألف طالب وطالبة إلى التعليم كل عام، مشيرا إلى أن تطوير التعليم يهدف إلى أن ينظر العالم للشباب المصري بالبنان".
وأضاف السيسي أنه يجب أن نكمل التحدي للنهاية ونحل القضية بجدية ويجب على الحكومة بمساعدتنا كلنا أن نجد حلا لتوفير التمويل الكافي لإنشاء 250 ألف فصل.
وخلال فعاليات الجلسة، صافح الرئيس والدة عبدالوهاب يسري، أحد طلاب برنامج الأكاديمية الرئاسية لتأهيل الشباب للقيادة الذي توفي قبل المنتدى، معلنًا أنه سيتم إطلاق اسم "عبدالوهاب يسري" على إحدى المنشآت تكريما له وعرفانا بجهوده.
اختتام نموذج محاكاة القمة العربية الأفريقية
وبعدها شارك الرئيس في فعاليات اختتام نموذج محاكاة القمة العربية الأفريقية، حيث سجل كل التقدير للجهد المبذول في جلسة نموذج محاكاة القمة العربية الأفريقية، وخاصة البيان الختامي لجلسة محاكاة القمة العربية الأفريقية، والتوصيات الصادرة عنه، موجها بأن يتم إرساله إلى الاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية ووزارة الخارجية للاستفادة منه.
كما كرم الرئيس، اليوم الاثنين، زندوا مانديلا حفيد الزعيم الراحل نيلسون مانديلا، وذلك خلال فعاليات الجلسة الختامية لمحاكاة القمة العربية الإفريقية، كما كرم الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبو ظبي نجل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
لقاءات ثنائية
وعلى هامش اليوم الثالث للمنتدى، التقى الرئيس السيسي، الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبو ظبي، حيث أعرب الرئيس عن تقديره للمشاركة الإماراتية في منتدى شباب العالم في نسخته الحالية، معربا عن نقل خالص تحياته للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي.
وأضاف السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس أشاد بالدور الداعم والبناء الذي تقوم به دولة الإمارات الشقيقة لعملية التنمية فى مصر، مثمنًا سيادته تطور العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين، التى أصبحت نموذجًا للتنسيق والتشاور في مواجهة التحديات المختلفة، مؤكدًا حرص مصر على مواصلة تعزيز أطر التعاون المشترك مع الإمارات في شتى المجالات.
وأوضح بسام راضي، أن الشيخ حامد بن زايد آل نهيان أعرب من جانبه عن اعتزاز بلاده بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الدولتين الشقيقتين، مؤكدًا أن تلك العلاقات تقوم على أسس من التضامن، والعمل من أجل ترسيخ أمن واستقرار المنطقة، ومشيرًا فى هذا الإطار إلى ما تمثله مصر كركيزة أساسية لاستقرار وأمن المنطقة العربية، ومؤكدًا الحرص على الاستمرار في دفع وتعزيز آليات التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين اللذين تجمعهما روابط مودة وأخوة وثيقة.
كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، يوسف بن علوي، وزير خارجية سلطنة عمان، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، حيث أشاد الرئيس بمتانة العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكداً في الوقت ذاته التطلع لتعزيز تلك العلاقات مع الجانب العماني في مختلف المجالات، بما يُحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، وكذلك لتبادل وجهات النظر بشأن قضايا المنطقة، منوهاً في هذا الصدد بالتوازن والحكمة التي تتسم بها السياسة العمانية بقيادة السلطان "قابوس".
من جانبه، ثمن وزير خارجية عمان، تميز العلاقات المصرية العمانية، وما يجمع الشعبين والبلدين الشقيقين، من تاريخ ممتد من المودّة والتعاون المشترك، مؤكداً حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائيّة مع مصر على جميع الأصعدة ومواصلة دفع أطر التعاون المشترك إلى آفاق أرحب، لا سيما في ضوء المكانة الخاصة التي تحظى بها مصر على المستويين الرسمي والشعبي في عمان، ودور مصر الداعم لأمن واستقرار دول الوطن العربي، خاصةً الخليجية.
وأوضح راضى أن اللقاء تطرق إلى عدد من الملفات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث توافقت رؤى الجانبين بشأن أهمية تضافر الجهود من أجل حلحلة الجمود الراهن في عملية السلام وتسوية القضية الفلسطينية على نحو يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني ويضمن حقوقه وفق الثوابت والمرجعيات الدولية ذات الصلة، كما تم تبادل وجهات النظر حول مستجدات مجمل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.