افتتح رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، اليوم الأربعاء، فعاليات الملتقى الأول للتعاون (المصري الكويتي)، والذي يعقد بالكويت تحت شعار (شركاء أشقاء).
وقال رئيس الجانب الكويتي، لمجلس التعاون المصري الكويتى محمد جاسم الصقر – فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، بحضور وزير التجارة والصناعة، المهندس عمرو نصار، ووزير التجارة والصناعة الكويتي، خالد الروضان، وسفير مصر لدى الكويت، طارق القوني، واللواء بحري عبدالقادر درويش، نائب رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وأعضاء المجلس من الجانبين المصري الكويتي – إن مجلس التعاون المصري الكويتي، يحظى باهتمام كبير في الكويت، وعلى رأسها أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، تقديرا لما توليه الكويت منذ عقود لعلاقتها بالشقيقة مصر.
وأضاف الصقر أن موضوعات ومحاور الملتقى تهدف إلى تطوير التعاون الاقتصادي بين مصر والكويت، وصولا إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين الشقيقين، لافتا إلى أن مصر قد اتفقتا منذ أكثر من 60 عاما، على أن يكون الاستثمار المباشر، هو المدخل الأساسى للتعاون الاقتصادى بينهما.
وأكد أن الاستثمارات الكويتية كانت أولى الاستثمارات العربية في مصر، وأكثرها استقرارا، مشيرا إلى أن البيئة الاستثماري في مصر، تطورت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية؛ حيث حصلت في عام 2017، وبعد تطبيق برنامج الاصلاح الاقتصادي الشجاع، على نصف إجمالى المشروعات الاستثمارية التي تقيمها الدول العربية، وأكثر من 40% من مشروعات الاستثمارات المباشر البيني العربي، بينما وصل رصيد الاستثمارات الأجنبية في مصر أكثر من 110 ملايين دولار، لتحتل مصر فى المركز الثالث عربيا في اجتذاب الاستثمارات بعد السعودية والامارات.
وأشار إلى أن متوسط التبادل التجارى بين مصر والكويت خلال السنوات الثلاث الماضية بلغ نحو 500 مليون دولار؛ وذلك بمعزل عن المنتجات البترولية، منها 86 % صادرات مصرية إلى الكويت، و14 % صادرات كويتية إلى مصر، مشيرا إلى أن ذلك الرقم لا يرضى حتى الآن طموح البلدين الشقيقين فى التعاون الاقتصادى.
وأشاد الصقر بحهود سفير مصر لدى الكويت طارق القوني، لجهوده الكبيرة في تنسيق كافة الأمور المتعلقة بالملتقى الأول للتعاون المصري الكويتي، والتي كان من شأنها خروجه بالشكل المشرف واللائق لتاريخ وقوة العلاقات بين البلدين الشقيقين، معربا عن شكره في الوقت نفسه إلى أعضاء الجانب المصري لمجلس التعاون، على جهودهم الحثيثة في دفع التعاون الاقتصادى بين الجانبين.
من جانبه، قال رئيس الجانب المصرى لمجلس التعاون المصرى الكويتي معتز الألفي، إن الاستثمارات الكويتية بدأت في مصر قبل ثورة 23 يوليو، وهو ما يؤكد أهمية مصر ليست لدى المستثمر الكويتي وحدة، بل فى قلب كل كويتي.
وأضاف أن العلاقات المصرية الكويتية، هى علاقات قائمة على المحبة والتعاون، لافتا إلى أن دماء الشعبين اختلطت على الأراضى الطاهرة للدولتين، سواء من خلال المشاركة الكويتية في حربي الاستنزاف، وأكتوبر 1973، أو من خلال مشاركة الجيش المصرى في تحرير الكويت فى حرب الخليج الثانية.
وشهدت الجلسة الافتتاحية، عرض فيلما وثائقيا، تناول تاريخ العلاقات الوطيدة بين البلدين الشقيقين؛ وذلك قبيل افتتاح المعرض المصاحب لفعاليات الملتقى، والذي يستعرض أبرز مجالات عمل ونشاطات الشركات الراعية، والجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة ذات الصلة، بالإضافة إلى عرض أبرز الفرص الاستثمارية المتاحة.
ويستهدف الملتقى الأول للتعاون المصرى الكويتى، تسليط الضوء على العلاقة المتميزة التى تربط بين البلدين الشقيقين، وتشكل أرضية واعدة للاستفادة منها على كافة المستويات؛ حيث تؤمن فعاليات هذا الحدث المهم وغير المسبوق، فرصة للمهتمين وللمستثمرين، ولكبرى الشركات من كلا الدولتين، للاطلاع على التطورات، والاصلاحات القانونية والاقتصادية التى تصب فى خانة اهتماماتهم، والوقوف على بعض الفرص الاستثمارية التي تلبي طموحاتهم وتطلعاتهم، مما يؤدى تلقائيا إلى تعزيز العلاقة بين البلدين، وتأكيد قواعد الثقة ومبادىء التعاون الاقتصادي والاستثمارى البناء.
تجدر الإشارة إلى أن فكرة نشأة مجلس التعاون المصرى الكويتى، ولدت خلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى التاريخية إلى الكويت فى السادس من يناير 2015، وعقب لقاء الرئيس السيسي بأعضاء المجلس من الجانب الكويتي؛ حيث تبع اللقاء تشكيل الجانب المصري بموجب قرار من وزير الصناعة والتجارة آنذاك، بغرض تطوير العلاقات الاقتصادية، والثقافية، والفنية، والرياضية، والاعلامية بين البلدين؛ لاحداث نقلة نوعية فى مستوى العلاقات، من خلال السعى لدى حكومتى البلدين، لتهيئة بيئة الأعمال المناسبة فى المجالات المشار اليها، لاسيما إقامة علاقات تساهم فى خلق فرص للعمل والاستثمار وفتح آفاق جديدة للتنمية.
كما كان للقاء أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بأعضاء المجلس فى يونيو 2015، ومباركته لهم وإبداء دعمه وتشجيعه للمجلس، بمثابة الدافع القوى لانطلاقته؛ حيث عقد الاجتماع الأول للمجلس فى 17 مايو 2015 فى القاهرة، بينما عقد الاجتماع الثاني فى 9 ديسمبر 2016 فى شرم الشيخ، بمبادرة من الجانب الكويتي، تضامنا من المجلس مع حملة (دعم وتشجيع السياحة المصرية) آنذاك، وتخلل تلك الاجتماعات بعض اللقاءات مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، كان آخرها فى 22 أبريل الماضى؛ لبحث سبل تفعيل دور المجلس والتعاون بين البلدين، والتنسيق حول تنظيم ملتقى التعاون المصرى الكويتى الأول فى 7 نوفمبر الجارى فى الكويت.