قال الدكتور محمد بن علي كومان، الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، إن المنطقة العربية لا تزال تعرف أوضاعا أمنية دقيقة تضع على عاتق رجال الشرطة والأمن مسؤوليات متزايدة وتعرضهم لضغوط نفسية وبدنية كبيرة، وهو ما يقتضي على المؤسساتٍ الرسميةً والمجتمع المدني تقدير التضحيات الجسام التي يقومون بها في سبيل أمن الوطن وسلامة المواطن، فضلا عن توفير الرعاية النفسية والاجتماعية والصحية التي تسمح بتخفيف معاناتهم وتساعدهم على أداء مهامهم على الوجه الأكمل.
جاء ذلك خلال كلمته بمناسبة انطلاق المؤتمر العربي السابع لرؤساء إدارات الرعاية الاجتماعية والصحية في الأجهزة الأمنية، اليوم الأربعاء، بمقر مجلس وزراء الداخلية العرب في تونس.
وأضاف كومان، أن قرار مجلس وزراء الداخلية العرب في دورته الماضية بتنظيم هذا المؤتمر كل عام، إنما يندرج في إطار وعي المجلس بالصعوبات التي تنتج عن أداء الرسالة الأمنية، وحرصه على تعزيز الرعاية المقدمة لرجال الأمن لمساعدتهم على مواجهة الجريمة وتوفير الأمن والاستقرار في ربوع الوطن العربي.
وأكد كومان، أن البند المتعلق بالتصور النموذجي لهيكل تنظيمي لقسم مختص بالإرشاد النفسي في الأجهزة الأمنية، يعكس الوعي بأهمية مساعدة رجال الأمن على التعامل مع البيئة الصعبة التي يؤدون فيها عملهم، وعلى التعامل مع الأزمات النفسية التي تنتج عن الضغوطات المتواصلة، والصدمات التي يمكن أن تنتج عن العنف الإجرامي.
وأضاف الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، أنه نظرا لطبيعة العمل الأمني وما يكتنفه من بيئة ضاغطة تفترض قدرة على التحمل والتكيف، سوف يبحث المؤتمر المعايير النفسية الواجب توفرها في رجل الأمن، حتى يستطيع أداء مهامه في ظل الظروف الصعبة التي تكتنف العمل الأمني وإنفاذ القانون، وسيتناول المؤتمر نموذجا عربيا لاختبار الراغبين في الانتساب إلى أجهزة الشرطة والأمن في الدول العربية، بحيث يتضمن ذلك الاختبار معايير لا تقف عند الحد المعروف في الترشح لكل الوظائف، وإنما تتجاوز ذلك إلى معايير خاصة تضمن القدرة على التحمل ونكران الذات والتضحية في سبيل المجتمع.
وفي نهاية كلمته، أكد الدكتور محمد بن علي كومان، ثقته التامة بأن هذه المواضيع المهمة ستنال كل العناية وستفضي إلى نتائج بنَّاءة تسهم في تعزيز الرعاية الموفرة لأجهزة الأمن العربية وتضمن اختيار رجال أمن يتمتعون بمعنويات عالية وبقدرة كبيرة على التعامل مع الظروف الصعبة التي تلازم مهنتهم النبيلة.