أكد السياسي اللبناني المخضرم وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، أن إيران تعاقب لبنان بتأخير تشكيل الحكومة الجديدة وعدم الإفراج عنها في إطار المواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية، عبر افتعال عقدة التمثيل الوزاري للنواب السُنّة من خارج تيار المستقبل، وذلك ردا على العقوبات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة ضد طهران.
واعتبر جنبلاط – في حديث لصحيفة (الجمهورية) اللبنانية في عددها الصادر اليوم – أن لبنان أصبح الآن عالقا على "خط التماس الدولي – الإقليمي بين واشنطن وطهران".. معربا عن تخوفه من أن يؤدي استمرار الأزمة السياسية الحالية إلى تدهور الليرة اللبنانية وانهيار الاقتصاد، خاصة وأن الدين المُترتب على لبنان قد أصبح يلامس الـ 100 مليار دولار.
وتساءل جنبلاط: "هل يظن حزب الله أن الانهيار الاقتصادي - إذا حصل - ستتوقف آثاره عند حدود الضاحية الجنوبية ولن تتأثر به بيئته الشعبية؟.. الجميع سيدفع الثمن، ولسنا أفضل من اليونان".. مشيدا في هذا الصدد بالجهود الكبيرة التي يبذلها حاكم مصرف لبنان (البنك المركزي) رياض سلامة لحماية الاقتصاد النقدي.
وأكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي أن حل "العقدة السُنّية المفتعلة" موجود عند حزب الله، معربا عن أمله في أن يتفهم الحزب دقة الوضع في لبنان، مشيرا إلى أن هناك رأيا عاما يضع على حزب الله الملامة في مسألة تأخير تشكيل الحكومة بينما وطأة الأزمة الاقتصادية تشتد.
وأعرب وليد جنبلاط عن رفضه الشديد منح مقعد وزاري لمجموعة النواب السُنّة من خارج تيار المستقبل، مؤكدا أنه يختلف مع حزب الله في هذا الشأن.
ولفت إلى أنه كان يفضل عدم منح وزارة الصحة في الحكومة الجديدة المرتقبة، إلى حزب الله كونه يواجه مشكلات مع المجتمع الدولي، باعتبار أن حقيبة الصحة حساسة، محبذا لو تولتها شخصية حيادية، مشيرا إلى أنه وقد أصر الحزب على نيلها "فما أخاف منه هو أن يتسبب ذلك في دفع الأمريكيين إلى فرض عقوبات إضافية على وزارة الصحة".