الثلاثاء 28 مايو 2024

ننشر خطاب محمد نجيب لعبد الناصر يطلب العودة للجيش ولو جنديا

14-11-2018 | 21:54

تحل اليوم ذكرى مغادرة محمد نجيب منصبه كأول رئيس للجمهورية فمنذ أكثر  من 64 عاما وفي الساعات الأولى لثورة يوليو سيطر الضباط الأحرار على مبنى قيادة القوات المسلحة وكل أقسام الشرطة في القاهرة، ولم تتوجه أي قوة للمساس بملك مصر الذي كان يقضي أجازته في الأسكندرية، حتى أن الملك نفسه استعان بنجيب كي يثني الضباط عما قاموا به نظراً لمكانته في الجيش، وهذا ما يؤكد أن نجيب لم يكن معهم في اليوم الأول والثاني من قيام الثورة ، وكان اتفاقهم معه أن يكون الواجهة الكبرى لحركتهم نظراً لرتبته العسكرية التي ساعدتهم في نجاح الثورة.

 

انعطفت الأحداث بسرعة ليتم إيفاد وفد يطالب الملك بالتخلي عن الحكم، نظراً لأنه السبب فيما لحق بالبلاد والجيش من تردي الأوضاع، وسلم نجيب الإنذار للملك، وامتثل فاروق لمطالب الضباط ورحل عن البلاد ولم يكن نجيب في مراسم رحيله، وفور علمه بالنبأ سارع بركوب يخت ليلحق بالملك في عرض البحر لتحيته ووداعه !!

 

بعد تولى اللواء محمد نجيب حكم مصر كأول رئيس لها بدأ في بحث فصل السودان عن مصر، وكانت السودان جزء أصيل من المملكة المصرية، واتفق نجيب مع الضباط أن تكون السودان ورقة مراوغة لبدء نيل استقلالها ومصر من براثن الاحتلال الانجليزي، لذا طلب من اسماعيل الأزهري توحيد الأحزاب السودانية وتشكيل أول وزارة لحكم السودان جزء منفصل عن مصر، وفي فبراير 1953 وقعت اتفاقية تحديد مصير السودان ووافق الاحتلال الانجليز على إجلاء قواته عن السودان، وهذا ما ينفي ما يدعيه البعض بأن الرئيس عبد الناصر هو من أضاع السودان وفصلها عن مصر، فقد كان ناصر ضمن الضباط الذين وافقوا على ما اقترحه نجيب، ولمن لا يعلم أن الأزهري كلف من قبل نجيب بجمع كلمة الأحزاب السوادنية ونجح في ذلك وكون الحزب الوطني الإتحادي في ديسمبر 1952 وأصبح رئيساً له.

 

بدأ الإنقسام يدب في صفوف الضباط الأحرار بداية من شهر فبراير 1954 وعلى أثره قدم نجيب استقالته في 22 فبراير، وبعد ثلاثة قبل مجلس قيادة الثورة استقالة نجيب ، مما أثار جماهير الشعب التي طالبت بعودة نجيب، واستجابة لرغبة الشعب ولرأب الصدع عاد نجيب للحكم في 27 فبراير من نفس العام، وبعد أيام حدثت أزمة سميت بأزمة مارس 1954 بين الضباط الأحرار، حيث ساند فريق منهم نجيب في اقتراحه ورفض فريق آخر.

 

ظلت الخلافات قائمة بين الضباط الأحرار ونجيب، خصوصاً أن الثورة لم تكن قد حققت أي من أهدافها ومبادئها، ولم يكن هناك حزب أو شخصية قيادية يأتمنها الضباط على تولى الحكم، لذا قرر الضباط استكمال مسيرتهم ، فلو وافقوا نجيب على اقتراحه لأصبح الحكم في يد جماعة الإخوان التي كانت تترقب وتتمنى تلك الفرصة، لذا تم إعفاء محمد نجيب من منصبه في مثل هذا اليوم بقرار من مجلس قيادة الثورة، وتحددت أقامته في قصر السيدة زينب الوكيل بالمرج .. وبعد عامين من اعفائه أرسل نجيب خطاباً في 5 نوفمبر 1956 إلى الرئيس جمال عبد الناصر يطلب فيه أن يعود إلى الجيش ولو جندياً باسم مستعار ، وتنشر الهلال اليوم صورة من ذلك الخطاب.