الثلاثاء 21 مايو 2024

في ذكرى ميلادها.. مآزق وطرائف فاطمة رشدي على المسرح

15-11-2018 | 18:22

في أسرة فنية ولدت فاطمة رشدي بمدينة الأسكندرية في 15 فبراير 1908، فهي شقيقة الفنانتان رتيبة وأنصاف رشدي، والتحقت فاطمة بالفن وهي في سن التاسعة من عمرها، حتى أصبحت رائدة من رواد المسرح ومن أشهر نجمات السينما المصرية، بعد أن احتلت أدوار البطولة مع نشأة السينما المصرية من خلال فيلمين عام 1928 وهما فاجعة "فوق الهرم" و"تحت سماء المدينة"، وفي ذكرى ميلادها نرصد أهم الطرائف والمآزق التي تعرضت لها وهي في قمة مجدها على المسرح.

 

شال الغلام الشريد

قامت فاطمة رشدي بتمثيل دور غلام شريد في مسرحية "الذهب"، ولم تكن تلك المسرحية هي الأولى التي تقوم فيها فاطمة بدور الشاب أو الصبي، فقد قامت أيضا في بدور شاب في فيلم "الزواج" عام 1933، وكانت مسرحية "الذهب" تعرض في موسم الشتاء، وقد جلست فاطمة ترتدي ملابس ممزقة تناسب دور الغلام الشريد الذي تؤديه على المسرح في إحدى الليالي، وكان الطقس شديد البرودة، وفي انتظار دورها جلست بين الكواليس، وقد وضعت على كتفيها شال ثمين من الحرير الأسباني منقوش بالورود .. ولما ناداها مدير المسرح كي تدخل لتؤدي دور الفتى الشريد، دخلت فاطمة ونسيت أن تخلع شال الحرير الثمين.

 

فؤجي الجمهور بغلام شريد ممزق الثياب وعلى كتفه شال نسائي ثمين، وأدركت فاطمة بعد فوات الأوان أنه كان عليها أن تخلع الشال قبل دخول المسرح، ولكنها لم تضطرب وتقدمت بخطوات ثابتة نحو المرأة العجوز التي يعيش معها الغلام المتشرد، وهنا بهتت الممثلة التي تقوم بهذا الدور عندما رأت فاطمة رشدي تضع الشال الثمين فوق كتفها، ولكن فاطمة خلعت الشال في الحال وقدمته إلى المرأة قائلة: أنظري يا أمي إلى هذا الشال الثمين .. لقد سرقته من أحد الحوانيت في الطريق وجئت به كي يقيك من شدة البرد، وهكذا خرجت فاطمة رشدي من المأزق وردت على همهمة الجمهور وسخريته عندما دخلت إلى المسرح بالشال الثمين.

 

ضاع وقار كبير الكهنة

كانت فرقة فاطمة رشدي تقدم مسرحية "كليوباترا" على مسرح دار الأوبرا، وكانت تقوم هي بدور كليوباترا، ويقوم الفنان مختار عثمان، بدور كبير الكهنة، وحدث أن دخل مختار إلى غرفة نوم كليوباترا بلحيته الطويلة وخطواته الرزينة يتوكأ على عصا طويلة وخلفه باقي الكهنة .. وبينما يتقدم كبير الكهنة ليلقى اللعنة على ملكة مصر، تعثرت قدمه في بساط مفروش على الأرض فسقط على وجهه وخلعت لحيته وطار غطاء رأسه وعصاه من يده .. وضج المسرح بضحكات الجمهور وأخفت كليوباترا وجهها بيديها لتداري ضحكتها العالية، وأدار الكهنة وجوههم ليداروا ضحكاتهم، وكان موقفاً حرجاً لا علاج له لأن المسرحية لم تكن كوميدية .. ونهض مختار عثمان من سقطته ونظر إلى وجه فاطمة رشدي وهي مازالت لا تستطيع إخفاء ضحكها المتواصل، فأدار ظهره لها وخرج من المسرح بلا وقار ولا جلال.