السبت 21 سبتمبر 2024

تحكي سراً مصرياً لـ «الكواكب» .. إقبال بركة الكاتبة والصحفية الكبيرة : أمى خلقت بداخلى الإحساس بظلم المرأة

27-3-2017 | 09:46

حوار: رشا صموئيل

إقبال بركة اسم من ماس مازال يسطع بريقه ليضىء للمرأة طريقها ووضعها على الطريق الصحيح ، اسم لم يأت من فراغ ولكنه شق طريقا وعرا ليستعيد للمرأة هيبتها وكرامتها إيمانا منها بأن هذه قضية عمرها رافعة شعار أن تقدم المرأة هو سر تقدم الأمم بركة ... اسم يستحق وعن جدارة الانضمام لقصص الكفاح المشرفة التى كتبها التاريخ بحروف من نور و بطلاتها هن المصريات المناضلات اللاتى قدن معارك ضارية فى عصور مظلمة من أجل تحرر المرأة وتقدمها أمثال هدى شعراوى ونبوية موسى وصفية زغلول على الرغم أن إقبال بركة قدمت حياتها متفانية فى خدمة المرأة وحققت لها الكثير إلا أنها مازالت بداخلها ثورة عارمة تبحث من خلالها عن المزيد من المكتسبات للمرأة قائلة سأحارب من أجل حقوق المرأة لآخر يوم فى عمرى ... فى السطور القليلة القادمة تحاور الكواكب الكاتبة الكبيرة إقبال بركة عن أهم قضايا المرأة وعن أحدث مؤلفاتها ،هذا غير أنها تفجر مفاجأة عن والدتها أيضا تطرقنا لحياتها الخاصة والأمومة ...

ما رأيك فى إعلان الرئيس السيسى أن 2017 هو عام المرأة المصرية؟

أنا متفائلة لأن لدينا قيادة سياسية راغبة فى الإصلاح، وعام المرأة كانت فكرة جيدة جدا من جانب السيسى ولكنها لم تؤخذ بالجدية الكافية من قبل حكومة دكتور شريف إسماعيل وهذا يتجلى بوضوح فى تعيين ثلاث وزيرات فقط من إجمالى 33 مقعد وزير وهو رقم مخز جدا مما له من دلاله سيئة أمام العالم بأن رؤساء الوزراء المصريين ليسوا مؤمنين بأفكار السيدات ولذلك أقول له من العدل أن تمنح للمرأة ثلث المقاعد فقط لأن فى النهاية الشخص الكفء هو الذى يتم الاعتماد عليه سواء كان رجلا أم امرأة أيضا.

كنت أول من اقترح الاحتفال بيوم المرأة المصرية يوم 16 مارس بدلا من يوم المرأة العالمى 8 مارس .. لماذا؟

بالفعل الحمد لله الدولة أخذت بأقتراحى وأصبحنا نحتفل بهذا اليوم بالتحديد تكريما للمرأة المصرية وإجلالا بدورها الرائع الذى تجلى بخروجها فى مظاهرة نسائية تأييدا لسعد زغلول وهذا يكفى لكى نجعل من هذا اليوم عيداً نحتفل به .

ماتقييمك لدور المرأة بالثورتين 25 يناير و30 يونيه؟

للمرأة دور عظيم بتاريخ الثورات عموماً بدأت منذ اندلاع ثورة 1919 حين تصدرت هدى شعراوى مظاهرة نسائية فى 20 مارس فى سياق الاحتجاج على اعتقال سعد زغلول وكانت هذه المظاهرة هى الأولى سرعان ما لحقتها مظاهرات نسائية بمختلف طبقاتها، وثورة 25يناير و30 يونيه كشفتا عن وجه جديد للمرأة المصرية لم يعتده مجتمعنا حين أظهرت كيف وقفت حواء الثائرة جنبا إلى جنب مع الرجل فى ساحة ميدان التحرير تندد بالفساد والقمع والظلم وتتلقى نفس الضربات الموجعة وتنال الشهادة فى سبيل الوطن وبالفعل دورها كان موازيا لدور الرجل وهناك تفسير وحيد لدور المرأة الكبير فى الثورات بأنه نابع من شعورها بالظلم فى جميع مناحى الحياة وهذا من كثرة التضليل وإخفاء الحقائق .

كيف ترىن المرأة الآن وهل نالت من الحقوق ما كنت تطمحين ؟

لاشك في أن المرأة تقدمت جدا وأصبحت أكثر صلابة وقوة نتيجة التغييرات الجذرية التى حققناها من خلال سنوات طويلة من الكفاح وإصرارنا على أن تأخذ المرأة مكانتها التى تستحقها يكفى أن اليوم القيادة معترفة بالمرأة ، بالإضافة إلي وجود وزيرات وسفيرات ناجحات، أيضا وجود شخصيات إعلامية هامة من السيدات، فالمرأة الاعلامية قوية لديها القدرة لإدارة حوار مع كبار الشخصيات ولكن للأسف مازال طموح المرأة مصاب بالشلل نتيجة الادعاء أن بعض الوظائف لاتصلح للمرأة وفى حقيقة الأمرهذا وباء اسمه المحسوبية، لاتوجد مهنة برأت من هذه الكارثة سواء القضاء أو الصحافة أو التمثيل أو الكرة.

هل نوعية المشاكل التى تتعرض لها المرأة فى ذلك العصر اختلفت عن ذى قبل؟

لابد أن نعترف أن مشاكل المرأة تفاقمت وأصبحت عويصة بدخولها عصر التواصل الاجتماعى الذى أوقع كثيرا من البنات فى مشاكل لا حصر لها ولذلك على الفتيات أن ينتبهن ويكن أكثر وعيا .

تعاقدت منذ فترة مع صوت القاهرة لكتابة مسلسل عن الكاتبة ملك حفنى ناصف .لماذا لم يظهر للنور؟

بالفعل تم التعاقد مع صوت القاهرة على كتابة مسلسل وسلمته من 30 حلقة و لكن لا اعرف ما سبب تأخير ظهوره على الرغم أن هذا العام الأنسب لعرضه بمناسبة عام المرأة، هذه السيدة أول كاتبة مصرية وأول شاعرة وأول خطيبة وعاشت كل حياتها تدافع عن المرأة ولذلك هذا العمل سيعيد للمرأة الاحترام وينهى عصر التحرش ولكن لاأعرف إلى الأن لماذا صوت القاهرة لا تأخذ خطوات جادة لتصوير العمل؟

إقبال بركة لها دور بارز فى تأسيس مهرجان سينما المرأة.كيف جاءت لك الفكرة؟

أفخر كثيرا أن لى الريادة فى أقامة أول مهرجان لسينما المرأة يعقد سنويا فى العالم العربى، ويعد من أبرز الأنشطة الرائدة فى مجال المرأة والسينما ليس فقط فى مصر بل العالم العربى كله ، وجاءت فكرته عندما دعيت لمهرجان في موسكو عام 88 وهناك شاهدت إعلاناً أثار فضولى يدعو السينمائيات إلى حضور اجتماع خاص بالمرأة وبالفعل ذهبت وأبديت ملحوظة فى وسط الاجتماع مما جعلنى محط اهتمام من قبل رئيس الاجتماع (لانا) وهى مخرجة مشهورة من جورجيا وخاصة عندما علمت أنى مصرية وخلاله تم عقد اجتماع للسينمائيات وطرحت فكرة إقامة سينما للمرأة وقالوا من يحقق هذا الهدف عليه عمل جمعية المرأة السينمائيات وبالفعل تم عمل انشاء اتحاد سينما المرأة وقمن باختيارى مندوبة إفريقيا والشرق الأوسط.

وعندما عدت إلي مصر تحدثت إلي أستاذنا الكبير سعد الدين وهبة بصفته رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولي الثاني عشر وبالفعل أقام ندوة في المهرجان وتم دعوة جميع السينمائيات المصريات إليها ومن هنا تم تأسيس جمعية باسم «السينمائيات المصريات» التي كان من ضمن أهدافها إقامة مهرجان لسينما المرأة وبالفعل قد كان والحقيقة زادت سعادتي باختيار مدينة أسوان لإقامة المهرجان بما تتمتع به من جاذبية لأنها تعد من أهم المزارات السياحية العالمية وبالطبع هذه خطوة موفقة وأتمني انتظام إقامة المهرجان بشكل دوري.

هل من موقف شخصى جعل إقبال بركة تتخذ قضية المرأة قضية حياتها؟

أجابت بعد تردد نعم هناك تجربة شخصية ولأول مرة أبوح بهذا السر، الحقيقة ماحدث لأمى من ظلم هو ما جعلنى أتبنى قضية المرأة ،أمى كانت امرأة ذكية جدا وراغبة فى التعلم ولكن لسوء حظها أصبحت يتيمة مبكرا ولأنها كانت على مستوى عال من الجمال أعمامها أخرجوها من المدرسة خوفا عليها ولذلك عاشت أمى كل عمرها تشعرداخلها بالحسرة والحزن ودائما كانت تبوح لنا أنا وأخواتى بما يجول فى صدرها من مرارة قائلة (لو كنت كملت تعليمى كنت عملت حاجات كتير)، ولذلك أستطيع أن أقول إن أمى خلقت بداخلى إحساس المرأة بالظلم فبالتالى أصبح الدفاع عن قضية حريتها هدفى الأسمى فى الحياة وسأظل أكافح من أجل هذا الهدف لآخر يوم فى عمرى.

ماهى التغييرات التى أحدثتها للمرأة من خلال المناصب التى تقلدتها فى المقابل ماذا أضافت تلك المناصب لإقبال بركة؟

أجابت بكل فخرواعتزاز (خلقت للمرأة هيبة واحتراما) وحققت هذا من خلال شخصى يكفى رفض الشيوخ الانضمام إليهم فى البرامج وعندما يفاجئون بى أجدهم يهربون خارجا خوفا منى لأنى أقول كلمة حق متحدثة بالمنطق والحجة أيضا وهبت عمرى من أجل حرية المرأة بكل مناحى الحياة والحمدلله أجد ثمرة المعاناة التى عشتها عندما أقابل فى كل مكان أذهب إليه وجوه نسائية تقول لى (أنت فخر لكل امرأة وأنت الدافع الذى نستمد منه قوتنا وأجد أخريات يعترفن أنى غيرت من أسلوب تفكيرهن وحياتهن) أيضا استطعت إيقاف ظاهرة الجواز العرفى إلى حد كبير من خلال سهرتى التليفزيونية (زواج على ورق سليفان) بطولة منى زكى وأحمد السقا وبالمناسبة أنا لست ضد الزواج العرفى ولكنه يسلب حقوق المرأة ،أيضا لاأنكر أن المناصب أضافت لى الكثير يكفينى فخرا كونى عضوة بمنظمة القلم الدولية لأن بها أهم كتاب العالم وليس هذا فقط بل رئيس للجنة الكاتبات بها مع العلم أنه لأول مرة فى تاريخ المنظمة كاتبة مصرية تفوز بالانتخابات الحرة الحمدلله شرفت مصر ورفعت رأسها.

غالبا الرجل الشرقى لايميل للمرأة ذات الشخصية القوية ولاشك إن إقبال بركة تتمتع بتلك السمة . ماذا عن علاقتك بزوجك؟

زوجى يحترم عقلى جدا ولذلك يشجعنى بقوة ومؤمن بى وفخور بما أقوم به ثم استكملت فى خفة ظل (مايقدرش مايحترمنيش)، فى الحقيقة أنا وزوجى أصدقاء جدا وهو مكسب كبير لى.

ماذا عن الأمومة فى حياتك وماهو الأسلوب الذى اتبعتيه فى تربية أولادك؟

الأمومة أعظم نعمة ربنا أنعم علىّ بها والحمدلله اتخذت الأسلوب العلمى فى تربية أولادى الاثنين حيث كنت كثيرة القراءة فى تربية الأطفال وأقوم بتطبيقها إلى أن كبرا وتزوجا ولدى الآن أحفاد وسعيدة بهم جدا .

بعد كل هذا التاريخ والمواقف هل إقبال بركة أخذت حقها؟

تاريخى ليس مع بداية عملى ولكن تاريخى منذ 100سنة مع بداية نضال المرأة ولذلك أفخر كثيرا بمسيرةالمرأة المصرية الذى أعتبر تاريخى استكمالا لها وأنا شخصيا سعيدة وراضية

ولكن زوجى وأولادى يرون أننى ظلمت وأن الجوائز والتكريمات التى حصلت عليها لاتقارن بتاريخ نضالى وكفاحى لأنى حصلت على جائزة واحدة وهى التميز فى الأدب فى الوقت الذى حصل فيه أشخاص أقل منى على الجائزة التقديرية والتشجيعية .

ولكن بالطبع أنا فخورة بمشوارى جدا وخصوصا بفترة رئاسة تحرير مجلة حواء لسنوات عديدة والحمدلله استطعت أن أقفز بها قفزة كبيرة، أيضا حققت خلال مسيرتى حلماً كان يراودنى وهوسفرى إلى اليونيسيف واقترحت عليهم عمل فيلم وثائقى عن ظاهرة التسرب من المدرسة وبالفعل قد كان فيلماً باسم (إلى أين) قمنا به أنا والمخرجة نبية لطفى .

كيف تدللين نفسك؟

أجد فى مشاهدة الأفلام السينمائية استمتاعاً كبيراً لأنى عاشقة للسينما .