الأربعاء 26 يونيو 2024

ترحيب برلماني بمطالبة السيسي بإعادة قراءة التراث الفكري.. نواب: ضرورية لمواكبة مستجدات العصر.. والرئيس مد يده للإصلاح والتجديد وآن الأوان لاستجابة رجال الدين والعلماء

تحقيقات19-11-2018 | 21:27

آمنة نصير: دعوة الرئيس لإعادة قراءة التراث ضرورية لمواكبة مستجدات العصر

برلماني: الرئيس مد يده للإصلاح والتجديد وآن الأوان لاستجابة رجال الدين والعلماء

أبو حامد: القيادة السياسية تدرك أهمية تجديد الخطاب الديني لصالح الدولة والمنطقة

 

جدد الرئيس عبد الفتاح السيسي دعوته لتجديد الخطاب الديني اليوم بمطالبته ببزل لمزيد من الجهود لإعادة قراءة التراث الفكري بما يتواكب مع متطلبات العصر، وهي دعوة أكد برلمانيون أنها ليست الأولى وإنما تكررت لعدة مرات وتحمل ضرورة كبرى لمواكبة المستجدات، موضحين أن الرئيس مد يده للإصلاح وآن الأوان للاستجابة لما في ذلك من أهمية للمصالح الإستراتيجية للدولة وللمنطقة بأكملها.

وخلال كلمته اليوم في الاحتفال بذكرى المولد النبوي، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه "رغم جهود هؤلاء العلماء والأئمة والمثقفين، ودورهم المحوري في هذه المعركة الفكرية والحضارية، إلا أننا نتطلع إلى المزيد من تلك الجهود لإعادة قراءة تراثنا الفكري، قراءة واقعية مستنيرة، نقتبس من ذلك التراث الثري ما ينفعنا في زماننا ويتلاءم مع متطلبات عصرنا وطبيعة مستجداته، ويسهم في إنارة الطريق لمستقبل مشرق بإذن الله تعالي لوطننا وأمتنا والأجيال القادمة من أبنائنا."

 

مواكبة مستجدات العصر

الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب، قالت إن دعوة الرئيس لتكثيف الجهود لإعادة قراءة التراث الفكري ليست الأولى وإنما طالب بذلك عدة مرات سابقا كخطوة مكملة لمطلبه بتجديد الخطاب الديني، مضيفة أن تجديد تلك الدعوة هدفها التذكير والتنبيه.

وأوضحت نصير، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مصر لديها تراث عظيم انفردت به على مستوى العالم وحافظت عليه وحفظه علماؤها فكانوا حرس أمناء عليه، إلا أنهم لم يضيفوا إليه ولم يجددوا كما فعل الأوائل، مضيفا أن الجيل الجديد من العلماء ورجال الدين ربما يأخذ بزمام المبادرة ويبدأ ما لم يقدر عليه ما قبلهم.

وأكدت أن علماء الدين يجب ألا يقتعلوا من جذورهم وألا يتغربوا عن مستجدات عصرهم لذلك يجب إعادة قراءة التراث الفكري بما يتناسب مع مستجدات العصر، مضيفة أن رجل الدين كالطبيب يحدد المشكلة ويضع الحلول ولذلك فإن دعوة الرئيس اليوم بضرورة أن يتمتعوا بعقلية جامعة هي دعوة كريمة يجب أن تصل إلى كل رجال الدين.

وأشارت إلى أن الرئيس اليوم في خلال الاحتفال ذكرى المولد النبوي اختتم كلمته بمنتهى الحكمة بضرورة أن يكون رجل الدين صاحب عقلية موسوعية فكرية ليكون له دورا فعالا ومؤثرا في المجتمع، ليستطيع أن يغوص في مشاكل الناس ويستطيع وضع روشتة للعلاج.

 

ضرورة الاستجابة

ومن جانبه، قال نادر مصطفى، أمين سر لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي كرر لمرات عدة دعوته لتجديد الخطاب الديني وإعادة قراءة التراث ومد يده للإصلاح والتجديد وآن الأوان سمع صدى لهذه الدعوة المتكررة لدى رجال الدين والعلماء، مضيفا أن هذا التجديد مطلوب في ظل فيض من التحديات الكبرى.

وأوضح، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن كل المؤسسات عليها أن تقوم بدورها وخاصة المؤسسة الدينية المصرية المتمثلة في الأزهر والكنيسة وما كان لهما من دورا هاما على مدى التاريخ وأحد عناصر قوة الدولة، مضيفا أن مصر تتعرض في الوقت الراهن لحرب معلومات وأنماط حروب الجيل الرابع والخامس وتحديات غير مسبوقة.

وأكد مصطفى أن الرئيس دائما ما يطالب بالإصلاح ويحتاج لمساندة كافة القطاعات وخاصة المؤسسات الدينية لما للدين من مكانة في نفوس الشعب المصري وأثره الكبير في زرع روح الثقة والأمل والتفاؤل، مضيفا أن إعادة قراءة التراث وتجديد الخطاب الديني وتطوير رجل الدين لأدواته ضرورة لمواكبة التحديات الكبرى ومواجهة الفكر المتطرف ودعاة الإرهاب.

 

أهمية التجديد لصالح الدولة

وقال محمد أبو حامد، عضو مجلس النواب، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي طالب المؤسسات الدينية مرارا وتكرارا بتطوير الخطاب الديني وإعادة قراءة التراث الفكري، مضيفا أن هذا يرجع لإدراك القيادة السياسية لأهمية ذلك على كافة المصالح الإستراتيجية للدولة والشعب المصري والمنطقة بأكملها.

وأوضح أبو حامد، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن استجابة المؤسسات الدينية لهذا المطلب لا تزال أقل مما هو مطلوب، مضيفا أن طموحات الرئيس والشعب أكبر من النتائج التي تحققت حتى الآن بشأن تجديد الخطاب الديني على أرض الواقع من المؤسسات الدينية لأنه مطلب هام ومؤثر على الدولة وأمن واستقرار المنطقة ككل.

وأكد أن أحد أهداف قضية تجديد الخطاب الديني وإعادة قراءة التراث هو أن يواكب العصر الحالي لكي لا يكون هناك انفصالا بينهم، مضيفا أن المواكبة ضرورة لكي تكون أولويات الخطاب الديني وموضوعاته المطروحة متماشية مع أولويات المواطنين الحقيقية وتحديات ومتطلبات المرحلة الراهنة.