أ ش أ
أكدت مصر التزامها بالعمل العربى المشترك، بما يحقق عدم وجود أى مواطئ نفوذ لأية قوى خارجية مهما كانت.
جاء ذلك فى كلمة وزير الخارجية سامح شكرى أمام الجلسة الافتتاحية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب اليوم الاثنين، بمنطقة البحر الميت (55 كلم جنوب غرب عمان) تحضيرا للقمة العربية فى دورتها العادية الـ28 التى ستعقد بعد غد الأربعاء.
وقال شكرى: إن المطلوب اليوم هو وقفة حاسمة منا جميعا لتوجيه رسالة لا لبس فيها بأن العرب لن يسمحوا لأية قوة إقليمية أو دولية بالتدخل فى شئونهم، وأن كل محاولات للهيمنة العقائدية والمذهبية أو لنحت مناطق نفوذ داخل أراضى الدول العربية أو للسيطرة على أقسام من هذه الدول بواسطة الميليشيات والوكلاء المحليين لهذه القوى الإقليمية، ستواجه بموقف عربى موحد وحاسم وقوى، يرفض أى مساس بمؤسسات الدولة الوطنية، يرفض أن تكون فى منطقتنا العربية أى مواطئ نفوذ لأية قوى خارجية مهما كانت.
وأضاف وزير الخارجية، أن القمة العربية تنعقد فى لحظة فارقة من تاريخ الأمة العربية مليئة بالتحديات الجسام التى تقتضى منا بذل كل الجهد لإعادة توحيد الصف العربى، واستعادة روح التضامن والتنسيق.. نجتمع اليوم فى ظرف دولى دقيق، فالمنطقة العربية تواجه أخطارا غير مسبوقة سواء من الإرهاب والصراعات الطائفية والمذهبية أو من ارتفاع وتيرة التدخلات الخارجية فى شئون الدول العربية.
وتابع: لقد باتت استمرارية الدولة الوطنية نفسها على المحك فى أكثر من قطر عربى.. وقضية العرب المركزية، قضية فلسطين تمر بمرحلة من أصعب المراحل التى شهدها تاريخها، كل ذلك يقتضى منا أن نتحرك حثيثا لاستعادة زمام المبادرة، واستنفار روح التضامن والتأكيد على أولوياتنا وثوابت عملنا المشترك وعلى رأسها تعزيز أمن واستقرار دولنا الوطنية، ومواجهة كل محاولات التدخل الخارجى فى شؤنها الداخلية.
واختتم قائلا: إن أية نظرة جادة وصريحة لواقعنا العربى اليوم لا يمكن إلا أن تلاحظ أن حالة الاضطراب السياسى التى تعيشها المنطقة فى السنوات الأخيرة، قد أفرزت تحديات حقيقية لاستقرار الدولة الوطنية وسلامة مؤسساتها، خاصة فى منطقة المشرق العربى.. وقد رأينا جميعا خلال السنوات الماضية، أن كل انحسار للدولة الوطنية ومؤسساتها ينتج فراغا، لا تملئه سوى التنظيمات المتطرفة، بخطابها الطائفى والمذهبى الإقصائي، وممارساتها الإرهابية.