قال وكيل أول مجلس النواب السيد محمود الشريف، إن مصر والصين
تتشاركان في غاية سامية واحدة، وهي بناء الإنسان والاستثمار فيه باعتباره المحرك الرئيس
للتنمية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها وكيل أول المجلس في اليوم الثاني
من الدورة الثانية لمؤتمر الحوار بين الأحزاب السياسية في الصين والدول العربية، والمنعقدة
في مدينة "هانغتشو" بمقاطعة "تشجيانغ" بمشاركة نحو 200 ممثل من
بينهم قادة أحزاب سياسية كبيرة في 17 دولة عربية.
وأضاف وكيل أول مجلس النواب -في الكلمة التي تناولت قصص الحزب
الشيوعي الصيني وتجربة مقاطعة تشجيانغ- أن الحزب الصيني الحاكم حقق واحدة من أكثر التجارب
نجاحا وازدهارا في مسيرة وقصص الأحزاب السياسية على الصعيد العالمي، ما يمكن الاستفادة
منها في وضع أسس وإرساء دعائم مسيرة التنمية الوليدة في الدول العربية ومصر.
وأوضح أن الحزب الشيوعي الصيني حقق المعادلة الأصعب في تاريخ
أي حزب سياسي، حيث جمع بين الأصالة والمعاصرة، وحقق مزجا فريدا ناجحا بين التمسك بالقيم
والتقاليد العريقة والأصيلة للشعب الصيني، والأخذ بمباديء الشفافية والحرية والانفتاح
على العالم، وتشجيع الأفكار الجديدة، والابتكارات، وتعزيز الاستثمارات بشقيها المادي
والاجتماعي باعتبارها المحفز الأكبر للتنمية والرخاء.
وتابع أن الغاية السامية نفسها أدركتها مصر ووضعتها نصب أعينها
رئيسا وحكومة وبرلمانا وشعبا بعد الانتهاء من مرحلة البناء وإرساء الدعائم والانطلاق
نحو مرحلة جني الثمار، وهي بناء بناء الإنسان المصري الأصيل والاستثمار فيه.
وأشاد بالإنجازات والنجاحات التي حققها الحزب الشيوعي الصيني
في بناء الديمقراطية وإرساء حكم القانون، وتطوير السياسة الديمقراطية الاشتراكية، وتعزيز
بناء التوحيد العضوي بين التمسك بقيادة الحزب وكون الشعب سيدا للدولة وحكم الدولة طبقا
للقانون، وتطوير الديمقراطية التشاورية الاشتراكية على نحو شامل، وتطوير وتوطيد الجبهة
الوطنية الممتدة، ودفع الأعمال الخاصة بالأديان والقوميات عبر الابتكار، ودفع عملية
التشريع بالسبل العلمية والتنفيذ الصارم للقانون والعدالة القضائية، وإصلاح النظامين
الإداري والقضائي، وبناء نظام التقييد والرقابة على ممارسة السلطة.
ونوه الشريف بتجربة
مقاطعة تشجيانغ الرائدة على الصعيد الوطني الصيني، حيث أكد أنه منذ تطبيق سياسة الإصلاح
والانفتاح سبعينيات القرن الماضي، كسرت المقاطعة مبكرا قيود النظام الاقتصادي المختلط
فتطور اقتصادها سريعا وحققت تجارتها الخارجية نموا كبيرا، واحتلت معدلت نمو اقتصادها
المحلي دوما مراتب الصدارة في الصين، واجتذبت أسواقها المزدهرة وبيئتها الاستثمارية
المواتية استثمارات أجنبية كثيرة، ودفعت بالمزيد من منتجاته لتغزو الأسواق الدولية.