الأربعاء 26 يونيو 2024

القاهرة تستقبل ولي العهد السعودي ليومين.. وخبراء: الزيارة تأكيد للشراكة الثنائية والإستراتيجية بين البلدين وتستهدف التشاور وتعميق التعاون.. ومصر والسعودية يشكلان حائط صد لحماية الأمن القومي العربي

تحقيقات26-11-2018 | 17:51

أستاذ علاقات دولية: مصر والسعودية حائط صد لحماية الأمن القومي العربي

«إسماعيل»: العلاقات المصرية السعودية تاريخية.. وزيارة ولي العهد للتشاور وتعميق التعاون الثنائي

خبير سياسي: زيارة ولي العهد السعودية تأكيد للشراكة الثنائية والإستراتيجية بين البلدين

 

في زيارة هي الثانية له خلال العام الجاري بعدم حلّ ضيفا في وطنه الثاني مصر في مارس الماضي، والثانية منذ توليه ولاية العهد، يصل اليوم إلى القاهرة، الأمير محمد بن سلمان ولى عهد المملكة العربية السعودية، في زيارة تستمر ليومين، فيما أكد خبراء سياسيون أن الزيارة تكتسب أهمية في التوقيت الحالي وتعكس عمق العلاقات بين البلدين وتؤكد الشراكة الثنائية والإستراتيجية بينهما، موضحين أن اللقاء المرتقب بينه وبين الرئيس عبد الفتاح السيسي سيتطرق إلى جملة من القضايا الثنائية والإقليمية.

وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إنه من المنتظر أن تتضمن الزيارة عقد جولة مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها فى مختلف المجالات، فضلاً عن التباحث حول بعض الملفات السياسية ذات الاهتمام المشترك، وذلك في إطار الشراكة الإستراتيجية بين القاهرة والرياض.

 

الشراكة الثنائية والإستراتيجية

الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، قال إن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مهمة وتأتي في توقيت هام أيضا وتحمل دلالات سياسية وإستراتيجية منها أن ولي العهد السعودي يزور الدول العربية الحليفة حيث بدأ جولة عربية تشمل الإمارات والبحرين ومصر كأكبر دولة عربية والزيارة تحمل بعدا عربيا من المشرق إلى المغرب قبل التوجه للأرجنتين لحضور قمة العشرين.

وأوضح فهمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن زيارة ولي العهد السعودي إلى القاهرة تؤكد أيضا عمق العلاقات المصرية السعودية والشراكة الثنائية والإستراتيجية بين البلدين الشقيقتين، مشيرا إلى أن الزيارة الحالية سيبنى عليها سياسات وإستراتيجيات الفترة القادمة بين الرياض والقاهرة.

وأكد أن الزيارة تبعث برسائل عن عمق العلاقات بين البلدين منها أن هناك علاقات جيدة بين البلدين وأن السعودية تحظى بدعم مصري وحرص مصر على استقرار المملكة العربية السعودية باعتبار أن استقرار أمن الخليج جزء من الاستقرار الأمن القومي المصري، وهو ما تطرق إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في مرات عديدة.

وأضاف أن أبرز الملفات المطروحة خلال مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي هو ملف العلاقات الثنائية المستقرة والمتنامية وأوجه التعاون على المستوى السياسي والاقتصادي في ظل استثمارات سعودية كبيرة في مصر منها محور قناة السويس أو العاصمة الإدارية الجديدة.

وأشار إلى أن الملف الإقليمي سيكون بارزا في مباحثات الجانبين منها قضايا أمن الخليج والأوضاع في ليبيا وسوريا واليمن، وإعادة طرح المبادرة العربية التي طرحتها السعودية وكذلك مناقشة العلاقات العربية الإقليمية وتحديد مستواها.

 

التشاور وتعميق التعاون

فيما قال الدكتور محمد صادق إسماعيل، رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة تأتي في إطار العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر والمملكة العربية السعودية على كافة المستويات، والتنسيق المشترك بين البلدين في عدة مجالات.

وأوضح إسماعيل، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الزيارة تعكس حرص البلدين على دعم العلاقات المستمرة بينهما والتنسيق بشأن القضايا العربية المختلفة، مضيفا أن اللقاء المرتقب بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي سوف يبحث تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا العربية والإقليمية.

وأضاف إن اللقاء سيبحث أمن منطقة الخليج والأوضاع في اليمن والتنسيق المصري السعودي لحماية أمن الخليج، فضلا عن المشاورات المستمرة بين القاهرة والرياض حول تحقيق الأمن القومي العربي، مشيرا إلى أن القاهرة والرياض وعواصم عربية أخرى تعد ركائز الأمن القومي العربي.

وأكد أن المشاورات المستمرة بين القاهرة والرياض وعواصم أخرى تأتي في ظل الموجة التي يواجهها العالم العربي من الإرهاب والتحديات الإقليمية، مضيفا إن الجانب الاقتصادي مهم في العلاقات المصرية السعودية وهناك مشروعات استثمارية كبرى بين البلدين خصوصا مع الفرص الاستثمارية الواعدة في مصر.

وأشار إسماعيل إلى وجود تعاون اقتصادي كبير ولجنة مشتركة بين البلدين وجالية مصرية كبيرة في المملكة العربية السعودية فضلا عن التعاون الثقافي والاجتماعي بين البدين، مؤكدا أن العلاقات الثنائية المصرية السعودية تاريخية ومتميزة على كافة المستويات في ظل حرص قيادة البلدين على التشاور وتنمية العلاقات على كافة المستويات.


حائط صد لحماية الأمن العربي

وقال الدكتور محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن مصر والسعودية هما أكبر دولتين في المنطقة العربية والشرق الأوسط واستمرار التنسيق والتشاور بينهما مهم وضرورة للبلدين ولكل دول المنطقة، مضيفا أن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تأتي في هذا الإطار بعدما بدأ جولة عربية قبل أيام.

وأشار حسين، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مصر والسعودية هما حائط صد ضد كل التحديات التي تحيط بالمنطقة العربية وحماية أمنها القومي في مواجهة التدخلات الإيرانية وتداعيات الأوضاع في اليمن والقضية الفلسطينية، مضيفا أن المباحثات الثنائية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ومحمد بن سلمان ستتطرق إلى كل تلك القضايا.

وأكد أن التنسيق بين القاهرة والرياض يخدم القضايا العربية، في ظل العلاقات التاريخية الضاربة بجذورها في عمق التاريخ بين الدولتين، مضيفا أن هناك أوجه متعددة للتعاون بين القاهرة والرياض سواء سياسيا أو اقتصاديا أو أمنيا، وتعتبر هذه الزيارة هي الثانية لولي العهد السعودي منذ توليه ولاية العهد بعد زيارته السابقة للقاهرة في مارس الماضي.