السبت 29 يونيو 2024

بالصور النادرة.. أول زيارة رسمية للملك سعود إلى مصر

27-11-2018 | 10:58

لم تشهد العلاقات المصرية السعودية أي فتور بعد زيارة الملك عبد العزيز آل سعود لمصر عام 1946 وكانت لزيارته نتائج هامة أكدت على عمق الصداقة بين المملكتين، وبعد قيام ثورة يوليو 1952 لم تتأثر علاقة المملكة بمصر، بل ازدادت قوة، فقد أرسل الملك عبد العزيز طائرة خاصة أقلت الرئيس محمد نجيب من مصر إلى المملكة لأداء مناسك الحج ، وكذلك أرسل طائرة أقلت عدداً من أعضاء مجلس قيادة الثورة لأداء فريضة الحج أيضاً ، مما يدل على ترحيب وارتياح الملك عبد العزيز لرئيس مصر محمد نجيب ولضباط ثورة يوليو، وكان آخر لقاء له بالرئيس محمد نجيب في مارس 1953 بعد أن أدى الأخير مناسك الحج.

 

تولى الأمير سعود بن عبد العزيز الحكم خلفاً لوالده الملك عبد العزيز الذي رحل في التاسع من نوفمبر 1953، وحرص الملك سعود على توطيد علاقة المملكة بمصر استكمالاً لما بدأه والده، فقد قام الملك سعود بزيارة رسمية لمصر في 21 مارس 1954 وتعد تلك الزيارة هي الأولى رسمياً بعد توليه الحكم، ولكنها تكن أيضاً الزيارة الثانية لمصر، فقد أصيب الملك سعود بالرمد في عينيه ، وقام الملك عبد العزيز بدعوة الطبيب المصري سالم هنداوي لإجراء عملية لإبنه بعد أن نجح هنداوي في إجراء عملية جراحية عالج فيها عين الملك عبد العزيز نفسه.

 

اعتذر الطبيب المصري سالم هنداوي عن دعوة الملك عبد العزيز، فقد كان الطقس شديد الحرارة بالمملكة السعودية ولا يمكنه إجراء عملية لولي العهد الأمير سعود في ذلك الطقس الحار، مما استدعى أن يظل الأمير سعود يعاني المرض عدة أشهر حتى يعتدل الطقس بالمملكة .. وقد علم الملك فؤاد بالأمر فأرسل دعوة رسمية للأمير سعود لزيارة القاهرة ولإجراء العملية الجراحية بها، وكان الملك عبد العزيز متحفظاً على زيارة ولده إلى القاهرة بعد حادثة المحمل، ولكن بعد الدعوة الرسمية من ملك مصر والحكومة المصرية وافق شاكراً ورأى فيها فرصة إزالة الشوائب بين البلدين الصديقين.

 

وصل الأمير سعود إلى مدينة السويس يوم 9 أغسطس 1926 ودخل إلى محطة القطار كي يستقله إلى القاهرة فوجد حفاوة بالغة من الحكومة المصرية في انتظاره وقد أحسن مندوبو الحكومة استقباله مع أعيان مصر وأعدوا له داراً للضيافة أقام بها في حي المنيرة بالقاهرة، وزاره فيها عبد الخالق ثروت وزير الخارجية وزاره أيضاً الزعيم سعد زغلول والاقتصادي الكبير طلعت باشا حرب، ثم توجه الأمير سعود إلى الإسكندرية للقاء الملك فؤاد الذي رحب به في مصر وشكره سعود على دعوته الكريمة لعلاجه.

 

مكث الأمير سعود أكثر من شهر ونصف بالقاهرة أجرى فيها عمليتين جراحيتين في عينيه الأولى يوم 22 أغسطس والثانية يوم 28 أغسطس 1926 ، وبعد تمام علاجه حرص على إزالة الشوائب التي تعلقت بعلاقة البلدين بعد حادثة المحمل، وزار سعود الجامع الأزهر ومسجد الحسين وبنك مصر وحديقة الحيوان ومطبعة مصر وعدة متاحف مصرية ، وفي 21 سبتمبر من نفس العام غادر الأمير سعود مصر بعد أن ودع الملك فؤاد وشكره على الحفاوة البالغة التي وجدها من أهل مصر .

 

أما الزيارة الثانية للملك سعود فقد كانت توطيداً للعلاقات المصرية السعودية ، وقد استقبله الرئيس محمد نجيب بحفاوة بالغة مع نخبة من أعضاء مجلس قيادة الثورة ، وزار الملك سعود العديد للمعالم المصرية في تلك الزيارة ، وكعادة الفن في الترحيب بضيوف مصر الكبار، فقد غنى موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب قصيدة " أقبل السعـد" التي لحنها من نظم الشاعر مصطفى عبد الرحمن ، وتقول كلماتها : أقبل السعد فاهتفي بالأماني وتغني بأعذب الألحان .. وتنشر الهلال اليوم الصور النادرة للزيارة الرسمية الأولى للملك سعود إلى مصر في مارس 1954.