أكد وزير الشئون الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل اليوم الثلاثاء، أن الجزائر تبذل جهودا كبيرة لضمان أمنها على أراضيها وعلى حدودها.. مبديا استعداد بلاده لتقاسم تجربتها مع بلدان المنطقة المجتمع الدولي في مجال مكافحة الإرهاب.
وقال مساهل - في كلمته خلال افتتاح الدورة الثانية لمجموعة عمل غرب أفريقيا حول بناء القدرات التابعة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب - : "إن الجزائر تبذل جهودا كبيرة لضمان أمنها على أراضيها وعلى حدودها، كما تبذل قصارى جهدها لتقاسم تجربتها مع جميع بلدان المنطقة والمجتمع الدولي في إطار برامج التعاون الثنائي والإقليمي والدولي".
وأعرب عن سعادة الجزائر باستضافة هذا الاجتماع والمساهمة مجددا في هذا "الجهد الجماعي لتعزيز السلام والامن والاستقرار في هذا الجزء من العالم وعموما القارة الافريقية، المهددة بشكل مباشر، بسبب تنامي الخطر الإرهابي..كما أبدى ارتياح الجزائر، التي تتولى رئاسة مجموعة العمل مناصفة مع كندا، لهذه الشراكة.
وقال مساهل: إنه منذ الاجتماع الأخير في شهر أكتوبر 2017 لمجموعة العمل المنعقد بالجزائر، شهدت مسيرة مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف تقدما ملحوظا بفضل الجهود الكبيرة المبذولة لتحقيق هذه الغاية سواء من قبل بلداننا أو على مستوى الاطر الاقليمية والدولية في هذا المجال على غرار المنتدى العالمي لمكافحة الارهاب والاتحاد الافريقي".
وأضاف: "إن هذا التقدم يتجسد في تحسن الادراك بمخاطر الارهاب والتطرف العنيف، بالرغم من قدرة هذه الآفات على التكيف بسرعة، على مستوى الكثير من الدول، للأسباب المتعددة والوخيمة لها، من خلال مواءمة مخططاتها وتشريعاتها الوطنية مع أهداف منع وتطويق هذه التهديدات".
وتابع قائلا: "يضاف إلى ذلك ادراكها بخطورة ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب خاصة في منطقة الساحل والصحراء والمخاطر التي يشكلونها على أمنها واستقرارها، وصارت تعمل على الحد من حركتهم، وتقييد انتشار أفكارهم وتجفيف مواردهم المالية".
وقال مساهل : "إن هذه الدول لاحظت العلاقة بين الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود وكذلك التدفقات المالية التي تغذي الأنشطة الإجرامية للجماعات الإرهابية وهي التدفقات التي تسمح اليوم لها باستخدام الحوافز المالية في حملات تجنيد الشباب، مستبدلة تدريجيا القنوات التقليدية للتجنيد التي أثبتت محدوديتها".
وأشار إلى أنه تقوم المزيد من البلدان بتعبئة موارد هامة لتعزيز قدراتها العسكرية والأمنية والمدنية لمكافحة هذه الآفات في غرب افريقيا، والقارة الافريقية بأسرها وهي أعباء مالية ثقيلة تعيق، للأسف جهود هذه الدول وطموحاتها المشروعة وبرامجها الرامية إلى تحقيق التنمية الوطنية.
ولفت مساهل إلى تزايد الدعم لقيم وفضائل المصالحة الوطنية من قبل الدول، وقال: "وهو نهج تم تنفيذه في الجزائر بمبادرة من الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة وتحت قيادته السديدة، ما مكن بلادنا من استعادة السلام والاستقرار وتعزيز التماسك الوطني وتحقيق العيش معا في سلام، ولهذا فإننا نشجع البلدان التي اختارت هذا الطريق على المثابرة ومواصلة مسيرتها وفقا لقوانينها الوطنية وفي إطار سيادتها".
واعتبر أن أدوات ووسائل مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف توسعت بشكل يعكس مشاركة أكبر والتزاما أقوى من المجتمع الدولي في مواجهة هذه الآفة، ويؤكد القناعة الراسخة بأنه لا يوجد بلد في منأى عن هذا الخطر.. مشيرا إلى أن الجزائر التي خاضت وحيدة معركتها ضد الإرهاب في ظل عدم مبالاة المجتمع الدولي، تقدر وتشجع هذا التطور الذي من شأنه أن يحمي الشعوب الأخرى من فظائع الهمجية الإرهابية التي عانى منها الشعب الجزائري خلال عقد التسعينات.
وأشاد مساهل بالدور الحاسم للقوات الأمنية بقيادة الجيش الجزائري في القضاء على التهديد الإرهابي واستعادة السلام والاستقرار والأمن في الجزائر.
وعن المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب.. قال مساهل إن وزراء خارجية المنتدى اعتمدوا في اجتماعهم السنوي بنيويورك في سبتمبر الماضي أربع وثائق جديدة تتضمن مجموعة من الممارسات الجيدة والتوصيات لتحسين مكافحة التهديد الإرهابي بأبعاده المختلفة كما تم إطلاق عدة مبادرات أخرى لتعزيز مكافحة الإرهاب، تؤيدها الجزائر وستعمل على المساهمة في تجسيدها انطلاقا من إيمانها بأن هذه الآفة ليس مجرد تحد ظرفي ولكنه تهديد طويل الأمد يتطلب التأقلم معه وتكييف الوسائل والطرق الخاصة بمكافحته.
وأوضح أن هذه الدورة ستتناول التحديات الرئيسية التي تواجهها منطقة غرب أفريقيا في ظل تصاعد وانتشار التهديد الإرهابي المتعلقة بتنظيم أفضل لمكافحة تمويل الإرهاب ومكافحة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، وعودتهم، وطرق عملهم، وتجمعهم وسبل تجميع وسائلهم وكذلك الحد من قدرتهم على بناء شبكات الدعاية وجلب الموارد.
وقال : "إن هذه التحديات تتصل بنفس القدر بترقية دور المرأة في مكافحة آفات الإرهاب والتطرف العنيف"..مسجلا في هذا الصدد بارتياح اهتمام فريق العمل بهذه المسألة ودورها في تعبئة المجتمع كله ضد هذه الآفات.
وكانت أعمال الاجتماع قد انطلقت صباح اليوم بالجزائر العاصمة وتستمر 3 أيام بمشاركة أكثر من 100 خبير في مجالات الوقاية ومكافحة الارهاب والتطرف العنيف يمثلون البلدان الأعضاء في المنتدى العالمي لمكافحة الارهاب وبلدان منطقة غرب افريقيا وكذلك المنظمات الدولية والاقليمية منها الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والاتحاد الاوروبي ومنظمة أفريبول ومنظمة أوروبول ومنظمة إنتربول في اجتماع مجموعة عمل المنتدى العالمي لمكافحة الارهاب و الورشة حول "التعاون الشرطي بين بلدان غرب افريقيا".