إنه لقرار مهم، يصل إليه الطبيب الأخصائي عندما ينظر إلى السيدة ويقول : لا بد من استئصال الرحم. عندئذ تنزعج السيدة وتقلق وتتشاءم، ولكن ليس هذا هو المطلوب، وإنما عليها أن تفكر في الأمر بعقل ومنطق وأن تنظر إلى المستقبل بأمل وتفاؤل، فليس معنى استئصال الرحم أنها ستفقد حياتها ودورها كزوجة، بل إن هذا القرار في صالحها، ومن أجل صحتها وسعادتها.
يقول د. هاني حسن أستاذ النساء والتوليد للرحم وظيفة هي عملية حمل الجنين، والولادة، وعادة عندما يولد الجنين يزداد حجم الرحم نوعا ما نتيجة لهرمونات الأم التي تؤثر على الجنين وهو في الرحم كثيرا ما نجد أن الأم تشكو من وجود نقطة أو نقطتي دم " الدورة الشهرية" وتكون منزعجة خوفا من أن يكون أي شيء قد أصاب الجهاز التناسلي أثناء أو بعد الوضع ، بينما يكون هذا الدم طبيعيا ، فهو نتيجة لهرموناتها، فعندما يولد الجنين يتخلص من هرمونات الأم وينتج عن ذلك نزول بعض الدم من المهبل، ويسمي هذا عند البعض " العادة الساحرة"
ثم بعد ذلك يدمر الرحم ويصغر، أى أن الرحم عند فتاة مولودة حديثا وعند سن البلوغ 11-12 سنة عندما تبدأ هرمونات الأنوثة في عملها يأخذ الرحم في النمو، وعند الزواج والحمل يكبر الرحم أكثر فأكثر مع الحمل لدرجة أنه بعد عملية الوضع يكون حجم الرحم كالبطيخة يصل إلى السرة ويزن حوالي كيلو جرام.
وبعد ستة أسابيع أي عند الأربعين من الولادة يعود الرحم إلى حجمه الطبيعي، أي حوالي ثلاث أوقيات ويسمي عند البعض بعبارة " الرحم يلتئم" أي يصغر ، والرحم في الأنثى الكاملة طوله 3 بوصات أو 7.5 سم ، وعنق الرحم بوصة أي 2.5 سم ، وجسم الرحم 2بوصة أي 5 سم.
وعند سن اليأس وضمور المبيضين وانقطاع الطمث يصغر الرحم ولا يزيد حجمه على عقلة الإصبع ، أي أن الطبيعة تستأصل ، لأن الرحم قد قام بوظيفته وهي الحمل والإنجاب وأصبح الآن بلا فائدة ، فالغشاء المبطن للرحم ضامر ولا تنزل الدورة وجميع أنسجة الرحم ضامرة.
حجم البرتقالة:
ولكن في بعض السيدات وخصوصا في سن اليأس أو بعد انقطاع الطمث بمدة كما يوضح د. هاني نجد نزول الدم بصورة غير طبيعية كنزيف وبكثرة أو لمدد طويلة باستمرار لا ينقطع ، مع إفرازات ورائحة غريبة ويتم فحص السيدة ونجد أن الرحم لم يضمر بل هو كبير في حجمه لذلك يجب أخد عينة من الغشاء المبطن للرحم لاستبعاد أى تغيرات مرضية فيه كالسرطان وخلافه . وفي هذه الحالة يقوم طبيب أمراض النساء باستئصال الرحم والمبيضين عند هذه السيدة، وكذلك في حالة وجود أورام ليفية كبيرة أو متعددة للرحم مع وجود نزيف ، أو حتى دون وجود نزيف إذا كانت هذه الأورام أكبر من حجم البرتقالة في السن المتقدمة خوفا من تحولها إلى أمراض خبيثة.
هرمونات ومهدئات :-
ولكن إذا كان الورم الليفي أصغر من حجم البرتقالة ودون أعراض أو نزيف ، والسيدة تقترب من سن اليأس فعادة لا تحتاج لعملية حيث إن الورم الليفي يضمر بضمور الرحم .
وعملية استئصال الرحم أيضا تتم مع وجود أي سرطان في المبيض أو عنق الرحم أو الرحم، ولكل مرض عمليته الخاصة به.
ونطمئن مثل هذه السيدة أن الجنس لا يتأثر باستئصال الرحم ، وأن كفاءة السيدة الجنسية تزيد ولا تقل ،لأن عامل الخوف من الحمل قد أزيح والشبق والذروة الجنسية وكل شيء موجودة وبكفاءة .