الخميس 21 نوفمبر 2024

تعجبها المرأة التى تحارب من أجل قضيتها .. لبنى عبد العزيز : "أنا حرة" درة أفلامي و"هي والرجال" الأقرب لقلبي

  • 28-3-2017 | 09:23

طباعة

حوار: محمد سعد - عدسة : شريف صبري

هي "عروس النيل" التي دائما ترفع شعار"أنا حرة" هي رمز للمرأة المصرية التي ترفض "العيب" فتجعلنا نهتف "آه من حواء" علمتنا الحب بـ "الوسادة الخالية" أما قصة حبها كانت "غرام الأسياد" وعندما وجدت الحب الحقيقي قالت "هذا هو الحب " إنها النجمة الكبيرة القديرة لبنى عبد العزيز التي تتحدث في حوارنا معها عن المرأة المصرية ومبادرة الرئيس السيسي باعتبار عام 2017 عام المرأة المصرية ودورها البارز الذي لعبته ومازالت تؤديه حتى اليوم في خدمة قضايا المرأة.

في البداية أود أن أطمئن على صحتك

الحمد لله أنا بخير وقد أوشكت على الشفاء من دور النزلة الشعبية الذي أصابتني وقد نصحني الطبيب بملازمة المنزل لمدة شهرين ولكني لم استطع عدم تلبية رغبتك في الحوار معي لأنني أعتز جدا بك وبمجلة "الكواكب" القريبة جدا من قلبي .

شكرا جزيلا لك وأود أن أعرف رأيك في مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتخصيص عام 2017 للمرأة المصرية ؟

أنا شخصيا أشكر سيادة الرئيس على هذه المبادرة فهي لفتة طيبة تجاه المرأة المصرية لأنها في احتياج إليها من زمان وأخيرا جاءنا رئيس مصري ينظر للمرأة المصرية بنظرة مساوية للرجل، فدائما كانت النظرة للمرأة في مصر على أنها مواطنة من الدرجة الثانية ، ولم أكن أنتظر من الرئيس غير ذلك لأن المرأة وقفت معه مثل الرجل وقفة عظيمة في كل معاركه ضد الإرهاب وأيدته في كل قراراته بدءا من ثورة 30/6 وانتخابات الرئاسة وحتى اليوم، وأقصد بالمرأة هنا كل الأعمار وكل الفئات من السيدة والفتاة الفقيرة وحتى الارستقراطية وأهل الريف والمدن وقفن بكل قلوبهن لأنهن شعرن أنه يحترمهن وهذا الاحترام نابع من تدينه الشديد فالحديث الشريف يقول "أمك ثم أمك ثم أمك" فالمرأة مكرمة من الله عز وجل وأنا شخصيا أعتز جداً بسيادة الرئيس.

ما أهم المشكلات التي تواجهها المرأة الآن؟

المرأة هي ربة البيت وهى أكثر أفراد الأسرة إحساسا بغلاء الأسعار والميزانية ضعيفة وعندي وصية لكل السيدات والرجال أيضا بالصبر، فالرئيس السيسي يعمل بمفرده ليل نهار ويعمل من أجل المرأة بالذات لأنه يقدرها ويحترمها وما نقدمه من تضحيات قليل جدا بالمقارنة بما كنا سنعانيه لو لم يكن موجودا.

قدمت في السينما نموذج المرأة المحتاجة ولكنها تقاوم وتناضل من أجل تحقيق ذاتها.. حدثينا عن ذلك ؟

نعم في قصة "العيب" ليوسف إدريس وأنا أعتقد أن المرأة المصرية "ست شاطرة" وكما يقول المثل "تغزل برجل حمار" وتستطيع أن تعيش بأقل القليل .

كيف ترين رسالة هذا الفيلم بالتحديد؟

الفيلم يبرز أن المادة والفلوس هو ما يشغل بالنا جميعا وتؤثر في حياتنا جميعا لأن بدونها لا نستطيع أن نفعل أي شىء ، لكن الفيلم والرواية يؤكدان أن الشرف أهم وفكرة "العيب" أن البنت كانت محتاجة وهي التي تتحمل نفقات أمها وأخيها لكن حتى عندما كانت في أشد الاحتياج للمال وتم وضع الفلوس في حقيبتها دون موافقتها كنوع من أنواع الرشوة ورغم أن كل زملائها في العمل كانوا يتقاضون الرشاوى ،لكنها لم تقبل ذلك وألقت بالرشوة في وجه العميل بالشركة التي تعمل فيها ، وهذا يدل على أن الشرف والكرامة أهم من كنوز الدنيا وهذه الرسالة التي قصدناها من وراء الفيلم .

بالتأكيد أول امرأة في حياتك هي والدتك.. لو عدنا بالذاكرة ما الصفة التي كنت حريصة على اقتباسها منها ؟

تضحك وتقول : بالعكس هناك صفة كانت تتصف بها ولم آخذها عنها أبدا فقد كانت تتصف بالهدوء الشديد وكنت أتعصب جدا لذلك وقد كانت تأخذ كل شىء تريده بالسياسة عكسي تماما، فقد كنت ألجأ للحرب دائما وأخوض المعارك من أجل الحصول على ما أريد ولكن عندما كبرت أصبحت أكثر هدوءا لأنني فهمت مدى صحة أسلوبها الذي كان دائماً ينجح أكثر من أسلوب "المعافرة" ، وقد كانت والدتي صبورة جدا فكانت تمتلك "صبر أيوب" ،وتتحمل كثيرا من أجلي وتتحمل مشكلات البيت والزوج والأولاد ، وقد كانت أعز حاجة في أسرتنا كلنا ، وجميعنا كنا تحت أقدامها ، فكما يقال "الجنة تحت أقدام الأمهات" وقد ورثت عنها الصبر وعدم الطمع والشبع كانت تثق في نفسها جدا وسط عائلتها وأصدقائها، وكنت أشعر أنها الملكة المتوجة في أي مجلس تتواجد فيه فقد كانت تتصف بالجمال الشديد والرقة، ورثت عنها الاعتزاز بالنفس فقد لا يكون في جيبي مليم واحد ولكن لايشعر أحد بذلك لاعتزازي الشديد بنفسي وهذا يدفع الجميع لاحترامي لأنني أحترم نفسي .

في أوج نجوميتك اخترت الأسرة والزوج والبيت.. حدثينا عن ذلك؟

هذا صحيح فالنجومية لم تكن أبدا من أحلامي كنت فقط أحب التمثيل فأصبحت نجمة رغم أنفي وعندما تحققت تعبت منها لأنني كنت دائما بعيدة عن الوسط الفني وفي البلاتوه كنت أصور مشاهدي وأدخل غرفتي فكنت أهرب من التواجد وسط الناس فأشعر بسلام داخلي عندما أكون مع نفسي .

ما أكثر فيلم من أفلامك تشعرين أنه أفاد المرأة المصرية وتعلمت منه شيئا ما ؟

تضحك وتقول " أنا حرة" مش عايزة كلام " وأذكر أن الراحلة د. أميمة كامل كلمتني ذات مرة وقالت لي ابنتي لينا غضبان تريد أن تتحدث معك ولينا عضو في المجلس القومي للأمومة والطفولة وبالفعل اتصلت بى حكت لى قائلة: جاءتهم في المجلس فتاة صغيرة من الأرياف تشكو أهلها لأنهم يسيئون معاملتها ولا يطعمونها وعندما شاهدت هذه الفتاة فيلم " أنا حرة " في التليفزيون قررت أن تهرب من البيت وجاءت للقاهرة تبحث عن حياة أفضل ففرحت جدا أن الفيلم أثر في وجدان الفتيات والسيدات، وإذا كنت قد فتحت الباب لهن فكان من الواجب أن أفتح أبوابا أخرى كثيرة مغلقة في وجه حواء ،وكل فيلم شاركت فيه كان يحمل رسالة مهمة لكل فتاة وامرأة من كل الفئات والمستويات العمرية والاجتماعية حتى فيلم "عروس النيل " لكن "أنا حرة" كان بمثابة "ضربة معلم" فقد قمت ببطولة 4 أفلام لإحسان عبد القدوس أولها طبعا "الوسادة الخالية" وأول أفلامي ولكنه كان يقول لي دائما إن فيلم "أنا حرة" قصتي وقصته لأنه كان يعيش مع عمته فعلا وتعرض لنفس المواقف التي تعرضت لها في الفيلم .

وما أكثر فيلم تعتزين به ويناقش معاناة المرأة المصرية؟

فيلم لايعرفه أحد من تأليف إحسان عبد القدوس أيضا اسمه "هي والرجال" أحبه جدا رغم أنني لم أشاهده مثل كل أفلامي فالبطلة تعمل خادمة وتتنقل من بيت إلى آخر وتتعرض للمضايقات في كل منزل تعمل فيه و"تتبهدل" في الحياة وذات يوم يأتي شاب ليسكن فوق السطوح وهو يدرس في الجامعة فتقع في غرامه وتساعده بكل ماتستطيع فتدخر من راتبها لتشتري له ماينقصه من كتب وتقوم بخدمته وبعد كل ذلك تفاجأ ذات يوم بأنه قد باع أثاث حجرته بعد اختفائه من حياتها فتقوم بالسؤال عنه في كل مكان وأخيرا تعرف أنه في الإسكندرية فتسافر له وتكتشف أنه أصبح وكيل نيابة وتشاهده في المحكمة وتذهب إلى بيته لتفاجأ به ينهرها ويقول لها "إنت حتة خدامة".

من السيدة التي ترين أنها رمز للمرأة المصرية ؟

هدى شعراوي ودرية شفيق ومن المتواجدات حاليا المستشارة تهاني الجبالي، تعجبني السيدة التي لديها قضية وتحارب من أجلها .

هل ترين أن المساواة بين الرجل والمرأة أفضل أم التكامل ؟

المساواة تؤدي للتكامل، فالمساواة تعني الاحترام للرجل والمرأة بنفس الدرجة ، كنت أشاهد أشقائي الصبيان يركبون الدراجة وأنا محرومة من ذلك وعندما كبرنا كان السائق يعلمهم قيادة السيارة والبنات لا.. كل ذلك أثر بالسلب عليّ ، وكنت أندهش دائما من احتكار الرجل لفكرة اختياره لشريكة حياته والتصريح لها أنه يريد الزواج منها لكن البنت محرم عليها مجتمعيا ذلك بالرغم من أن الإسلام أباح ذلك بدليل أن السيدة خديجة رضي الله عنها هي التي طلبت الزواج من سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فلا أمانع أبدا من أن تصرح الفتاة لمن تحب بأنها تحبه وترغب في الزواج منه فأنا أؤمن بالحب بكل أشكاله بدءا من حب الله عز وجل فأنا إلى حد ما أؤمن بالصوفية ولدي كتب كثيرة عنها وأهم شىء في هذه الطريقة الحب لكل شىء ولكل مخلوقات الله هذا الحب الذي يصنع السلام الداخلي والراحة فأشعر أن بداخلي حباً يكفي كل العالم ويفيض فكلما زاد هذا الحب لمن حولنا زادت سعادتنا ولا أحمل أي مشاعر سلبية تجاه أي شخص مهما قيل إنه يتحدث عني بالسوء أو يحاول أن يؤذيني هذا الأمر يعطيني طاقة إيجابية هائلة فأشعر أن عمري 25 عاما فقط ، أعلم أنني من الممكن أن أموت في أي لحظة ولكني مازلت مقبلة على الحياة بكل حب ومقبلة على العمل بكل حماس فأكتب مقالات في "الأهرام ويكلي" وأستقبل كل يوم وكأنه أول يوم في حياتي .

ما الحرب التي كنت تتمنين أن تخوضيها لكنك لم تفعليها ؟

حرب من أجل الحصول على حقوق المرأة كاملة غير منقوصة فقد حصلت المرأة المصرية على حقوقها في الخمسينيات أيام جمال عبد الناصر بعد التحرر من بريطانيا بعدة أعوام ولكن هذه الحقوق كانت على الورق فقط لكن المجتمع يمنع المرأة من الحصول على حقوقها لذلك أرغب في خوض حرب من أجل حقوق المرأة .

ما الحقوق التي تطالبين بها للمرأة ؟

حقها في كل شىء مثل الحصول على نفس الأجر الذي يحصل عليه الرجل بحجة أن الرجل هو رب البيت مع أن السيدة هي ربة كل البيوت فهي في عصرنا هذا تعمل داخل المنزل وخارجه وتربي الأبناء .

ما المطالب التي تطالبين الرئيس السيسي بها؟

المساواة في المرتبات والمعاملة وعدم التفرقة بين الرجل والمرأة وأن نزيل كل العقبات في سبيل تفوقها وإبداعها ففي الدول المتقدمة تقاس المدنية بمستوى المرأة في البلد .

هل تطالبين بأن تمكن المرأة من الوصول لمنصب رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية ؟

ليس شرطا أن تصل لهذه المناصب حتى تتحقق المساواة فأنا أفكر في الشعب وفي النماذج المشرفة من السيدات التي تريد الفرصة لتحقيق النجاح والتفوق في أي ميدان من ميادين العلم والعمل .

عندما تصل المرأة لموقع اتخاذ القرار سيكون ذلك في خدمة قضاياها بالدرجة الأولى.. هل تتفقين معي ؟

يجوز ولكن ليس شرطا فأحيانا تكون السيدات أقسى على بعضهن من الرجال فأنا أرى أن السيسي أحن على السيدات من أنفسهن فقد أنقذ المرأة المصرية من المصير المظلم الذي كانت ستواجهه تحت حكم الإخوان المسلمين لذلك أتقدم إليه بكل الشكر والاحترام فلولاه لكانت المرأة تخبز وتطبخ والرجل يجلس يدخن الشيشة .

إلى أى مدى ترين أن المطبخ مهم بالنسبة للمرأة ؟

بالتأكيد مهم للمرأة والرجل أيضا فأكبر الشيفات في العالم من الرجال وأذكر أنني كنت أدخل في نقاش حاد مع الكاتب والمفكر الكبير الراحل عباس محمود العقاد في مؤسسة أخبار اليوم كنت اشعر بالغيظ عندما يقول إن الست ليس لها أي لازمة حتى الشيفات الكبار في العالم من الرجال فقلت له رأيي أننا نعيش في عالم يسيطر عليه الرجل ولو ألغينا فترة حمل وولادة المرأة ثم الرضاعة وتربية الأبناء من حياتها لاستطاعت أن تتفوق علي الرجل في جميع المجالات ولكن منعها تكوينها البيولوجي من أن تتفوق على الرجل ، ورغم كل هذا وصلت لمراتب مرتفعة بدليل أن أوائل الثانوية العامة معظمهم من الفتيات ، وقد كان والدي حاضرا هذه المناقشة الحامية وكان يصرخ في قائلا : "أرجوكي اسكتي هتزعلي مني صديقي إلا ده بلاش تخسري علاقتي بيه " .

ما علاقتك حاليا بالمطبخ ؟

كنت لا أفقه أي شىء عن المطبخ وعندما تزوجت وسافرت لأمريكا كنا نعيش على المعلبات مرة تونة، مرة سلمون، وثالثة مكرونة وقد كان زوجى في منتهى الرقة معي فقد كان يشكر دائما في الطعام ولم يشك في أي يوم من الأيام حتى جاء يوم كان معزوما فيه شقيق زوجي على الغداء عندنا ففتحت علباً أكثر فقال لي مندهشا ما هذا الذي تأكلونه تعالي سأعلمك الطهي فقد كان ماهرا جدا في الطهي لأنه كان يعيش بمفرده في أمريكا وبالفعل علمني كيف أصنع الأرز وبعض الأصناف ، فشعرت أن زوجي كان نبيلا جدا معي بعدم الشكوى من أكل المعلبات فقررت أن أعوضه فتعلمت الطبيخ وأخذت دروسا في الطهي وقرأت كتبا عنه حتى أصبحت طباخة ماهرة جدا لدرجة أن كل أصدقائنا ومعارفنا كانوا دائما يطلبون أن ندعوهم للطعام عندنا ، وذات مرة وضع زوجي إسماعيل أسماءنا في مزاد خيري لصالح مرضى القلب وكان عبارة عن عشاء عندنا لعدد 12 فرداً فظل العدد يرتفع حتى وصل لآلاف الدولارات فصرخت فيه قائلة "عملت فيا إيه ارحمني خلاص مش قادرة" ، وقد صنعت البوفيه الخاص بفرح شقيق زوجي كاملا لعدد 90 شخصا ، وذات مرة جاءت مدام جيهان السادات في زيارة لحاكم الولاية الذي دعاها لتناول الغداء وكان من المفترض أن تتناول معنا الغداء في نفس اليوم ولكنها لم تستطع أن ترفض دعوة الحاكم فقلت لها: "يانهار أبيض دنا بقالي 5 أيام بطبخ هودي الأكل ده كله فين ؟!" ، ولكن عندما عدت إلى مصر لم أعد أدخل المطبخ، فقد رجعت ريما لعادتها القديمة خاصة أنني نباتية وأعيش على الفول والمكرونة والجبنة .

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة