الخميس 16 مايو 2024

صورة المرأة في الدراما المصرية .. أم مغلوبة على أمرها .. ومواطنة درجة ثانية

28-3-2017 | 09:30

كتب : محمد علوش

الأعمال الدرامية لم تغفل المرأة المصرية، وتناولتها في الكثير من المسلسلات والأفلام.. البعض منها صورها وانتصر لها، وأخرى انتقصت منها، وذلك كما تشير بعض الأوراق البحثية التي حاولت دراسة علاقة المرأة بالدراما.

بعض هذه الأوراق أشارت إلى أن المرأة المصرية مازالت تعاني من التهميش حتى في عرض القضايا التى تمسها بأي شكل والدراما التي تمثلها، فهي الأم المغلوبة على أمرها التى تربي ابنتها على الانكسار، وهي الممرضة اللعوب وهي المواطنة من الدرجة الثانية.

وأشارت الباحثة همسة سعيد في بحث قدمته لمعهد البحوث والدراسات العربية تناولت خلاله مجموعة من الدراسات التي ترصد دور السينما المصرية في معالجة قضايا المرأة، تناولت خلاله محورين أساسيين، المحور الأول يتعلق بالسينما المصرية والأفلام السينمائية الواردة فيها في حين تناول الثاني قضايا المرأة في مصر من خلال استعراض الدراسات العربية والأجنبية السابقة وتم التوصل إلى مجموعة من النتائج المستخلصة حول كيفية معالجة السينما وتناولها لقضايا المرأة المصرية وما هو وضع وحجم مساهمة المرأة في السينما كوسيلة اتصال جماهيرية، وما هي تأثيرات هذه الوسيلة على الصور الذهنية عن المرأة وقضاياها في أذهان الجمهور.. واستخلصت النتائج على النحو التالي:

أكدت معظم الدراسات التي تناولت تأثير الدراما والأفلام السينمائية على المشاهدين أن القضايا الاجتماعية للمرأة تعد من أكثر المواد التي يقبل عليها المشاهدون.

معظم المهن التي تم تقديمها في الأعمال الدرامية والسينمائية للمرأة كانت تقوم فيها بدور الأم أو ربة البيت.

قدمت معظم الأفلام السينمائية المرأة في صورة سلبية وأدوار تقليدية نمطية تسيئ لها ولإنجازاتها أكثر من الأعمال التي تبرز دورها وتنصفها وتسلط الضوء على حقوقها.

أوضحت الدراسات أن للأفلام السينمائية دوراً مؤثراً وفعالاً كوسيلة اتصال جماهيرية في إقناع الجماهير بالقضايا التي تتناولها هذه الأفلام مما يؤكد على أن حسن استغلال هذه الوسيلة سيؤثر بشكل إيجابي وفعال في تناول قضايا المرأة بشتى مجالاتها.

قدمت معظم الدراسات السابقة قضايا المرأة بشكل وصفي، إلا أن معظمها لم يقدم حلولاً جذرية أو مقترحات قوية لمعالجة هذه القضايا باستخدام الدراما السينمائية.

اهتمت الأفلام السينمائية بإظهار الذكور ودورهم مقارنةً بالنساء اللاتي كان دورهن ينحصر في دعم دور الرجل وإبراز إنجازاته أكثر و أكثر وإغفال دور المرأة وإنجازاتها أيضًا.

بالنسبة للدراسات التي تناولت قضايا المرأة في الدراما السينمائية بطريقة سلبية نمطية تم حصر تلك القضايا في إطار قضايا المجتمع، الفن والتجميل والديكور، ولم تتطرق إلى عمق المشكلات الاجتماعية التي أصبحت الآن تمس المرأة بشكل أساسي.

تكون العديد من الصور الذهنية السلبية عن المرأة لدى العديد من فئات الجمهور (الشباب، الرجال، وعن المرأة في نظر نفسها) في حين أن دراسات قليلة هي التي عبرت بعمق عن واقع وطبيعة القضايا والمشكلات التي تواجه المرأة المصرية.

أفادت الدراسات أن تحليل المضمون الدرامي السينمائي يساعد في تحديد السياسات والأيدلوجيات التي يجب أن تتبعها السينما والقائمون عليها للتعبير بشكل صادق وإيجابي عن قضايا المرأة المصرية.

في ضوء النتائج التي تم استخلاصها من الدراسات التي تناولها البحث تم توصل الباحثة همسة سعيد إلى بعض المقترحات:

- ضرورة الاهتمام بدراسة قضايا المرأة الحالية والراهنة بشكل متعمق للإلمام بكافة أسبابها ونتائجها وتأثيراتها للتعبير عنها بصدق وواقعية في الأعمال الدرامية.

- بما أن القائمين على العمل السينمائي هم المسئولرن عن تكون العديد من الصور الذهنية عن المرأة وقضاياها لدى الجمهور فمن الواجب على الجهات المعنية إلزام القائمين على السينما بإنتاح أعمال قيمة تهدف إلى تغيير هذه الصور بما يتفق مع الواقع وبما يتفق مع عدم إجحاف دور المرأة في المجتمع مع عدم الاهتمام بالربح المادي فقط الذي قد يؤدي إلى ظهور المرأة كسلعة وبشكل رخيص يفتقد للقيمة والاحترام.

- ضرورة إنتاج أعمال سينمائية نسائية تبرز قيمة المرأة ودورها الإيجابي كأم وكزوجة وكابنة وفي العمل وفي كافة المجالات.

- الاهتمام بدراسات الجمهور عن صورة المرأة في أذهانهم كل فترة للتأكد من أن الصور السلبية عن المرأة وقضاياها تتحسن وتتغير مع مرور الوقت ومع التعرض لمضامين درامية مختلفة.

- إنتاج أعمال سينمائية تمنح فيها النساء أدوارا توازي نفس دور الذكور في الفيلم من حيث مساحة الظهور وقوة الدور وقيمته مما ينم عن أن المرأة نصف المجتمع ولها نفس حقوق الرجل، فكلاهما يجب أن يلتزم بواجباته ليحصل على حقوقه.