أكد خبراء
بالشأن الأفريقي أن منتدى أفريقيا 2018 يؤكد استمرار الدور المصري في القارة وعملها
السياسي في أفريقيا وذلك في إطار انعقاده للعام الثالث على التوالي، موضحين أن
المنتدى يستهدف تعزيز التكامل الاقتصادي بين دول القارة وسيركز هذا العام على
قضيتين أساسيتين هما ريادة الأعمال وتمكين المرأة.
وتنطلق فعاليات
منتدى أفريقيا 2018، السبت المقبل، تحت شعار "القيادة الجريئة والالتزام الجماعى
نحو تعزيز الاستثمارات البينية الأفريقية" برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي
تنظمه وزارة الاستثمار والتعاون الدولي بالتعاون مع الوكالة الإقليمية للاستثمار بمنظمة
دول السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا الكوميسا.
قضيتين
أساسيتين
الدكتور
رمضان قرني، الخبير بالشأن الأفريقي، قال إن مصر تستضيف منتدى أفريقيا 2018 للعام
الثالث على التوالي بدءا من تدشينه عام 2016 يكتسب أهمية خاصة، مضيفا أن الحفاظ
على استمرارية عقد المنتدى بشكل دوري يؤكد ديمومة العمل السياسي المصري في القارة
السمراء ورعايتها لقضايا القارة.
وأوضح
قرني، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه منذ انطلاقه عام 2016 كان للمرة
الأولى في العمل الأفريقي يعقد منتدى أفريقي- أفريقي خالص بمشاركة مؤسسات أفريقية
هي الكوميسا ووزارة الاستثمار والتعاون الدولي المصرية والبنك الأفريقي للتنمية
والاستثمار، بعيدا عن المؤسسات الدولية.
وأضاف أن
المنتدى يسمح بتواجد أجندة أفريقية خالصة للتنمية في القارة تنطلق من احتياجاته
وقدراتها ورؤيتها لتحقيق متطلبات التنمية في كافة الدول الأفريقية، موضحا أن المنتدى
يؤدي للتشبيك بين مؤسسات القطاع الخاص ومجتمع رجال الأعمال والمؤسسات الحكومية في
القارة بجانب مؤسسات المانحين الدولية ما يحدث نقلة في التعرف على احتياجات
القارة.
وأشار إلى
أن المنتدى الذي سيفتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي السبت المقبل بشرم الشيخ مرتقب
أن يشارك في نحو ألفين شخصية و6 رؤساء لدول أفريقية بينهم رؤساء زيمبابوى، توجو، النيجر، ورواندا، مضيفا أن هذا الحضور
الرفيع له أهمية خاصة في العمل الأفريقي وسيناقش قضيتين أساسيتين هما ريادة
الأعمال وهو ملف كان مطروحا أيضا في منتدى شباب العالم ويمثل ركيزة أساسية في
القارة الأفريقية واقتصادياتها.
وأكد
الخبير بالشأن الأفريقي أن القضية الثانية هي تمكين المرأة في القارة الأفريقية،
مضيفا أن رسالة المنتدى الشراكة الأفريقية مع المجتمع الدولي وهو نجاح يحسب لمصر
وسيكون ذلك على رأس أجندتها خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي العام المقبل للوصول
بالقارة إلى قارة متحدة عالميا وهو هدف أجندة التنمية المستدامة 2063.
ولفت إلى
أن أبرز ما نجح المنتدى في تحقيقه في دورتيه السابقتين هو الحفاظ على استمرارية
واستدامة انعقاده واختراقه لقضايا أساسية تواجه القارة منها الاستثمار في البنية
الأساسية وتطوير آليات التنمية سعيا لتحقيق التنمية والتكامل في أفريقيا، مشيرا
إلى أن مصر تبعث برسالة واضحة باهتمامها بالتنمية والتكامل الإفريقي سياسيا
واقتصاديا وأمنيا.
تعزيز
التكامل الاقتصادي
وقال السفير
إبراهيم الشويمي، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، إن مصر تستضيف منتدى
أفريقيا 2018 في نسخته الثالثة للتركيز على قضايا الاستثمار والتنمية في القارة بهدف
النهوض بأوضاعها اقتصاديا وتنمويا، مضيفا إن هذا المنتدى يؤكد وضع مصر قضايا القارة
على رأس أولوياتها واهتماماتها.
وأوضح الشويمي،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المنتدى يركز على قضايا الاستثمار في البشر
والمواد الخام ورفع مستوى التنمية وتحقيق التقدم الصناعي والتجاري في القارة والاستفادة
من ثرواتها وموادها الخام وزيادة القيمة المضافة منها بدلا من تصديرها كمواد خام وإعادة
استيرادها مصنعة بتكلفة أعلى.
وأكد أن هذا
المنتدى الذي سيحضره عدد كبير من الرؤساء الأفارقة ويستهدف تعزيز التكامل الاقتصادي
بين الدول الأفريقية وتمكين المرأة وتتضمن فعالياته يوم لريادة الأعمال ويوم تمكين
المرأة إلى جانب اللقاءات والنقاشات لمساعدة اقتصاد القارة على النهوض، مضيفا إن هذا
المنتدى يتزامن مع قرب تولي مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي يناير المقبل 2019 بما يساعد
في ترتيب أولوياتها خلال عام توليها المنصب.
مصر لم
تغب عن القارة
وقال
السفير أحمد حجاج، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر لم تغب عن القارة الأفريقية
وقامت بجهد كبير طوال العقود الماضية ولا تزال تمتلك أكبر عدد من البعثات
الدبلوماسية في القارة وكذلك هناك أوجه عديدة للتعاون بين مصر وأفريقيا عبر
البعثات الرسمية العسكرية والوفود واستقبال المتدربين في أكاديمية ناصر العسكرية
وغيرها.
وأوضح في
تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه المنتدى سيناقش قضايا تمكين المرأة وريادة
الأعمال، وزيادة الاستثمارات الأجنبية والمحلية في الدول، مضيفا أن الكوميسا هي
أكبر منظمة في القارة ومنطقة اقتصادية كبيرة وأدت لزيادة حركة التبادل التجاري بين
مصر ودول القارة والصادرات المصرية للقارة والواردات من المواد الخام.