الأحد 16 يونيو 2024

في الذكرى 65 لإنشاء جريدة الجمهورية.. دار الهلال ساهمت بالخبرة في إصدارها

7-12-2018 | 18:19

تحل اليوم الذكرى الخامسة والستون على إنشاء جريدة الجمهورية، وهي الجريدة التي صدرت في السابع من ديسمبر 1953 لتكون لسان حال ثورة يوليو وتتبني أهدافها وتدافع عن سياستها ، وفي ذكراها نلقي الضوء على فكرة وخطوات نشأتها .

 

في الرابع من يوليو 1953 أجرى رئيس الوزراء جمال عبد الناصر عملية الزائدة الدودية بمستشفى الدكتور مظهر عاشور وذهب البكباشي أنور السادات لزيارته وتناقشا في أمر صحافة الثورة ، وفي ذلك اليوم طلب ناصر من السادات الإعداد لإصدار صحيفة للثورة ، فالسادات كان قد عمل لفترة طويلة في دار الهلال منذ عام 1948 حيث كتب مذكراته بمجلة المصور في ست حلقات بعنوان "30 شهراً في السجن" ونشرت الحلقة السادسة والأخيرة منها في عدد المصور بتاريخ 10 سبتمبر 1948، وكتب العديد من المقالات وصادق كبار الكتاب وأصحاب الدار آنذاك ، وما زال مكتبه الخشبي الأنيق موجوداً حتى الآن ويجلس عليه رئيس تحرير مجلة الكواكب .

 

طلب السادات من ناصر مهلة لبحث الأمر، فالجريدة اليومية تحتاج مطبعة خاصة وفريق من الصحفيين المهرة وفريق من الفنيين وعمال المطابع، علاوة على توفير مقر لإدارة التحرير وكم هائل من الورق والأحبار، وأيضاً إدارتين للإعلان والتوزيع، وهنا لجأ السادات لدار الهلال ليس بصفته الصحفية ولكن طالباً الخبرة والنصائح والمساندة من كل إدارات دار الهلال ومنها التحرير والتوزيع والإعلان والمطابع ، ولم يبخلوا عليه بأي نصائح أو إرشادات ومدوا له يد العون لظهور الوليد الجديد.

 

بعد إصرار ناصر على أن الجريدة لابد أن تظهر قبل نهاية عام 1953، استأجر السادات في شهر سبتمبر شقتين في الطابق الخامس بالعمارة رقم 36 بشارع شريف لتكونا مقراً لإدارة وتحرير الجريدة، والتقى السادات بفريق العمل والتحرير الذي تم اختياره لإصدار الجريدة، وحرص وفريقه على جلب نسخ من كل مايصدر من جرائد مصرية وأجنبية للاستفادة من تجاربها وخبرتها ومعرفة مقومات الانتشار، وفي أول أكتوبر 1953 بدأ حملة إعلانية موسعة تمهد لظهور جريدة الجمهورية كأول جريدة يومية تصدرها الثورة.

 

قامت هيئة التحرير بثورة يوليو بشراء دار صحيفة الزمان وبها المطابع التي تصلح لظهور جريدة الجمهورية، فقد كانت جريدة أخبار اليوم تطبع على نفس المطابع لفترة طويلة، وقام الفريق الفني بإعداد عدة ماكيتات للجريدة وبدأوا طبع بروفات منها حتى اتفقوا على الشكل النهائي ، أما تحرير الجريدة وكتابها فقد حرص السادات أن يكتب في الجريدة عدد كبير من الكتاب البارزين ومنهم طه حسين ولويس عوض ومحمد مندور وخالد محمد خالد ويوسف السباعي وكامل الشناوي ورجاء النقاش وعزيز أباظة، علاوة على مقالات رجال الثورة وأساتذة الجامعات .. وحددت السياسة التحريرية للجريدة بأن تكون على محورين وهما أن تكون جريدة رأي أولاً وخبرية في المقام الثاني .

 

في الثانية عشرة بعد منتصف ليل 6 ديسمبر 1953 وقف السادات مع عمال المطابع والفنيين ليشهد دورة الماكينات وهي تطبع النسخ الأولى من جريدة الجمهورية وحصل على عدة نسخ، وفي الصباح الباكر يوم 7 ديسمبر توجه إلى منزل الرئيس جمال ليسلمه النسخ الأولى من الجريدة في نفس الوقت الذي كان فيه باعة الجرائد يعلنون في الشوارع والميادين عن ميلاد جريدة الجمهورية، وكان عبد الناصر قد كتب افتتاحية العدد الأول تحت عنوان "دور الاستعمار في ضرب القومية العربية" .

 

استمرت جريدة الجمهورية في الصدور من مقريها بشارع شريف ومبنى دار الزمان بشارع الصحافة من عام 1953 حتى عام 1956 ، ثم انتقلت إلى مقرين آخرين أحدهما في 24 شارع زكريا أحمد والآخر في 5 شارع الريحاني ، ومن عام 2000 بدأ العمل والتجهيز للمقر الحالي لها، وقد تولى السادات منصب المدير العام للجريدة منذ نشأتها وحتى عام 1956 ثم رئيساً لمجلس إدارتها لمدة ثلاث سنوات أخرى، علاوة على مقالاته الدائمة في جريدة الجمهورية والتي رصد فيها صدام الأحزاب بالثورة وصراع القوى السياسية في الداخل، وأيضاً سجل تحركات الثورة في المجال العربي والدولي، علاوة على بعض المقالات المناهضة لتدخلات وأطماع الغرب في مصر آنذاك ومنها " المتعوس وخايب الرجا" و"المهرج الكبير" و"سكتنا له دخل بحماره" وفي هذا المقال هاجم سلوين لويد وزير خارجية بريطانيا لسعيه للحصول على موافقة أمريكا كي تقوم جمعية المنتفعين بتحصيل واردات قناة السويس بدلاً من الحكومة المصرية، وذلك بعد قرار ناصر الجرئ بتأميم القناة في يوليو 1956 .