الخميس 16 مايو 2024

«أوروبا مش جنة».. معدلات البطالة تزيد عن 8% وزيادات في الأسعار وانخفاض القوة الشرائية للعملة.. ومصريون بالخارج: التحديات الاقتصادية تواجه كل الشعوب.. ومصر بها فرص واعدة

تحقيقات11-12-2018 | 17:13

عمر حشيش: التحديات الاقتصادية تواجه كل الشعوب.. والركود وغلاء الأسعار أزمات عالمية

«الوطنية للمصريين بالخارج»: الصورة النمطية لأوروبا غير صحيحة.. ومصر بها فرص واعدة

خالد شقير: أوروبا ليست جنة وتواجه البطالة والتضخم وتراجع القوة الشرائية للعملة


كشفت التظاهرات في عدد من الدول الأوروبية خلال الأيام الماضية الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها شعوب تلك القارة العجوز، كالبطالة والتضخم وغلاء المعيشة والضرائب الباهظة بشكل أكبر من قدرة شعوب تلك الدول، فيما أكد مصريون بالخارج أن الصورة النمطية لأوروبا غير صحيحة في ظل الأزمات الاقتصادية الكبيرة كالبطالة وتراجع القوة الشرائية للعملة والتضخم، وفي المقابل تمتلك مصر فرصا واعدة ونجاحا في برنامجها للإصلاح الاقتصادي.

وتواجه فرنسا منذ عدة أيام احتجاجات على زيادة الضرائب على أسعار الوقود وتدهور الأحوال المعيشية وانخفاض القيمة الشرائية للعملة، وامتدت إلى دول أوروبية أخرى حيث شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل احتجاجات مشابهة، نظرا لتردي الأوضاع وارتفاع تكلفة المعيشة والأزمات الاقتصادية والاجتماعية هناك، وانتقلت المظاهرات أيضا إلى ألمانيا وهولندا وإسبانيا.

هذه الدول التي تمثل حلما لشعوب العالم الثالث للهجرة والانتقال إلى "رغد العيش بها" حسب تصورات تلك الكثير منهم، قبل انتشار حركة السترات الصفراء بين الدول الأوروبية والتي يعد بعضها دولا عظمى ذات اقتصاديات ضخمة كفرنسا وألمانيا، كشفت الأحداث الأخيرة ما تخفيه العناوين البراقة، من تدني لمستوى المعيشة وتراجع الأجور.

حيث تعاني فرنسا من التضخم، والبطالة التي تزيد نسبتها عن 9%، فضلا عن تراجع معدل النمو حيث انخفض نمو الاقتصاد الفرنسي بشكل حاد خلال الربع الأول من العام الجاري، ليسجل نسبة 0.3 في المائة، وهي أقل وتيرة للنمو في أكثر من عام.

كما شهدت فرنسا في وقت سابق خلال هذا العام احتجاجات عمال السكة الحديد ضد خطط الرئيس إيمانويل ماكرون لإصلاح هذه الصناعة مما كان له آثار سلبية على معدل النمو، وتعتبر أيضا من أعلى الدول من حيث مساهمة الضرائب في الاقتصاد، حيث يمثل أكثر من 46% من اقتصادها من حصيلة الضرائب.

الأمر نفسه ينطبق على كل أوروبا، فأعلن مكتب الإحصاءات الأوروبى "يوروستات" أغسطس الماضي أن معدل البطالة فى منطقة اليورو يصل إلى 8.1%، وكان انخفاض الرواتب سببا أيضا في الاحتجاج في برلين، نظرا لغضب عمال سكك الحديد من خفض رواتبهم، ومطالبتهم برفع أجورهم.


التحديات الاقتصادية تواجه كل الشعوب

عمر حشيش، رئيس الجبهة الوطنية للمصريين في الخارج، قال إن الحالة الاقتصادية الفرنسية متأثرة بالركود العالمي والتي أثرت بصورة مباشرة على كل شعوب العالم والخدمات ما أدى إلى تدني مستوى الأجور، مضيفا إن الصراعات في العالم غيرت الأولويات لدى قيادات الدول لمواجهة التحديات، ومحاولة الموازنة بين رفاهية الشعوب ومواجهة التحديات أصبحت المعادلة صعبة.

وأوضح حشيش، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن التحديات لا تختلف بين دولة نامية وأخرى متقدمة ، ففرنسا رغم أنها عضو دائم في مجلس الأمن ولها مكانتها في الاتحاد الأوروبي تمر بظروف صعبة كما يمر بها مختلف دول العالم، مشيرا إلى أن المواطنين يعانون في أغلب الدول من حالة الركود الاقتصادي والتحديات التي تواجه الأمم.

وأكد أن هذه الحالة ألقت بظلالها على حياة المواطنين في مختلف العالم ومنها أوروبا فأدت إلى أزمات ركود وارتفاع الأسعار وعدم القدرة على تحمل أية أعباء إضافية جديدة ورفض الضرائب على أسعار الوقود التي كانت الشرارة رغم دوافع أخرى سبقتها ، مضيفا إن التحديات هذه جعلت المواطنين يطالبون بزيادة الرواتب ورفض أية أعباء جديدة.

وأشار إلى أن هذا كله يثبت أن المواطنين في الغرب لا يعيشون في رفاهية وأنهم غير قادرين على تحمل أية ضرائب جديدة أو زيادات في ظل زيادة معدل الضرائب على الفرد وارتفاع أسعار كافة السلع الأساسية العادية وتدني الأجور، مؤكدا أن هذه الأزمات عالمية ولا تعاني منها الدول العربية فقط وإنما هي نتيجة لتحديات أمام الاقتصاد العالمي.

وأضاف حشيش إن ما يحدث في دول أوروبا كفرنسا وبلجيكا هو رسالة لكل المواطنين في الداخل والخارج بضرورة الالتفاف حول القيادة الوطنية لأنها لا تدخر جهدا في تلبية رغباتهم واحتياجاتهم في حدود المتاح.

 

صورة غير صحيحة

وقال علي شلبي، منسق الجبهة الوطنية للمصريين في الخارج والمقيم بفرنسا، إن الحالة الاقتصادية في أوروبا في ترد رغم أن متوسط دخل الفرد 1200 يورو لكن غلاء المعيشة سواء بالنسبة للسكن أوالسلع الأساسية والخدمات والانتقالات تجعل مستوى حياة المواطن في تراجع.

وأوضح شلبي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مصر رغم مرورها بظروف صعبة لكنها تسير في الطريق الصحيح ونجحت تجربة الإصلاح الاقتصادي  بشكل كبير وبها فرص واعدة، مضيفا إن الوضع في فرنسا يزداد صعوبة حيث تفرض ضرائبا باهظة وبدءا من يناير المقبل سيكون الدفع مقدما وليس لاحقا في نهاية العام كما كان مقررا.

وأكد أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي في أوروبا ليس كما يتصوره الكثيرون، والصورة النمطية انتهت ،فالعمل في هذه الدول الآن أصبح أزمة حيث تزداد معدلات البطالة والتسول والهجرة غير الشرعية، وقد امتدت التظاهرات تنتقل إلى ألمانيا وبلجيكا وهولندا، مضيفا أنهم استغلوا ملف حقوق الإنسان للضغط على مصر وفي المقابل لم يعقبوا عليها في فرنسا وتجاهلوا التجاوزات التي حدثت بحق المتظاهرين.

 

أبرز الأزمات

فيما قال خالد شقير، الكاتب الصحفي المقيم بفرنسا ورئيس جمعية مصر فرنسا، إن فرنسا ومختلف الدول الأوروبية تعاني من أزمات اقتصادية شديدة منذ عدة سنوات، وخسرت الشركات الأوروبية الكثير من أموالها خلال الأزمة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح شقير، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن أبرز الأزمات الاقتصادية في أوروبا تتمثل في البطالة والتضخم وغلاء الأسعار مع انخفاض القوة الشرائية للعملة ، مضيفا إن الأوضاع مضطربة أيضا بسبب مشاكل الهجرة التي تؤرق أوروبا.

وأشار إلى أنه في المقابل فإن مصر تسير في الطريق الصحيح بجذب الاستثمارات الحقيقية، ومع زيادة تحقيق الأمان تزداد الرسائل الإيجابية ، مضيفا إن هذا يتحقق بالقضاء على الإرهاب وداعميه بفضل جهود القيادة السياسية والجيش المصري.

وعن التظاهرات الأخيرة في فرنسا أكد أنها هزة للاقتصاد الفرنسي، وتستهدف تحطيم دولة كبيرة من دول الاتحاد الأوروبي وبالتالي تفكيكه، مضيفا إنه بعد إجراءات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والتي ستكلف الخزينة الفرنسية 12 مليار يورو، فإن هدف استمرار أصحاب السترات الصفراء في الشارع يبقي واضحا وهو التعنت ومحاولة إقصاء الرئيس.