شدد
مراقبون على ضرورة توعية الشباب العربي بحقيقة الأوضاع في أوروبا التي تعاني أزمات اقتصادية واجتماعية طاحنة، مشيرا إلى أن مظاهرات «السترات الصفراء» في فرنسا
كشفت حقيقة الأزمات هناك وأسقطت القناع عن الحريات الزائفة ورغد العيش الكاذب،
فضلا عن الاضطهاد الذي يعاني منه المهاجرون هناك والذي سوفيزداد سوءا بعد الاحتجاجات
الأخيرة.
وشهدت فرنسا
خلال الأيام الماضية مظاهرات حاشدة في قلب العاصمة الفرنسية باريس رفضا للإجراءات الاقتصادية
وارتفاع أسعار المحروقات، امتدت إلى بعض المدن الدول الأخرى الأوروبية.
الحالمون
بالهجرة
يقول السفير
محمد العربي، وزير الخارجية الأسبق، إن الاحتجاجات الفرنسية سيكون لها أثر سلبي كبير
على المهاجرين في باريس وباقي المدن الأوروبية خاصة وأن المجتمع الأوروبي يعتبر المهاجرين
جزءا من أزماته الاقتصادية، مؤكدا أن المجتمع الأوربي تعصف به الأزمات الاقتصادية وصورته ليست وردية كما يعتقد الشباب العربي الذي يصدم عندما يعبر إلى الجانب الآخر من الشاطئ.
ولفت وزير
الخارجية الأسبق لـ«الهلال اليوم» إلى أن الأحداث الجارية الآن في فرنسا ستكشف العديد
من الوقائع أمام الشباب العربي الحالم بالهجرة إلى هناك، مؤكدا أن أبناء الدول
العربية وخاصة الإفريقية يتعلقون بأحلام وردية عن المجتمع الأوروبي ورغد العيش فيه على
خلاف الحقيقة والتي يعاني منها المهاجرون العرب هناك.
وشدد على
ضرورة ترسيخ الولاء والانتماء في نفوس الشباب المصري والعربي الحالم بالهجرة إلى الخارج
لأن الواقع عكس الشائع المنتشر في أذهان الشعوب العربية، لافتا إلى ضرورة ترسيخ مبادئ
الوعي والثقافة القائمة على الشفافية والمصداقية ووضع برنامج متكامل لتوعية الشباب
بحقيقة الأوضاع.
الشباب
العربي مخدوع
وقال النائب
أحمد الجزار عضو لجنة الشئون العربية بالبرلمان، إن الشباب العربي يتعلق بسراب الهجرة
الخارجية والأحلام الوردية رغم الأزمات الكبرى التي تعاني منها المجتمعات الغربية،
مشيرًا إلى أن الاحتجاجات والغضب الشعبي في فرنسا كشفا عن حجم الأزمات والتحديات التي
تعاني منها أوروبا.
وشدد عضو
لجنة الشئون العربية لـ«الهلال اليوم» على ضرورة توعية الشباب العربي بحجم التحديات
التي قد تواجههم في الخارج، وتوضيح حقيقة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية هناك، فضلًا عن أن المهاجرين الشرقيين يُعاملون بـعنصرية وتفرقة كبيرة بينهم وبين السكان الأصليين وسط صعود
قوي لليمين المتطرف في أوروبا.
وأكد
"الجزار"، أن مصر تشهد نهوضًا اقتصاديا منقطع النظير رغم الإجراءات الصعبة
التي تنتهجها الحكومة للخروج من أزماتها الاقتصادية، لافتا إلى أن تحمل العلاج المر
أفضل بكثير من الغربة والإهانة وسط ظروف صعبة، وحياة تتأرجح بين التفرقة الغربية والأزمات
المعيشية، مطالبًا الشباب بالتحمل والصبر في وجه الأزمات المتكررة.
الغرب
غارق في أزماته
وقالت النائبة
سامية رفلة، عضو لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان، إن الأحداث الجارية في فرنسا كشفت
عن حجم التحديات والأزمات التي يعاني منها المجتمع الأوروبي الذي يعتقد البعض أن حياتهم وردية ، مشيرا إلى أن غياب التوعية والثقافة داخل الشعوب العربية جعلهم يندفعون
وراء أحلام ما وراء البحر رغم الصعوبات التي يواجهها المهاجرون هناك.
وأكدت عضو
لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان لـ«الهلال اليوم» أن العالم بأثره يشهد أزمة اقتصادية
وتذبذبا وعدم استقرار في خطط التنمية، مشيرة إلى أن فرنسا تواجه مخططا من قبل دول أخرى
كما حدث مع بعض الدول العربية وعلى رأسها مصر إبان أحداث يناير من عام 2011.
وربطت النائبة
البرلمانية بين مساعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإقامة جيش أوروبي موحد وبين
المظاهرات القائمة باعتبار أن ذلك يهدد مستقبل القوى العظمى الكامنة في الولايات المتحدة
الأمريكية، مشيرة إلى أن أوروبا تعاني أزمة اقتصادية وليس فرنسا فقط فضلا عن عمليات
الكساد وارتفاع معدل البطالة.
ولفتت إلى
أن الدول الأوربية تعاني أزمات طاحنة ولا يجوز أن يعبر شبابنا البحر ليواجه
حياة قاسية ومريرة، موضحة أن مصر تسير على بخطوات ثابتة في برنامج الإصلاح الاقتصادي
التي سنجني ثماره في القريب العاجل والذي يحظى بتأييد دولي واسع، مطالبة الشباب بالتحمل
والصبر لتحقيق النتائج المرجوة التي شارفت مصر على الانتهاء منها.
وبينت أن
الحياة في المجتمع الغربي ليست وردية كما يعتقد الشباب في الوطن العربي، فضلا عن أنه
يعمل في وظائف أقل من مؤهله العلمي، مؤكدة أن مصر تحقق نتائج مبهرة وضخمة وكبيرة في
الإصلاح الاقتصادي سوف تحقق الرخاء للجميع.