ألقى الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة
المتجددة، كلمة أثناء مشاركته في مراسم توقيع عقد إنشاء "سد روفيجى" بجمهورية
تنزانيا المتحدة، التي شهدها الرئيس التنزاني والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء.
وأعرب وزير الكهرباء في بداية كلمته عن تقديره العميق لحكومة وشعب جمهورية
تنزانيا الشقيقة، وكذا سروره من مشاركته فى
مراسم حفل توقيع عقد إنشاء "سد روفيجى" بجمهورية تنزانيا، موضحاً أن
"سد روفيجى" يعد من أكبر السدود لإنتاج الطاقة الكهرومائية على نهر روفيجي
في شرق أفريقيا، حيث تبلغ قدرته 2100 ميجاوات، وسوف يؤدى إلى إحداث نقلة اقتصادية لدولة
تنزانيا.
وأضاف الوزير: انه لفخر لنا أن نشهد اليوم فوز شركتين
مصريتين رائدتين هما "المقاولون العرب والسويدي إلكتريك" بمناقصة إنشاء هذا
المشروع العملاق في بلدنا الشقيق تنزانيا، الأمر الذي يؤكد استمرار التعاون القائم
بين مصر وكافة الدول الأفريقية، والتزام مصر دوماً بالوقوف جنباً إلى جنب مع البلدان
الأفريقية الشقيقة.
وأكد شاكر على اعتزاز مصر بعلاقاتها مع الأشقاء
في القارة الإفريقية، ولا سيما دول حوض النيل، لافتاً إلى أن هذه الدول تتقاسم نفس
المصير، "ماء واحد دم واحد"، وهي علاقات تمتد جذورها في أعماق التاريخ، وقد
شهدت مؤخراً نقلة نوعية فتحت آفاقاً جديدة للتعاون في مختلف المجالات، وذلك انطلاقاً
مما يجمعها من مصالح مشتركة، وبما يحقق إقامة شراكة حقيقية بين أبناء القارة.
وقدم الدكتور شاكر التهنئة لشركتي المقاولون العرب
والسويدى إليكتريك صاحبتى الخبرة المتميزة
في مشاريع الطاقة والبنية التحتية في مصر وأفريقيا، متمنياً لهما كل النجاح
والتوفيق. وأضاف أن الطاقة الكهربائية تعد من مفردات التنمية الاقتصادية والاجتماعية
والبيئية للدول، حيث أصبح التقدم الحضارى يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتطور إنتاج وإستهلاك
الطاقة الكهربائية، مؤكدأً أن مشروع سد روفيجي للطاقة الكهرومائية سيساهم في إحداث
نهضة صناعية بتنزانيا، كما سيؤدى إلى التغلب على العجز فى الطاقة الكهربائية وتوفيرها
لتلبية كافة متطلبات التنمية، وكذا خلق الكثير من فرص العمل وجذب الاستثمار، من أجل
تحسين مستوى معيشة المواطنين بتنزانيا.
كما أضاف وزير الكهرباء أنه من المتوقع أن يتم تصدير
فائض الطاقة الكهربائية المولدة من سد روفيجي إلى باقى دول شرق إفريقيا، لافتاً إلى
أن تنزانيا تمثل نقطة الاتصال بين تجمع الطاقة
لدول جنوب إفريقيا (SAPP ) وتجمع الطاقة لدول شرق إفريقيا (EAPP)،
كما أضاف أن مصر تسعى من خلال عضويتها في تجمع الطاقة لدول شرق إفريقيا (EAPP) إلى تعزيز التعاون الإقليمي من أجل تحقيق
مزيد من التكامل بين مشروعات الطاقة الكهربائية فى القارة الإفريقية كما تواصل تحركاتها
الإقليمية الناجحة والقيام بدورها فى إفريقيا من خلال المشاركات في كل الفعاليات الافريقية
وفى مقدمتها القمم الإفريقية وكذا المشاركة بفاعلية فى المنظمات الأفريقية التى تحمل
صوت وقضايا أفريقيا للعالم.
وأشار شاكر في كلمته إلى الربط الكهربائى الإقليمى
الذي يلعب دوراً أساسياً فى تحقيق أمن الطاقة على المدى القصير والطويل، مشيراً إلى
أن مصر لهذا تشارك بفاعلية في جميع مشروعات الربط الكهربائي الإقليمية، حيث ترتبط مصر
كهربائياً مع دول الجوار شرقاً (مع الأردن) وغرباً (مع ليبيا)، كما يتم جنوباً اتخاذ
الخطوات التنفيذية لإنشاء خط الربط الكهربائى بين مصر وجمهوية السودان الشقيق والمتوقع
دخوله الخدمة مطلع العام القادم لنقل قدرة كهربائية تصل إلى 300 ميجاوات، مضيفاً أن
تم أيضاً توقيع مذكرة تفاهم للربط الكهربائي شمالاً مع قبرص واليونان فى قارة أوروبا،
وبذلك تكون مصر مركزاً محورياً للربط الكهربائي بين ثلاث قارات (أفريقيا ـ آسيا ـ أوروبا).
ولفت شاكر إلى أن الربط الكهربائى بين قارة أفريقيا
وأوروبا سوف يعمل على استيعاب الطاقات الكهربائية الضخمة التى سيتم إنتاجها من مصادر
الطاقات المتجددة فى أفريقيا، مشيراً إلى أن مصر لتحقيق ذلك تعمل بشكل فعال مع كافة
تجمعات الطاقة والتجمعات الاقتصادية الإقليمية ومنها النيباد، والاتحاد الأفريقي، وعلى
المستوى الدولي مع منظمة الربط الكهربائى العالمى
(GEIDCO) ، والوكالة الدولية للطاقة
المتجددة (IRENA) وغيرها.
وأضاف الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة
المتجددة في كلمته، أن سد روفيجي لعتباره مصدراً للطاقة النظيفة والمتجددة، سيساهم
بنصيب كبير فى تفعيل مبادرات الطاقة المتجددة في أفريقيا ودعم المجهودات المبذولة لمجابهة
التغيرات المناخية، وأكد أنه قطاع الكهرباء المصري أصبح لديه خبرات متميزة في النواحي
المتعلقة بالسياسات والتشريعات وإعادة الهيكلة، وكذا الدراسات الخاصة بالتكنولوجيات
المتطورة لمحطات توليد الكهرباء، ويمكن التعاون مع الأشقاء بجمهورية تنزانيا فى هذه
المجالات، ومن أهمها إعداد استراتيجية إنتاج ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية، والدعم
الفنى لتقييم مصادر الطاقات الجديدة والمتجددة، والتعاون فى دراسات مشروعات الربط الكهربائى،
وإعداد الدراسات الخاصة بتدعيم وتحديث شبكات نقل وتوزيع الكهرباء ومشروع تحسين الخدمات
المقدمة للمواطنين، وإعداد تعريفة التغذية لمشروعات الطاقة المتجددة وتأهيل الشركات
للمشاركة فى تنفيذها، وإعداد التشريعات الخاصة بتحفيز الاستثمار فى مجالات الكهرباء
والطاقة المتجددة وإعداد ومراجعة اتفاقيات شراء الطاقة، وإعادة هيكلة تعريفة الطاقة
الكهربائية والجوانب التنظيمية لقطاع الكهرباء والطاقة المتجددة .
وأوضح شاكر أن قطاع الكهرباء المصري يلتزم بالتضافر
مع نظيره التنزانى لتنفيذ هذا المشروع الهام من خلال نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات
وتعظيم المشاركة المحلية في تنفيذ المشروع لما تمتلكه مصر من إمكانيات متميزة في مجال
تصنيع مهمات القوى الكهربائية، حيث بلغت نسبة المكون المحلي بالمشروعات الكهربائية
فى مصر 100% من مهمات شبكات توزيع الكهرباء وشبكات النقل حتى جهد 220 كيلوفولت، بالإضافة
إلى 42% من مهمات محطات توليد الكهرباء، وذلك من خلال قاعدة صناعية كبيرة، وقال وزير
الكهرباء: إننى على ثقة من أن الشركات المصرية العاملة في مجال تصنيع المعدات الكهربائية
لن تدخر وسعاً للوقوف بجانب شركات تنفيذ مشروع روفيجي وتوفير المكونات المطلوبة بسعر
تنافسي وجودة عالية.
وأضاف وزير الكهرباء في كلمته أن قطاع الكهرباء
المصري يقوم بتوفير برامج تدريبية لبناء القدرات
للمهندسين وكافة العاملين في مجال تشغيل وصيانة مشروعات الطاقة الكهربائية، حيث يمتلك
هذا القطاع عدد (22) مركز تدريبى متخصص في مجالات إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء ومنها
مركز تدريب أسوان للطاقة المائية المعتمد من منظمة المرافق الكهربائية الأفريقية (APUA).
وأشار إلى أن التعاون المصرى الإفريقى في مجال بناء
القدرات والدعم الفني يمثلُ سياسة مصرية طويلة الأجل، حيث بلغ عدد المتدربين من الدول
الإفريقية فى قطاع الكهرباء المصرى حوالى 7805 منذ بداية عام 2003 من بينهم 208 متدرب
من تنزانيا فى مختلف مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة. واستمراراً لدعم الأشقاء بدولة
تنزانيا، أعلن شاكر أن وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصرية ستقدم برنامج تدريبى
ممول بالكامل لعدد (25) متدربًا تنزانيًا وفقًا لاحتياجاتهم ومتطلباتهم التدريبية.
وفي ختام كلمته أكد الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة،
على أن تحقيق التعاون الإقليمى فى مجال الطاقة الكهربائية سوف يكون له المردود الإيجابى
على استخدام الموارد الطبيعية المتنوعة للطاقة بشكل أمثل، وتحقيق تنمية إقليمية مستدامة
تعتمد على تكامل سياسات الدول لحاضر ومستقبل الطاقة، وإيجاد منظومة كهربائية تربط بين
دول القارة الأفريقية.
كما كرر التهنئة لحكومة وشعب تنزانيا الشقيق على
هذا المشروع العظيم، متمنياً أن نكون معاً قريباً للاحتفال بافتتاحه وتشغيله.