أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد اليوم الأربعاء، ووزيرة خارجية النمسا كارين كنايسل، أهمية دفع جهود المجتمع الدولي لحل قضايا المنطقة بالطرق السلمية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد، ووزيرة خارجية النمسا كارين كنايسل، عقب اجتماعهما اليوم في ديوان عام وزارة الخارجية الكويتية، بمناسبة زيارتها الرسمية، والوفد المرافق إلى الكويت؛ حيث تناول الاجتماع مجمل العلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط البلدين الصديقين، وسُبل تعزيزها وتطويرها في كافة المجالات، كما تم استعراض أوجه التعاون القائمة بينهما على مختلف المستويات، وبحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى مناقشة القضايا محل الاهتمام المشترك.
وقال وزير الخارجية الكويتي إن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين متينة وقوية على مدى أكثر من 53 عاماً، تخللتها العديد من الزيارات بين المسؤولين في البلدين الصديقين، والتي ساهمت في توطيد العلاقات وتعزيزها في شتى المجالات وعلى مختلف المستويات، مؤكدة أن هذه الزيارة، ستعزز من فرص استكمال التعاون في كافة المجالات، خاصة وأن آخر زيارة لوزير خارجية النمسا إلى الكويت كانت عام 1984.
وأعرب عن تقدير الكويت للدور البارز والحيوي للنمسا خلال رئاستها الحالية للاتحاد الأوروبي، لا سيما جهودها المقدرة تجاه مجمل القضايا الإقليمية، مشيدا بالوقت ذاته، بالخطوة الإيجابية المتمثلة في افتتاح بعثة الاتحاد الأوروبي في الكويت، والتي ستسهم في تعزيز العلاقات بين الجانبين على كافة المستويات وفي جميع المجالات.
وأوضح أن مباحثات الرسمية مع وزيرة الخارجية النمساوية كارين كنايسل تناولت آليات تطوير أوجه التعاون والشراكة في كافة المجالات، كما تم التطرق - بشكل خاص - لكيفية الارتقاء بالعلاقات المشتركة المميزة، خاصة على المستوى الاقتصادي والتجاري، نظرا للتعاون الكبير القائم بين البلدين في هذا المجال، وللمكانة التي تتمتع بها النمسا كشريك اقتصادي مهم للكويت، فضلا عن إجراء مباحثات مستفيضة حول مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك، وآخر المستجدات المحورية والرئيسية على الساحتين الإقليمية والدولية.
من جانبها، أكدت وزيرة خارجية النمسا أن بلادها لاعب رئيسي في الاتحاد الأوروبي، مشيدا بعمق العلاقات النمساوية الكويتية، موضحة أن زيارتها تصب في صالح تعزيز العلاقات الثنائية والتشاور بين البلدين الصديقين، لافتا إلى استفادتها من اللقاءات التي جمعتها مع المسئولين الكويتيين، واصفة المحادثات بالمفيدة والفعالة.
وأوضحت كنايسل - خلال المؤتمر الصحفي - أن المباحثات تطرقت إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، على الساحتين الإقليمية والدولية، فضلا عن إمكانية مشاركة الشركات النمساوية في رؤية الكويت الطموحة (2035).
وأشادت كنايسل بالدور الذي تلعبه الكويت، على صعيد مجلس الأمن الدولي، ودورها المحوري على صعيد مجلس التعاون الخليجي في حل النزاعات، مثمنة في ذات السياق جهود صاحب الأمير الشيخ صباح الأحمد في حل الأزمة الخليجية.
وردا على تباين وجهات النظر الملحوظ في الاتحاد الأوروبي حول الأزمة اليمنية، واستمرار تصدير بعض الدول الأوروبية للسلاح لأطراف الصراع اليمني، شددت وزيرة الخارجية النمساوية على أن بلادها بلد محايد، ويجب أن تتعاون مختلف دول الاتحاد الأوروبي في وقت تصدير السلاح، مؤكدة انه لا بديل عن الحوار لحل الأزمة اليمنية بالطرق السلمية، لافتة في الوقت نفسه بمدى علم بلادها بمدى الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الشعب اليمني.
وفيما يتعلق بمستقبل المنطقة في ظل التحديات الراهنة، أشارت إلى خبرتها الطويلة بالمنطقة؛ حيث قضت أيلول الأسود (أحداث فلسطين) في الأردن، وقضت فترات طويلة في فلسطين ولبنان، وسوريا، مشيرة إلى اهتمام بلادها بمختلف قضايا المنطقة، موضحة أن بلادها تهتم اهتماما بالغا بضرورة استمرار الحياة في مناطق النزاع والتخفيف من وطأة معاناة الشعوب فيها، معربة في الوقت نفسه عن تفاؤلها بمستقبل المنطقة، خاصة في ظل ما لمسته من إصرار مواطنيها الكبير على مواصلة الحياة، رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها، وأنها على يقين من أن الحياة ستستمر.
وردا على لقائها الذي كان مقررا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قالت وزيرة الخارجية النمساوية إنه لم يكن مقررا أن تلتقي بالرئيس الروسي، لكنها كانت ستلتقي بوزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف في الثاني من ديسمبر الجاري، لكنه تم إلغاء الزيارة في أعقاب كشف قضية التجسس الروسي في فيينا منتصف نوفمبر الماضي، مشيرة إلى أنها ستواصل التشاور مع الجانب الروسي حول مختلف قضايا المنطقة، خاصة في ظل الدور الروسي المهم في منطقة الشرق الأوسط، ولاسيما في الملف السوري.
وردا على أسئلة الصحفيين، أعرب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي عن شكره وتقديره للسويد، لاستضافتها المشاورات اليمنية، وحث الأشقاء اليمنيين على استثمار هذه الفرصة للتوصل إلى اتفاق ينهي المأساة الدامية في اليمن.
وأشار الخالد إلى أن الكويت استضافت المشاورات اليمنية على مدى نحو 110 أيام وكانت تأمل أن يستفيد الطرفان من تلك المشاورات، والتوقيع على ما تم التوصل إليه من حل شامل، مشددا في الوقت نفسه على عدم وجود بديل عن الحل السياسي لإنهاء الأزمة اليمنية.
وأكد وزير الخارجية الكويتي أن المنطقة تمر - حاليا - في مخاض عسير وتحد كبير، مما يضاعف من المسؤوليات لحشد الجهود؛ لوقف نزيف الدم، سواء في اليمن، أو سوريا، أو ليبيا، أو أي مناطق أخرى، مشددا على ضرورة حشد المجتمع الدولي، للتركيز على الحلول السياسية لجميع هذه القضايا، وإعطاء شعوب هذه الدول، القرار لرسم مستقبلها، مع مساعدتهم في النواحي الإنسانية.
وعن زيارة وزير النفط الكويتي بخيت الرشيدي إلى السعودية بشأن المنطقة المقسومة، وهل هناك بوادر لإنهاء المشكلة، قال الخالد "إن العلاقات الكويتية السعودية تستوعب أي أمر طارئ يمر على هذه العلاقات، ونحن قادرون بقيادة الأمير، وخادم الحرمين الشريفين، على مواصلة لقاءاتنا، وبحث كل أوجه ما يتعلق بالمنطقة المقسومة، ونتمنى أن نصل إلى حل لهذا الموضوع في أقرب وقت".