السبت 28 سبتمبر 2024

الرئيس يوجه بإطلاق برنامج لتشجيع الفلاحين بالتوسع في الصوب الزراعية.. وخبراء: حل لمواجهة تبوير الأراضي الزراعية ودعم للمشروعات الصغيرة.. والدولة تحقق التنمية الشاملة

تحقيقات22-12-2018 | 17:11

خبير مياه: الدولة تحقق التنمية الشاملة.. وتشجيع المزارعين لبناء الصوب حل لمواجهة «التبوير»

«أبوصدام»: توجيهات الرئيس للتوسع في الصوب الزراعية دعم للمشروعات الصغيرة

«زراعة النواب»: «الصوب الزراعية» مشروع قومي.. ومناقشة توجيهات الرئيس لدعم الفلاح باجتماع اللجنة


توجيهات هامة أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم للتوسع في الصوب الزراعية ومواجهة مشكلة تبوير الأراضي، وصفها مراقبون بأنها حل مهم لتلك الظاهرة وتعمل على دعم المشروعات الصغيرة وتشجيع المزارعين لعمل تلك الصوب نظرا لارتفاع تكلفتها عليه، مؤكدين أن الجهات المعنية عليها ترجمة تلك التوجيهات ببرامج بقروض ميسرة وهو ما ستناقشه لجنة الزراعة بمجلس النواب في اجتماعاتها مع الوزراء.

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد وجه مسئولي وزارتي الزراعة والتضامن وجهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بإقناع مواطني القرى بعدم تبوير أراضيهم الزراعية والبناء عليها، بهدف كسب المال، بوضع برنامج تمويل بفائدة بسيطة لتشجيع المواطنين على عمل صوبة زراعية تحقق له عائد مادي مناسب، مؤكدا أن إجراءات حماية الأراضي الزراعية من التبوير ليست أمنية أو بهدم البيوت فقط، إنما بتطبيق بدائل أخرى لتشجيع المواطنين على عدم البناء على الأراضي الزراعية.

وقال الرئيس "بدل ما تبني بيت وتبور قيراطين أو ثلاثة على أمل الحصول على عدة آلاف من الجنيهات، هنساعدك تعمل صوبة بعائد مثل عائد البيت اللي أنت عاوز تبنيه وتسيبه"، مضيفا موجها حديثه للمسئولين: "اتحركوا في برنامج زي كده، ووضحوا للناس بدل ما يبني بيت ويبور قيراطين علشان 300 ألف جنيه، لأ.. تعالى قول له خش برنامج للصوب بتمويل بفائدة بسيطة وندخل الناس في منظومة توفر ميه وتحافظ على الرقعة الزراعية".

 

حل لمواجهة «التبوير»

الدكتور نور أحمد عبد المنعم، خبير الموارد المائية، قال إن مشروع الـ 100ألف صوبة زراعية الذي افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي إحدى مراحله اليوم بمدينة العاشر من رمضان خطوة على طريق التنمية التي تشهدها الدولة خلال الفترة الحالية في كافة المجالات سواء الإنشاء والتعمير أو المدن الجديدة والمصانع أو الأنفاق والطاقة وكذلك الزراعة.

وأوضح عبد المنعم، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس كان قد وعد بمشروع الـ100 ألف صوبة قبل عامين تقريبا وافتتح مرحلة منه في مرسى مطروح واليوم في العاشر من رمضان ليفي بوعده، مضيفا إن هذا الحجم من الصوب الزراعية تضيف للإنتاج الزراعي وتكمل الاكتفاء الذاتي ويخصص جزء منها للتصدير.

وأضاف أن هذا المشروع خطوة هامة من خطوات التنمية المختلفة في قطاع الزراعة والري بعد مشروعات المزارع السمكية ومحطات تحلية المياه لأن الهدف الإستراتيجي للدولة يركز على التنمية بمعناها الشامل عسكريا وأمنيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وزراعيا.

وأكد أن توجيه الرئيس بمساعدة المزارعين ببرامج للتوسع في الصوب الزراعية مهم لأنها علاج لمشكلات عديدة كالتصحر وتقلص مساحة الأراضي الزراعية نتيجة التبوير والبناء المخالف، مضيفا إن الصوبة تتميز بأنها تكون بأحجام ومساحات وأطوال متفاوتة والفدان منها يعطي إنتاجية 4 أضعاف الفدان من الأرض المكشوفة وتساهم في توفير الحاصلات الزراعية في غير موسمها ولا يوجد بها مخصبات أو أسمدة كيماوية.

وأشار خبير المياه إلى أن منتجات الأراضي المحمية أو الصوب خالية من الأسمدة الكيماوية ما يساعد على تهيئة المناخ البيئي للنمو الطبيعي وتنتج غذاء سليما صحيا ومفيدا للإنسان وللبيئة، مضيفا إن توجيه الرئيس اليوم يوفر الدعم للمزارعين ويشجعهم على التوسع وهذا الدعم سيعود بتوفير السلع الغذائية للمواطنين بأسعار مناسبة ويحد من تبوير الأراضي والبناء المخالف.

 

دعم المشروعات الصغيرة

فيما قال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن مشروع الـ100 ألف صوبة زراعية يعتبر أكبر حدث تاريخي في الزراعة الحديثة منذ عام 1952، مضيفا أن هذه الصوب توفر المستلزمات الزراعية سواء الأسمدة أو التقاوي وكذلك ترشد استهلاك المياه وتعطي محصولا أكبر بمواصفات جودة أعلى وتوفر الأصناف المطلوبة في جميع أوقات السنة.

وأضاف أبو صدام، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الصوب الزراعية أيضا لا تتأثر بالتغيرات المناخية لأنها محمية كما تسهم في توفير فرص عمل والقضاء على البطالة في العمالة الزراعية، مشيرا إلى أن الـ100 ألف صوبة زراعية تعطي إنتاجية تماثل مليون فدان لأن الفدان فيها بمثابة 10 أفدنة من الأراضي المكشوفة كما أنها تمنع الأزمات في العروات المحيرة.

وأكد أن توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بتبني الحكومة برنامجا لدعم المزارعين لعمل صوب زراعية جاء في محله وسيعمل على مواجهة مشكلة البناء الأراضي الزراعية إلى جانب توفير فرص عمل وتشجيع المشاريع الصغيرة لتنتشر في جميع أنحاء مصر وتوفير التمويل اللازم للتوسع في المساحات المزروعة، لأن مصر تستخدم 8.5 مليون فدان من أصل 238 مليون فدان صالحين للزراعة.

وأوضح أن جهات الدولة المعنية عليها ترجمة تلك التوجيهات بتوفير قروض ميسرة على فترات زمنية كبيرة أو توفير مستلزمات الصوب الزراعية للفلاحين لتشجيعهم على التوسع فيها.

 

مناقشات بالبرلمان

قال رائف تمراز، وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب، إن مشروع الـ100 ألف صوبة زراعية الذي افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي مرحلة منه في مدينة العاشر من رمضان هو مشروع قومي اقتصادي يؤدي لتشغيل الشباب والاكتفاء الذاتي من الحاصلات الزراعية وتصدير الفائض للخارج .

وأوضح تمراز، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس وعد بتوفير المنتجات الطبيعية "الأورجانيك" للمواطنين بدلا من كونها مقتصرة على فئة معينة من الشعب لتكون متاحة للجميع في الأسواق المحلية، مضيفا أن المشروع يضم محطة فرز وتعبئة على أعلى مستوى وستساهم في تنمية محافظة الشرقية.

وأشار إلى أن الصوب الزراعية توفر 60% من استهلاك المياه ولا تستخدم مبيدات أو أسمدة كيماوية وتوفر كل صوبة 5 فرص عمل بما يعني أنه باكتمال المشروع ستوفر 500 ألف فرصة عمل، مضيفا أن توجيهات الرئيس بشأن تبني برنامج بقروض ميسرة للتوسع في الصوب الزراعية بدلا من تبوير الأراضي هام للغاية ويشجع المزارعين.

وأضاف أن مساعدة الحكومة والجهات المعنية للفلاح بقروض ميسرة ستعمل على نشر فكرة الصوب الزراعية لأن تكلفتها مرتفعة على الفلاح، مشيرا إلى أن لجنة الزراعة بالبرلمان ستناقش هذا الملف مع الوزراء المعنيين في اجتماعات مقبلة لأهميته ولأنه يساعد الفلاح والدولة في الوقت نفسه لأنها تنتج محاصيل ذات جودة عالية وتساهم في تحقيق هامش ربح للمزارع.

وأكد تمراز أن الصوب الزراعية توفر مياه الرئيس ولا تستخدم مبيدات أو أسمدة وكذلك تصلح في أي نوع من الأراضي حتى الصخرية منها وذلك بتوفير التربة البديلة، مضيفا أن الدولة في هذا المشروع تستهدف تشغيل شركات مصرية لتصنيع الصوب محليا بدلا من الاستيراد من الخارج وهو مكسب مهم لأن الزراعة تسهم في تنشيط الصناعة والتجارة.