قال رئيس البعثة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي السفير تشانغ مينغ إن العلاقات بين بلاده والاتحاد الأوروبي حققت تقدما مهما خلال عام 2018، وارتبطت مصالح الجانبين ببعضهما البعض بشكل وثيق.
وأضاف مينغ - في تصريحات لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بثتها اليوم الأحد - أن العلاقات بين الجانبين في 2018، الذي يوافق الذكرى السنوية الـ15 لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما، حافظت على زخم نمو مطرد، وسط توسيع نطاق التعاون وزيادة تكامل المصالح، فيما شهد هذا العام زيارات متبادلة رفيعة المستوى أسهمت في تعزيز الثقة المتبادلة وأدخلت زخما سياسيا جديدا في تنمية العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وتابع: في القطاع الاقتصادي والتجاري، شهد حجم التجارة الثنائية نموا سريعا ليصل إلى ارتفاع جديد هذا العام، كما تبادل الجانبان عروضا لمعاهدة الاستثمار الثنائية، واتفقا على إنهاء التفاوض في الوقت المناسب إزاء اتفاقية المؤشرات الجغرافية، ووقعا اتفاقيات تعاون جديدة إزاء الاقتصاد الدائري والشراكة الزرقاء والتعاون الجمركي.
وأشار مينغ إلى أن العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي تحمل على عاتقها أهمية أكبر على المستوى العالمي، قائلا: "لدى الصين والاتحاد الأوروبي مزيدا من التصريحات المشتركة في دعم التعددية وتحسين الحوكمة العالمية. كما أصدرا بيانا مشتركا بشأن تغير المناخ مع الحفاظ على التواصل الوثيق إزاء القضايا الساخنة على المستويين العالمي والإقليمي مثل القضية النووية الإيرانية وسوريا".
وأوضح أن الصين والاتحاد الأوروبي عمقتا تعاونهما بشأن مبادرة الحزام والطريق، وأنه مع تزايد الصوت الإيجابي داخل الاتحاد، فإن اعترافه بالمبادرة واستيعابه لها أصبحا أكثر موضوعية بفضل التوافق السياسي العميق والتعاون المثمر بين الجانبين.
ولفت مينغ إلى أن الصوت الموضوعي لدى الاتحاد الأوروبي تجاه الصين آخذ في الارتفاع، وأنه في ظل وجود توقعات أكبر، فإن الاتحاد الأوروبي أكثر نشاطا إزاء وضع خطة استراتيجية لتنمية العلاقات الثنائية.
ونوه مينغ إلى أن الصين تقدر موقف الاتحاد الأوروبي الإيجابي من تنمية العلاقات الثنائية، وترغب في الالتقاء مع الاتحاد في منتصف الطريق، معربا عن أمله في أن يترجم الاتحاد الأوروبي أقواله إلى أفعال، وأن يحترم المصالح الجوهرية للصين وشواغلها الرئيسة، وأن يطور العلاقات الثنائية بشكل عادل ومنصف ومفتوح ومربح للجانبين.
وقال رئيس البعثة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي السفير تشانغ مينغ "في ظل تزايد الحمائية والأحادية على الساحة العالمية، تقع على عاتق الصين والاتحاد الأوروبي مسؤولية أكبر من أجل تعزيز العلاقات الثنائية، وتقوية التعاون متبادل المنفعة لصالح الشعبين مع الالتزام المستمر بالتعددية، وذلك من أجل التعامل مع حالة عدم اليقين التي يتسم بها الوضع العالمي بعلاقات ثنائية مستقرة."
وشدد مينغ على أن "مصالح الصين والاتحاد الأوروبي مترابطة بشكل وثيق، لكن هناك حاجة لمزيد من استكشاف إمكانات التعاون."
وأوضح مينغ أنه في الوقت الحالي، يمثل استثمار الاتحاد الأوروبي في الصين 4% من إجمالي استثماراته الخارجية، بينما تستثمر الصين في الاتحاد الأوروبي 2% فقط من إجمالي الاستثمار الأجنبي لديه، مؤكدا أنه لا يزال هناك مجال كبير لتوسيع التعاون الثنائي.
وحول الخلافات بين الصين والاتحاد الأوروبي إزاء بعض القضايا، قال مينغ إنه بالنظر إلى اختلاف تاريخهما وثقافتهما وظروفهما الوطنية ومستوى التنمية لديهما، فمن الطبيعي أن تكون هناك وجهات نظر مختلفة، مشيرا إلى أن الصين والاتحاد الأوروبي لديهما أساس متين من الثقة السياسية المتبادلة، وأوجه تكامل اقتصادي ممتدة، وأنه طالما أن الجانبين يدعمان روح الاحترام المتبادل، ويعملان سويا من أجل تحقيق نتائج متبادلة النفع، فإن "الآلام المتزايدة" ستلقى حلولا في النهاية.