الأربعاء 26 يونيو 2024

اللى يعوزه البيت يحرم عالجامع

29-3-2017 | 14:05

بقلم –  سامى الجزار

أحب البقاع إلى الله المساجد، وقد شرفها الله وعظَّمها لتكون مجامع للناس يقصدونها، وفيها يجتمعون لإقامة الصلاة، والقرب من الله، ولا تبنى المساجد مفاخرة ليقال إن فلاناً بنى مسجداً أجمل أو أعظم من مسجد فلان، أو لمجرد الصيت، وزخرفة المساجد والإسراف في بنائها من الأمور المنهى عنها، فقد روى الإمام أحمد عن أنس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا ‏تقوم الساعة حتى يتباهى الناس فى المساجد» والتباهى هنا معناه الزخرفة.

والقصد من هذه المقدمة هو إيجاز أصل المسجد والغرض فى التقرب إلى الله فى مكان طاهر يجتمع فيه الناس على العبادة، وليس البهرجة والزخرفة فى البناء لأنه لا يهم أحدا، فـ»الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ “هكذا حدثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن الأساس هو النية وليس الظاهر.

وبما أننا فى محنة اقتصادية غير خافية على أحد، وبما أن الحكومة تعمل على موازنة تقشفية بناء على أوامر رئاسية نظرا لحالتنا المالية المتردية، وذلك إلى حين، وبما أن رجال أعمالنا عاملين ودن من طين وأخرى من عجين حين يسألون عن التبرعات لبلدهم الذى اغتنوا على حساب شعبه الغلبان، وبما أن السياحة مضروبة، وبما أن الشعب حتى وقتنا هذا تعبان، فإن التكلف فى بناء المساجد يعتبر ترفاً نحن فى غنى عنه، وكمان بتتبنى فى شرم الشيخ، تلك المدينة الساحلية السياحية التى حتى لو امتلأت عن آخرها يكون أكثر من نصفها من الأجانب وهم من غير المسلمين، بما يعنى عدم دخولهم المسجد من الأساس، كل ما فى الأمر إنهم بتصورا مع هذا المبنى الجميل فقط لا غير، يعنى احنا بنيناه علشان يتصوروا معاه!!!!!! ونزيد من الشعر بيتا بأن المسجد تم بناؤه بقيمة ٢٨ مليون جنيه، مقسمة على هذا النحو، «١٠» ملايين جنيه تبرع من الأهالى، و«١٠» ملايين تبرع من حكومة المهندس إبراهيم محلب السابقة، و«٨» ملايين تحملتها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية.

والله حرام.. اللى بيحصل ده، مين قال إن التبرع للمسجد أولى من التبرع لمستشفى أو مشروع قومى أو حتى إطعام الغلابة اللى مليين البلد.

وكمان السيد وزير الأوقاف بذات نفسه رايح يفتتحه، والجمعية التى قامت بالتبرع اسمها «جمعية أحباب المصطفى» ولو كانوا بيحبوا المصطفى صلى الله عليه وسلم بحق كانوا بنوا مستشفى كبيرا ومجهزا يخفف عن هذا الشعب آلام المرض التى تنهش جسده، أو حتى ساهموا فى مشروع قومى ينهض بالبلد من عثرته، أو أى شىء يفيد هذا المواطن الغلبان الذى يعيش فى بلد «فقير أوى».

أين مقولتنا التليدة «اللى يعوزه البيت يحرم عالجامع» التى اختلف حولها العلماء والعامة والغوغاء، ما بين مؤيد ومعارض لها؟.. أين تجديد الخطاب الدينى الصحيح؟.. أهو تجديد فى شكل البرامج الدينية فقط؟.. المفروض والمفهوم هو التجديد فى العقول.. التجديد فى فهم ديننا بما يساير زمننا وحالنا (اللى يصعب على الكافر) وليس بناء مسجد فى مدينة يؤمها غير المسلمين بأعداد كبيرة وكمان بـ ٢٨ مليون جنيه.. حرااااااام.

 

    الاكثر قراءة