الخميس 16 مايو 2024

ما الأسباب والدوافع لوقوع الجرائم الأسرية.. خبراء علم الاجتماع يجيبون: الخلل النفسي والعقلي قد يدفع الشخص لارتكاب الجريمة.. والدراما تغذي أفكار الانتقام.. والحوادث فردية عابرة

تحقيقات1-1-2019 | 17:33

أستاذ بالبحوث الجنائية: الجرائم الأسرية ترجع لأسباب مختلفة.. والدراما تغذي أفكار الانتقام

أستاذ علم اجتماع: الخلل النفسي والعقلي قد يدفع الشخص لارتكاب الجريمة

أبو الحسن: العلاقات الأسرية قائمة على الاستقرار بالفطرة.. والحوادث فردية عابرة

 

بين الحين والآخر قد تقع أي من الجرائم الأسرية، يكون المتهم بها الأب أو الأم، والضحية فيه أفراد الأسرة الذين قد يلاقوا مصيرا إما القتل أو التشرد، فتتفكك أواصر الأسرة، كان آخرها حادث ذبح أخصائية تحاليل وأولادها الثلاثة مساء أمس، والتي كشفت التحقيقات أن المتهم فيها هو الزوج.

وهي حوادث أرجع خبراء اجتماعيون أسبابها لأسباب مختلفة إما لخلل نفسي أو عقلي أو ظروف محيط بالشخص كالديون والخلافات، مؤكدين أن تلك الجرائم هي حوادث فردية عابرة وليست دارجة، لأن العلاقات الأسرية فطرية ونظرة المجتمع المصري للأسرة بأنها الحصن والأمان لذلك يتفاجئ بوقوع تلك الجرائم.

 

أسباب مختلفة

الدكتور فتحي قناوي، أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، قال إن حوادث الجريمة الأسرية ترتبط بأسباب مختلفة أولها الظروف المحيطة بالشخص والمشكلات التي قد يعاني منها الطرفان والحالة النفسية والعوامل الخارجية مثل تعاطي المواد المخدرة أو الديون إلى جانب الوازع الديني لدى الشخص سواء كان الزوج أو الزوجة.

وأوضح قناوي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن كل حادث يرتبط بعدة عوامل وظروف تختلف من حالة لأخرى فلا يمكن الجزم بسبب محدد للحادث وإنما يرتبط بظروف ومشاكل تجبر الشخص على الإقدام لارتكاب جريمته كالشك والأمور المتعلقة بالشرف والحالة النفسية والخلافات وغياب أو نقص الوازع الديني.

وأضاف أن أساليب الانتقام مستقاة من عوامل مساعدة كالإعلام والدراما والفن، والتي يمكن مع غياب الوعي يجعل الشخص يقلد ما يشاهده أو يطلع عليه، مشيرا إلى هناك حالة تسمى "فوبيا الدم" وهي حالة نفسية يتعرض لها الشخص عنده رؤيته لمشهد الدم قد تدفعه لقتل أولاده أو من أمامه على غير وعي ويتصرف خلالها بشكل غير طبيعي.

وأكد أنه لا يمكن الجزم بكون المرأة أو الرجل أكثر شراسة في الانتقام والاندفاع للقتل فالأمر مرتبط بكل شخص وتصرفاته والظروف المحيطة به، مشيرا إلى أهمية دور الإعلام والثقافة والتوعية الدينية لتجنب مثل تلك الحوادث.

 

خلل نفسي وعقلي

وقالت الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة الزقازيق، إن الجريمة بشكل عام والجريمة الأسرية خاصة موجودة في كل العالم وكل المجتمعات ومنذ قديم الأزل، مضيفا أن المجتمع المصري يفاجئ بسبب تلك الجرائم لأن يعتبر الأسرة هي الأمان والحصن والملاذ.

وأوضحت زكريا، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الأسباب التي تدفع لذلك هي أمراض نفسية ليس لها علاقة بالمجتمع وإنما بخلل نفسي وعقلي قد يدفع المواطن للقتل، مشيرة إلى أن المسلسلات والدراما قد تدفع لذلك وتعطي إيحاءات اجتماعية للشخص وتدفعه للتقليد.

وأشارت إلى أن نسب الجرائم في المجتمع المصري قليلة وضعيفة ولا يمكن اعتبار أن وقوع مثل تلك الحوادث له سبب مجتمعي، مضيفة أن التحقيقات وحدها هي التي يمكنها الجزم بالدوافع لارتكاب مثل تلك الجرائم وتكشف عن أسبابها الحقيقية.

 

حوادث فردية

فيما قال الدكتور طه أبو الحسن، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، إن العلاقات الأسرية علاقة فطرية مستقرة قائمة على الرحمة والاستقرار لدى كل المخلوقات، مشيرا إلى أن وقوع الجرائم الأسرية أمر فردي وليس دارج ويرجع لأسباب إما نفسية أو سلوكية والتربية.

وأوضح أبو الحسن، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الوسواس القهري قد يقتحم الإنسان دون موافقة يقهر الإنسان ونفسيته ويدفعه لارتكاب جريمة، مضيفا أن هذا الوسواس قد يفسر سبب قتل رب الأسرة لأولاده لأنه قد يرى أن ذلك أفضل لهم من تجنب مشاق الحياة.

وأشار إلى أن الوساوس الشيطانية قد تدفع المرء لارتكاب جريمة، والحد من هذه الجرائم يرجع لعوامل عديدة كالتربية والاختيار الجيد لشريك الحياة.