بقلم – محمد حبيب
أربعة أحداث وقعت هذا الأسبوع تؤكد أن المجتمع المصرى انحدر إلى القاع أخلاقيا ووصل إلى الحضيض سلوكيا، وهو الأمر الذى يتطلب من جميع المسئولين فى هذا البلد ضرورة تحليل هذه الأحداث واتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة أسبابها والتحرك لمنع تكرارها، وبالطبع التصدى ومحاسبة القائمين بها، وإلا فسيقام علينا مأتمٌ وعويلٌ.. بعد أن أصبنا فى أخلاقنا أفدح إصابة.
الحدث الأول هو اغتصاب جنا.. الطفلة الرضيعة فى الدقهلية.. التى لم يتجاوز عمرها سنة وثمانية أشهر، تجرد ذئب بشرى من آدميته، وذهب خياله المريض للتخطيط وتنفيذ جريمة اغتصابها، بعد أن اختطفها من أمام منزلها لإحدى المناطق المهجورة بقرية ديملاش التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، لينفذ جريمته البشعة، والتى انتهك بها كل الأعراف الإنسانية والدينية والأخلاقية، فقام بنزع «البامبرز» من على الصغيرة التى لا حول لها ولا قوة وقام باغتصابها، ولم يحرك صراخ الطفلة من شدة الألم التوقف عن فعلته الشنعاء واستمرت محاولته معها حتى غرقت الطفلة فى دمائها وأصيبت بنزيف حاد، وهنا قرر الهروب من فعلته.
وبعد أن اكتشفت الأم غياب ابنتها، وبدأت تبحث عنها حتى اكتشفت الجريمة التى وقعت لها، وعلى الفور توجهت إلى المستشفى فى محاولة لإنقاذ الطفلة بعد أن ساءت حالتها، وتم إبلاغ الأجهزة الأمنية، والتى صعقت من الحادث بعد معرفة عمر الطفلة.
وتم تشكيل فريق بحث للتوصل إلى المجرم قبل هروبه ليتم القبض عليه أثناء اختبائه داخل المقابر، وبالتحقيق معه اعترف بارتكابه الجريمة الشنعاء التى بسببها تقبع الرضيعة جنا بين الحياة والموت فى المستشفى، بينما المجرم لا يزال ينتظر المحاكمة، والشارع المصرى يغلى من هذه الجريمة البشعة التى لم نرَ لها مثيلا من قبل.
الحادثة الثانية التى كشفت إلى أى مدى وصلنا إليه فى التدنى الأخلاقى هو إقامة طلاب المدرسة الأمريكية الثانوية فى التجمع الخامس حفلا خاصا «بروم» لتوديع الحياة الدراسية، وهو حفل عرى، تمت خلاله دعوة أربع فتيات روسيات لتقديم حفلة «استربتيز».. حفلة تعرٍّ لطالبات عمرهن أقل من ١٧ سنة، هذا أمر لا يسمح به حتى فى أمريكا وأوربا، لا يسمح لمن فى مثل هذه السن بحضور هذه الحفلات، وظهرت الفتيات بملابس مثيرة فى هذه الحفلة لكن يبدو أن طبقة الأغنياء الجدد فاقوا ما تقوم به أمريكا وأوربا.
المثير فى الأمر أن هذا الحفل، تقليد يحرص عليه أغلب طلاب الجامعات والمدارس الدولية، يقومون بتنظيم حفل خاص من خلال تأجير مكان بعيدا عن المدرسة.
الحدث الثالث المثير للاستفزاز هو قيام مدير مدرسة فى المعادى بالرقص وسط الطلبة على أغانى المهرجانات فى حفل عيد الأم، وهو الفيديو الذى أثار استياء الجميع، ويوضح إلى أى مدى وصل التدنى فى مدارسنا، وقررت على إثره وزارة التربية والتعليم إيقاف مدير المدرسة عن العمل والتحقيق معه.
الحدث الرابع المثير للاشمئزاز هو إعلان الراقصة سما المصرى اتفاقها مع إحدى الفضائيات على تقديم برنامج دينى فى شهر رمضان المقبل يتناول عقوق الوالدين، وأكدت الراقصة أنها ستستضيف فى برنامجها المقبل دعاة ورجال دين ليتحدثوا عن الوالدين والبر بهم وعقوبة العاقين لهم.
وأقرّت سما المصرى بوجود «مشكلة» تعترض تقديمها للبرنامج، وهى أن القناه تريد ظهورها بالحجاب، وهى ترفض ذلك لأنها ليست محجبة، لكنها تفكر فى ارتداء «إيشارب».
وأوضحت سما المصرى أنها رفضت ارتداء الحجاب خلال البرنامج حتى لا تبدو «كاذبة أو غير مقنعة»، مضيفة أنها وقّعت العقد الخاص بالبرنامج الذى سيكون «اجتماعيا ودينيا»!
...
إذا اصيب القوم فى أخلاقهم
فأقم عليهم مأتما وعويلاً
أمير الشعراء أحمد شوقى