السبت 8 يونيو 2024

8 قضايا تحظى باهتمام السيسي خلال القمة العربية.. والإرهاب في المقدمة

29-3-2017 | 15:00

أبدى الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته، أمام القمة العربية الـ28، المنعقدة بالأردن، اليوم، الأربعاء، اهتماما خاصة بمجمل القضايا العربية، إلا أنه ركز على 8 قضايا أساسية؛ تمثل أهم التحديات التي تواجه المنطقة، وتستهدف وحدة وتماسك الدول العربية، وتهدد مقدرات شعوبها، ومصالحها العليا.

وشدد الرئيس السيسي، على ضرورة مواجهة الأخطار التي طرأت على المنطقة، خلال السنوات الماضية، للحفاظ على الأمن القومي العربي، وضمان مستقبل الأجيال المقبلة.

وركزت كلمة الرئيس السيسي، على إبراز رؤية الدولة المصرية، في التعامل مع التحديات الـ8 التي تواجه  المنطقة. 

مكافحة الإرهاب

بدأ الرئيس السيسي، كلمته بالتحذير من خطر الإرهاب، الذي انتشر وأضعف كيانات الدول الوطنية، مؤكدا ضرورة مواجهته. 

وألقى الضوء على أن هذه المواجهة ليست بالأمر الهين، واصفا الإرهاب بالمرض الخبيث الذي يتغلغل في  نسيج الدول، والمجتمعات، ويتخفى بجبن، وخسة؛ لذلك فإن مواجهته يجب أن تكون شاملة، وتبدأ من الحسم العسكري، وتستمر لتشمل العمل على تحسين الظروف التنموية، والاقتصادية، والمعيشية، بشكل عاجل وفعال. وأضاف أنه يجب التصدي للفكر المتطرف على المستوى الديني، والأيديولوجي، والثقافى، من خلال تطوير التعليم، وتعزيز دور مؤسساتنا الدينية العريقة، وعلى رأسها الأزهر الشريف، لدحض الأفكار المتطرفة، التي  تبثها المنظمات الإرهابية، بحيث يتم من خلال منظومة فكرية، وثقافية متكاملة، نشر وإعلاء قيم الدين السمحة، وتعزيز مبادئ المواطنة، والتسامح، والتعايش المشترك، حتى تصبح أفعالا وممارسات مجتمعية راسخة، ولا تترك مجالا من جديد، لقوى الظلام تلك، أن تنمو، وتنتشر.

وقف التدخلات الخارجية في الشأن العربي

وتحدث الرئيس السيسي، عن استغلال بعض القوى الخارجية للتحديات التي تمر بها الدول العربية، وتدخلها في شؤونها، مؤكدا ضرورة وقف هذه التدخلات، سواء كانت سياسية، أو عسكرية، أو أمنية، وضرورة اتخاذ الدول العربية موقفا واضحا وحاسما إزاء هذه التدخلات.

تعزيز العمل العربي المشترك

وأكد الرئيس السيسي، أن العمل العربي المشترك، هو أساس الحل، لمختلف القضايا، والأزمات، التي تمر بها المنطقة العربية، ومن هذا المنطلق، سعت مصر خلال العام الماضي، باعتبارها الممثل العربي في مجلس الأمن، إلى تنسيق المواقف بين الدول العربية، وتسليط الضوء على مختلف القضايا، التي تهم المنطقة، ووضعها في  صدارة أولويات المجتمع الدولي.

وأشار السيسي، إلى أن استعادة الجسد العربي لعافيته، أصبح أمرا حتميا، في مواجهة ما يهدد الأمة من مخاطر، وفي سبيل تحقيق ذلك، فإنه لا غنى عن مؤسسات العمل العربي المشترك، وعلى رأسها جامعة الدول العربية، التي سعت منذ تأسيسها، إلى تحقيق مصالح الدول العربية، وشعوبها، مشيدا بالجهود المبذولة لاستعادة التنسيق بين الدول الأعضاء، وتعزيز العمل العربي المشترك، بما يحافظ على وحدة صف الدول العربية، التي  تتشارك معا في ذات الأهداف، والطموحات.

الأزمة السورية

وحظيت الأزمة السورية باهتمام بالغ من الرئيس السيسي، الذي أكد خلال كلمته، أن المأساة المتواصلة التي  يعيشها الشعب السوري الشقيق، والعزيز، والمعاناة الإنسانية الهائلة التي يعيشها، فهي أكثر الأزمات وضوحا  في المنطقة.

وأشار إلى التحديات الجسيمة، التي يواجهها الشعب السوري في تلبية تطلعاته المشروعة، نحو الحرية، والكرامة، والعدل، في الوقت الذي ينتشر فيه الإرهاب، والاستقطاب الطائفي، والمذهبي، في ربوع الدولة السورية، التي تشهد تدخلا خارجيا غير مسبوق في شؤونها، ومقدرات شعبها.

وشدد على أن الحل السياسي للأزمة السورية، هو السبيل الوحيد القادر على تحقيق الطموحات المشروعة، للشعب السوري، واستعادة وحدة سوريا، وسلامتها الإقليمية، والحفاظ على مؤسساتها الوطنية، والقضاء على خطر الإرهاب، والمنظمات المتطرفة، وتوفير الظروف المواتية؛ لإعادة إعمارها، وبنائها من جديد.

الأزمة الليبية

وحظيت الأزمة الليبية باهتمام الرئيس السيسي، مؤكدا ضرورة تشجيع الأشقاء في ليبيا، على إيجاد صيغة عملية لتنفيذ الاتفاق السياسي، والاستمرار في مناقشة النقاط، والموضوعات المحدودة العالقة، التي تحتاج إلى التوصل إلى توافق حولها بين الأطراف الليبية.

وشدد على أن مصر لن تدخر جهدا، في سبيل، دعم جهود التوصل لحل ليبي توافقي، وستستمر في التعاون مع دول جوار ليبيا، ومختلف القوى الدولية والإقليمية، والأمم المتحدة، والجامعة العربية؛ من أجل الدفع قدما بمسار التسوية السياسية دون تدخل خارجي، حتى يتمكن الشعب الليبي الشقيق من استعادة أمنه واستقراره، والقضاء على الإرهاب، والتطرف، ويحفظ وحدة الأراضي الليبية، وسلامتها الإقليمية، وصون مقدراتها.

الأزمة اليمينة

وحازت الأزمة اليمينة على جانب من اهتمام الرئيس السيسي، الذي أشار إلى التزام  مصر بدعم اليمن ومؤسساته الشرعية، وحرصها على تقديم العون الإنساني، وتأمين وضمان حرية الملاحة في مضيق باب المندب، والبحر الأحمر، كما شدد على ضرورة التعجيل باستئناف المفاوضات؛ للتوصل إلى حل سياسي على أساس قرارات مجلس الأمن، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني.

اهتمام بالعراق

كما أكد السيسي دعم مصر الكامل، للعراق الشقيق، في حربه ضد التطرف، والتي قطع الشعب العراقي  الباسل فيها أشواطا كبيرة؛ نحو استعادة سلطة الدولة الوطنية، وبات قاب قوسين أو أدنى من الإعلان عن تحرير كل المناطق التي استولى عليها الإرهابيون.

وأكد الرئيس دعم مصر للمعركة التى يخوضها العراق ضد داعش في الموصل، وحقهم فى العيش فى وطن آمن ومستقر، يحتضن التنوع ويرفض التطرف، ويعلي قيم التسامح وقبول الآخر.

القضية الفلسطينية

وحظيت القضية الفلسطينية باهتمام من الرئيس عبد الفتاح السيسي، فقال: "تظل القضية الفلسطينية، قضيتنا الأولى، والمركزية في قلب وعقل كل عربي، وإنه لمن دواعي الأسف أن تستمر عصية عن الحل على مدار عدة عقود، ومع استمرار هذا الوضع الذي نرفضه جميعا، تتصاعد حدة ووتيرة الأزمات، التي تعاني منها الدول العربية، والعالم بأسره".

وأضاف: "لقد سعت مصر، ولا تزال، إلى التوصل إلى حل شامل، وعادل، لتلك القضية، ويستند إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وقدمت كل نفيس وغال في سبيل دعم الشعب الفلسطينى، وإنهاء الاحتلال، والمعاناة التي يمر بها هذا الشعب الشقيق، من منطلق مسئولياتها تجاه القضية وتجاه أمتها العربية، والإسلامية، كما تسعى جاهدة من خلال تواصلها مع الأطراف الدولية، والإقليمية؛ لاستئناف المفاوضات الجادة، الساعية إلى التوصل إلى حل عادل، ومنصف، يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وفق الأسس والمرجعيات الدولية المتفق عليها".

وأكد التزام مصر الكامل بمواصلة السعي، نحو التوصل إلى حل لتلك القضية، يستند إلى موقف الدول العربية الساعي، لإرساء السلام في تلك البقعة الغالية، انطلاقا من مبادرة السلام العربية، وبما يعزز من الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، والعالم، ويساهم فى بدء عملية تنمية حقيقية، تلبي طموحات الشعوب العربية، وتطلعاتها لعيش حياة كريمة مزدهرة".