السبت 23 نوفمبر 2024

في ذكرى ميلادها.. سر عضوية ورئاسة نادية لطفي جمعية "الحمير"

  • 3-1-2019 | 21:05

طباعة

قد لا تعلم أن الفنانة القديرة نادية لطفي تعتز كثيراً وتبتهج إن قال لها أحد "يا حضرة الحمارة"، فهذا ما فاجأت به محبيها وجماهيرها عند إذاعة حوار لها في برنامج "مساء dmc"، فقد انتقل المُحاور إلى مفارقة انضمامها إلى جمعية الحمير، وهنا بادرَته قائلة: " لا .. أنتَ لازم تقول لي يا حضرة الحمارة"! تعجب المحاور في تحفظ وخجل يدل على عدم إلمامه بتلك الجمعية ذات الأهداف النبيلة التي أصبحت نادية لطفي رئيسًا لها خلفا للدكتور محمود محفوظ وزير الصحة المصري الأسبق.

 

وُلدت فكرة تلك الجمعية على يد الفنان زكي طليمات، بعد أن همّ بإنشاء معهد الفنون المسرحية عام 1928؛ ليدرس فيه أصول التمثيل المسرحي على أسس علمية، وبعد عامين من إنشاء المعهد تخوّف الإنجليز من تخريج دفعات من المعهد تعبر بأقلامِها وتمثيلها عن مساوئ الاحتلال، وتدعو إلى مناهضته، فأوعزوا بأفكارهم للملك فؤاد الأول أن المعهد سوف يقدم مسرحيات تدعو للفساد، وامتثل الملك لأفكارهم وأمر بإغلاق المعهد.

 

غضب زكي طليمات غضباً شديداً وطرق كل الأبواب؛ كي يتراجع الملك عن قراره لكنه فشل، إلى أن جاءه الفنان سيف وانلي ليشد من أزره وقال له "استمر في غضبك وخليك زي الحمار، اصبر واحرن ولا تهتم بالزمن"، ومن هنا ولدت فكرة تكوين "جمعية الحمير" التي هرول العديد من نجوم الفن والصحافة والثقافة والأدب للاشتراك فيها، فقد انضم إليها فكري باشا أباظة، وشكري راغب مدير الأوبرا المصرية، والدكتور طه حسين والأديب عباس العقاد، وسيف وانلي، وزينب صدقي، وغيرهم وأصبح زكي طليمات رئيساً لها، وكانت للجمعية أهداف منها تشجير الشوارع ومساعدة المرضى والمساكين وخدمة المجتمع، ولم يتمكن "طليمات" من تسجيل الجمعية فقد رفضت الحكومة اسمها واعترضت عليه.

وقد وصلت عضويات الجمعية إلى ما يقارب من 30 ألف عضو، وعن هيكلها التنظيمي فالعضو الجديد يأخذ لقب "حرحور" أي حمار وليد، ثم يترقى إلى "جحش" إن اجتهد ، ثم إلى "حمار" وبعده "حامل البردعة" وقد يصل في النهاية إلى "صاحب الحدوة"، ومن الطريف أن تم طباعة ملصقات للإعلان عن الجمعية، وأيضاً كروت شخصية عليها رأس حمار مع اسم الشخص نفسه ورتبته في الجمعية سواء كان حرحورًا أو جحشًا أو حمارًا، وبعد مثابرة تمكن "طليمات" من نيل موافقة الملك على إعادة فتح المعهد.

 

أما عن انتساب نادية لطفي لتلك الجمعية، فقد تعرفت على الفنان زكي طليمات في فيلم "الناصر صلاح الدين"، ونشأت بينهما صداقة، وقد رشحها للانضمام إلى جمعية الحمير برتبة "حمارة"، وفي مقر الجمعية قدمها للأعضاء بأنها "حمارة جد" فنهق الحضور؛ ابتهاجًا بانضمامها وكان ضمن دفعتها في الجمعية الكاتب الساخر أحمد رجب، والفنان مصطفى حسين. 

وروت نادية لطفي موقفاً طريفاً، فقد كانت في مهمة مع المرسي خفاجي سكرتير الجمعية ووصلا إلى محطة القيادة المشتركة، وما أن نزلا من السيارة حتى اقترب منهما أحد الأشخاص، فقام "المرسي" بتقديم نادية لطفي للغريب قائلاً: "الرئيسة الحمارة نادية لطفي"،  وعلى الفور أدى الغريب التحيّة للريسّة وقدّم نفسه: "الحمار فلان الفلاني" واندمجت نادية لطفي في تلك الجمعية التي قد تبدو مسمياتها ساخرة إلا أنها كانت ذات أهداف نبيلة.

 

ولم يحصل على لقب "حامل البردعة"، أو الحمار الكبير سوى أربعة أشخاص هم زكي طليمات، ثم شكري راغب، وبعده المرسي خفاجي، وكانت نادية لطفي أخرهم، وبعد رحيل أخر الأعضاء المؤسسين وهو الفنان سيد بدير كادت الجمعية أن تغلق لولا أن أحياها الدكتور محمود محفوظ مع المرسي خفاجي الذي تولت نادية لطفي الرئاسة من بعده؛ لتكمل مسيرتها في خدمة المجتمع بتقديم الأجهزة الطبية للمستشفيات واستصلاح الأراضى للشباب وتنظيم الرحلات وتطوع الأطباء من أعضاء الجمعية لرعاية المرضى مجاناً.

    الاكثر قراءة