قال وزير الخارجية اللبناني رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، إن سبب التأخير وتعطل تكوين الحكومة الجديدة، مرجعه ما أسماه بـ"التناطح السياسي" بين التيارات القوى السياسية المختلفة بصورة تتجاوز مسألة تأليف الحكومة، ولا يرتبط بالنسبة للتيار الوطني الحر بالاستحقاق الرئاسي المقبل الذي يحل موعده بعد 4 سنوات من الآن.
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها الوزير باسيل عقب لقاء عقده مساء اليوم مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي.
وكان وزير الداخلية نُهاد المشنوق، قد التقى البطريرك الماروني في وقت سابق من اليوم، واعتبر أن الأزمة الحكومية التي يشهدها لبنان على مدى 8 أشهر سببها صراع خفي وجدي وعميق على رئاسة البلاد، وأن فتح ملف الرئاسة مبكرا هو الذي عطل التأليف الحكومي وتسبب في الصراعات السياسية الراهنة".
وقال رئيس التيار الوطني الحر: عندنا رئيس جمهورية (الرئيس ميشال عون) نفتخر به، وهو رئيس استثنائي ولن يتكرر، أما إذا كان للآخرين مشروع يريدون رميه على غيرهم، فحق لهم أن يفكروا كذلك من دون رمي الأمر على الآخرين.
وأضاف: ربط تكوين الحكومة الجديدة بالاستحقاق الرئاسي هو أمر معيب في حق ذكاء اللبنانيين. فكيف نعرقل الأفكار التي نقدمها.
مشيرا إلى أن حل الأزمة الحكومية يقوم به من يوافق عليه، وأن التيار الوطني الحر ليس في سباق صنع مبادرات ولا يربط الاستحقاق الحكومي بأي استحقاق آخر.
ولفت إلى أنه قدم 5 مقترحات جديدة في سبيل التوصل إلى حل لأزمة تكوين الحكومة، وأنه يجري اتصالات بعيدا عن الإعلام وينتظر الأجوبة، مشددا على أنه لا يمكن رفض كل هذه الأفكار والحلول التي تقوم على أساس أن "الربح للجميع والخسارة إذا وجدت تتوزع على الجميع".
وأكد "باسيل" أن حزب الله ليس في موقع المعارض لحصول رئيس الجمهورية وتكتل لبنان القوي (الكتلة النيابية للتيار الوطني الحر وحلفاء له) على الثلث الضامن (المعطل) داخل الحكومة الجديدة، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عبر عن هذا الأمر بشكل مباشر كما أن هناك أكثر من مسؤول بحزب الله كرر هذا الأمر، مشيرا إلى أن الصيغ الحكومية المقترحة التي يوافق عليها الحزب تؤكد عدم وجود مشكلة حول هذا الموضوع.
وأشار إلى أن بلاده مقبلة على قمة اقتصادية عربية، وأن هذا الأمر يقتضي تكوين حكومة، وأنه ينبغي للبنان أن يكون شريكا في إعادة إعمار سوريا "فليس طبيعيا أن ندفع ثمن الحرب ثم ثمن الإعمار.. يجب أن نكون شركاء في الإعمار كما كنا شركاء في الانتصار على الإرهاب". على حد قوله.
وردا على سؤال حول إمكانية دعوة سوريا لحضور القمة الاقتصادية العربية المقرر إجراؤها في العاصمة اللبنانية بيروت يومي 19 و 20 يناير الجاري – قال الوزير باسيل إن بلاده ليست هي الجهة التي تقوم بتوجيه الدعوات لحضور القمة، وإنما تتقيد بقرار جامعة الدولة العربية في هذا الشأن.
وأضاف أنه في المقابل بإمكان لبنان أن يبادر في العمل على عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية".. مشيرا إلى أن موقفه وموقف الفريق السياسي الذي ينتمي إليه، داعم لعودة سوريا للجامعة العربية كما أن لبنان لم يقطع العلاقات مع سوريا.
وتعد أزمة التمثيل الوزاري للنواب الستة السُنّة حلفاء حزب الله، والذين يطلقون على أنفسهم كتلة اللقاء التشاوري، العقبة الكبرى أمام الانتهاء من تكوين الحكومة الجديدة، حيث يرغب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أن يكون "التموضع السياسي" للوزير الذي يمثل هؤلاء النواب، ضمن الحصة الوزارية المشتركة للتيار ورئيس الجمهورية، باعتبار أن المقعد الوزاري الذي سيشغله هذا الوزير تم اقتطاعه من الحصة الرئاسية.
ويساند حزب الله مطلب نواب كتلة اللقاء التشاوري في أن يكون الوزير الذي يختارونه، ممثلا حصريا لهم داخل الحكومة الجديدة دون أي تيار سياسي آخر، وهو الخلاف الذي ألقى بظلاله على العلاقات بين التيار الوطني الحر وحزب الله والتي شهدت اهتزازا كبيرا بين الجانبين خلال الأيام القليلة الماضية.