الخميس 20 يونيو 2024

السيسي وأبو مازن يتفقان على مواصلة التشاور لتوحيد الصف الفلسطيني.. وخبراء: الرئيسان تناولا المستجدات الداخلية.. وتنسيق دائم لتنفيذ اتفاق «القاهرة 2017».. ومصر ظهير استراتيجي لشعب فلسطين

تحقيقات5-1-2019 | 18:30

«دبلوماسي»: الجهود المصرية لإتمام المصالحة الفلسطينية مستمرة حتى تحقيق وحدة الصف

«شعث»: مصر ظهير استراتيجي لشعب فلسطين.. والسيسي وأبومازن تناولا المستجدات الداخلية

«الحرازين»: التنسيق المصري الفلسطيني دائم لتنفيذ اتفاق «القاهرة 2017»

 

أكد خبراء ودبلوماسيون، أن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم ونظيره الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، تطرق إلى العديد من القضايا المهمة، وأبرزها متابعة المستجدات الداخلية، وخاصة ملف المصالحة الفلسطينية، موضحين أن الجهود المصرية مستمرة حتى تحقيق وحدة الصف الفلسطيني وتنفيذ اتفاق "القاهرة 2017"، وأن مصر هي ظهير استراتيجي للشعب الفلسطيني.

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أكد اليوم، للرئيس الفلسطينى محمود عباس، قوة العلاقات التاريخية بين مصر وفلسطين، وأن القضية الفلسطينية ستظل أولوية فى السياسة المصرية، واستمرار مصر فى بذل جهودها من أجل استعادة الشعب الفلسطينى لحقوقه المشروعة وفق مرجعيات الشرعية الدولية.

كما أكد السيسي مواصلة مصر لجهودها الحثيثة مع الأطراف الفلسطينية من أجل تحقيق المصالحة الوطنية، والتغلب على جميع الصعوبات التي تواجه تلك الجهود بما يُحقق وحدة الصف ومصالح الشعب الفلسطينى الشقيق كما اتفق الرئيسان على مواصلة التشاور والتنسيق المكثف بينهما من أجل متابعة الخطوات المقبلة على صعيد توحيد الصف الفلسطيني، بما يسهم فى تحقيق آمال الشعب الفلسطيني في إنهاء الانقسام

 

المستجدات الداخلية

الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلاقات الدولية الفلسطيني، قال إن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن اليوم في القاهرة جاء في توقيت مهم لمناقشة المستجدات الداخلية والدولية في القضية الفلسطينية، ووجود عدة قضايا تشغل أولوية لدى القيادة الفلسطينية بينها تنفيذ قرار المحكمة الدستورية الفلسطينية بإجراء انتخابات تشريعية.

وأوضح "شعث"، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الدور المصري في تحقيق المصالحة الفلسطينية هام ومحوري، مضيفا أن اتفاق "القاهرة 2017" يقضي بضرورة وسرعة تسلم حكومة الوفاق الوطني مسئولياتها في غزة وإجراء انتخابات شاملة.

وأكد أن مصر تساند القيادة الفلسطينية في كل الملفات الداخلية والخارجية باعتبارها ظهير استراتيجي للشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الرئيس الفلسطيني أبو مازن ملزم بتنفيذ قرار المحكمة الدستورية التي قضت الشهر الماضي بحل المجلس التشريعي الفلسطيني وإجراء انتخابات خلال ستة أشهر.

وأضاف أنه على الصعيد الداخلي، فإن المصالحة الفلسطينية ضرورية لمواجهة المخططات العدوانية من الاحتلال الإسرائيلي، في حين أن هناك تعطيل للمصالحة من قبل حركة حماس لتظل في حكمها وسيطرتها على قطاع غزة، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يرفض الانقسام ويريد مصالحة فلسطينية حقيقية وجادة وإجراء انتخابات في كل أراضي الدولة الفلسطينية.

وأشار إلى أن هناك تحركا فلسطينيا وعربيا مرتقبًا بهدف ترقية عضوية فلسطين في الأمم المتحدة من كونها عضو مراقب إلى دولة كاملة العضوية، مضيفا أنه على الصعيد الدولي أيضا تستعد فلسطين أيضا لرئاسة مجموعة الـ77 بعد تسلمها من مصر وتتحرك فلسطين لترقية عضويتها مع تفعيل قرار الأمم المتحدة لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.


تنفيذ اتفاق القاهرة 2017

وقال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ القانون العام والقيادي بحركة فتح، إن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن اليوم، جاء في سياق المشاورات المتواصلة بين الجانبين فيما يتعلق بالكثير من القضايا في ظل التحديات والمخططات الإسرائيلية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.

وأوضح "الحرازين"، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هناك تنسيقًا وتشاورًا بين مصر وفلسطين بشكل دائم، مشيرًا إلى أن اللقاء جاء اليوم لمناقشة مجموعة من القضايا المهمة على الصعيد العربي والفلسطيني وبينها ملف المصالحة الوطنية، مضيفًا أن أبو مازن أكد للرئيس السيسي أن المصالحة هي خيار استراتيجي وأنه يجب على حماس الالتزام بما تم الاتفاق عليه في القاهرة في أكتوبر 2017.

وأشار إلى أن وجود رغبة مصرية لمواصلة الجهود والعمل على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وكيفية تطبيق بنود اتفاق القاهرة، وكذلك دعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية في ظل استعداد فلسطين لتولي رئاسة مجموعة الـ77 والصين، والتي كانت مصر تترأسها خلال العام الماضي، مضيفا أنه تم الاتفاق على التواصل للاستفادة من التجربة المصرية والتنسيق المشترك نظرًا لمكانة مصر الدولية، والتي يعول عليها الرئيس الفلسطيني أبو مازن.

ولفت القيادي بحركة فتح، إلى أن الرئيس السيسي أكد أن القضية الفلسطينية لها الأولوية في السياسة الخارجية المصرية وأنها ستتعامل مع الشرعية الفلسطينية لمواصلة الجهود والمشاورات حتى تحقيق التوافق، مضيفًا أن أبو مازن سيشارك غدًا في افتتاح مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية الجديدة.

وأكد القيادي بحركة فتح، أن الحضور الفلسطيني يرجع لكون فلسطين هي مهد للديانات السماوية الثلاث وتحوي المسجد الأقصى وكنيسة القيامة بما لهما من مكانة عظمى لدى المسلمين والمسيحيين.

جهود مصرية متواصلة

وقال السفير محمد حجازي، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد خلال لقائه بنظيره الفلسطيني الأولوية التي تعطيها مصر للقضية الفلسطينية باعتبارها ركن ثابت من أركان السياسة الخارجية المصرية لمواجهة التحديات التي تحيط بها منها انقسام الصف الفلسطيني.

وأوضح "حجازي"، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مصر تبذل جهدا كبيرا لإتمام المصالحة بين السلطة وحركة حماس لأنه لا يمكن للقضية الفلسطينية أن تحقق أهدافها ما دام هناك انقسام بين الجانبين، مؤكدًا أن الرئيس السيسي أكد اليوم استمرار الجهود المصرية لرأب الصدع الفلسطيني المستمر منذ أكثر من 10 سنوات والانطلاق لموقف موحد للصف الفلسطيني وكذلك موقف عربي واحد.

وأشار إلى أن القضية الفلسطينية تواجه ضغوطا من قبل قوى دولية كبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وهو الأمر الذي استدعى التدخل المصري في مجلس الأمن، وتواصل مصر اتصالاتها مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية لإطلاق عملية سلام تلبي حقوق الشعب الفلسطيني.

وأكد أن مصر تتحرك أيضا لتحقيق المصالحة الفلسطينية وتمارس دبلوماسية رفيعة المستوى تجاه الطرفين فتح وحماس، وتحاول التوازن بمصداقية ومرجعها الأساسي في تلك القضية الفلسطينية هو وحدة فصائلها، مضيفا أن الانقسام يؤدي لإضعاف الموقف الفلسطيني لذلك تستمر الجهود المصرية لتوحيد الصف.