الجمعة 17 مايو 2024

بطريرك الموارنة: مخرج الأزمة الحكومية اللبنانية بتشكيل حكومة تكنوقراط

6-1-2019 | 15:50

أكد البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة - بطرس "الراعي" أن المخرج لأزمة "تعطيل" تشكيل الحكومة اللبنانية، من خلال تشكيل حكومة مصغرة "حيادية" من ذوي الاختصاص "تكنوقراط" تعمل على تنفيذ الإصلاحات الضرورية والمطلوبة، وتقوم بتوظيف المساعدات الدولية لتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

واعتبر البطريرك "الراعي" - في كلمة له اليوم بمناسبة "عيد الغطاس" و"يوم السلام العالمي" أن الممارسات السياسية اللبنانية "بعيدة كل البعد عن مفهوم السياسة الصالحة، حيث تقوم على تأمين المصالح الخاصة والفئوية والمذهبية والحزبية على حساب الصالح العام".. مشددا على أنه لا يمكن القبول بتعطيل تأليف الحكومة لمدة 8 أشهر في ظل المصاعب الاقتصادية والمخاطر المالية المتفاقمة.

وأشار إلى أن تشكيل حكومة تكنوقراط من الوزراء المتجردين، والعمل على توظيف المنح والقروض المقررة بمؤتمر سيدر الذي عقد في باريس شهر أبريل الماضي وتضمن قرابة 12 مليار دولار لصالح لبنان، يخلص البلاد من الأخطار المتزايدة، على أن يعقب ذلك اجتماع القوى السياسية والكتل النيابية حول طاولة حوار للتفاهم على جميع المواضيع السياسية الخلافية.

وقال "قبل أن تغرق السفينة بنا كلنا، ينبغي أن يقتنع الجميع بوجوب تسيير شئون الدولة أولا، والتخلي عن المصالح الخاصة، السياسية والمذهبية والحزبية، فلا يحق لأحد أو لفئة أخذ البلاد بشعبها وكيانها ومؤسساتها، رهينة لمصالح تعطل خير الأمة، وبعد أن يتم التفاهم على النقاط الخلافية، تؤلف حكومة عادية وفقا للدستور والميثاق الوطني".

وتعد أزمة التمثيل الوزاري للنواب الستة السُنّة حلفاء حزب الله، والذين يطلقون على أنفسهم كتلة اللقاء التشاوري، العقبة الأكبر أمام الانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة، حيث يرغب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إما توسيع الحكومة عن 30 وزيرا لتمثيلهم، أو أن يكون "التموضع السياسي" للوزير الذي يمثل هؤلاء النواب، ضمن الحصة الوزارية المشتركة للتيار ورئيس الجمهورية، باعتبار أن المقعد الوزاري الذي سيشغله هذا الوزير سيتم اقتطاعه من الحصة الرئاسية.

ويساند حزب الله مطلب نواب كتلة اللقاء التشاوري في أن يكون الوزير الذي يختارونه، ممثلا حصريا لهم داخل الحكومة الجديدة دون أي تيار سياسي آخر، وهو الخلاف الذي ألقى بظلاله على العلاقات بين التيار الوطني الحر وحزب الله والتي شهدت اهتزازا كبيرا بين الجانبين خلال الأيام القليلة الماضية.