الثلاثاء 2 يوليو 2024

مصر تشهد عصرا جديدا من الوحدة الوطنية.. وخبراء: تعانق الكنيسة مع المسجد يجعل مصر نموذجا يحتذى به.. ويقف سدًا منيعًا أمام التطرف

تحقيقات6-1-2019 | 17:56

عسكري متقاعد: افتتاح السيسي للكنيسة والمسجد يؤكد أن الدين لله والوطن للجميع
بيومى: تعانق الكنيسة مع المسجد يجعل مصر نموذجا يحتذى به في الوحدة الوطنية
كاتب سياسي: حرص السيسى على الوحدة الوطنية يقف سدًا منيعًا أمام التطرف


تتجه أنظار المصريين والعالم مساء اليوم الأحد، إلى العاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة، حيث يفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، كاتدرائية "ميلاد السيد المسيح" أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط.
يأتي ذلك بالتزامن مع قداس عيد الميلاد المجيد، الذي يترأسه قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بحضور وفود التهنئة من الداخل والخارج، مع أحبار الكنيسة أعضاء المجمع المقدس.
 

كما يفتتح الرئيس السيسي أيضا اليوم مسجد "الفتاح العليم"، بالعاصمة الإدارية الجديدة، والذي يعتبر درة العمارة الإسلامية الحديثة، وجوهرة الإنشاءات، ويمثل إنجازا جديدا يضاف لسلسلة إنجازات الدولة المصرية في مجال البناء والتشييد، ليصبح من أكبر المساجد في المنطقة العربية .

أكد اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية، أن زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الكنائس، تعكس حرص القيادة السياسية على ترابط نسيج الأمة في نسق واحد دون تفرقة أو عنصرية، مضيفًا أن افتتاح الرئيس مساء اليوم مسجد "الفتاح العليم" وكاتدرائية "ميلاد المسيح" أكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط يتمم ويكلل الخطوات السابقة التى قام بها الرئيس في تدعيم أواصر الوحدة الوطنية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم" أن زيارات الرئيس المتكررة إلى الكنائس المصرية وتهنئة الأخوة الأقباط في أعيادهم لها هدفين، الأول منع الفتنة التى تهدف إلى الوقوع بين المسلمين والأقباط، والهدف الثانى تقوية الروابط بين نسيج الأمة في نبذ أي عنصرية أو تفرقة بين أبناء الشعب المصري، مؤكدًا أن افتتاح الرئيس للكنيسة بالتزامن مع الجامع يوضح دور القيادة السياسية في تطبيق مقولة "الدين لله والوطن للجميع".

وبشأن العبوة الناسفة التى انفجرت أمس في محيط كنيسة العذراء بمدينة نصر، وأسفرت عن استشهاد ضابط وإصابة آخر أثناء فحص حقيبة كانت تحوي عبوة ناسفة، أفاد رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية، أنه ما زال يوجد تهديدات خارجية من الإرهاب تحت أي مسمى من المسميات لهذه الجماعات الإجرامية التي تحاول إدخال الوطن في نفق مظلم عن طريق هذه المحاولات الرخيصة.

ولفت إلى أن المسلمين يدافعون عن مسيحي مصر، قائلًا "الضابط الذى استشهد مُسلم، مات دفاعًا عن الأخوة الأقباط في تأمين أعياد الميلاد المجيد".

وأضاف أن هذا التناغم والتناسق الوطني بين أبناء الأمة يضرب مثل للعالم بالتعايش السلمي والوحدة الوطنية المصرية في ترابط قوى ويؤكد للعالم أن الدين الإسلامي دين سمح يتعايش مع جميع الطوائف والأديان.

من جانبه قال إبراهيم بيومي، أستاذ علم الاجتماع السياسي، ومستشار المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن ما يقوم به الرئيس عبد الفتاح السيسي من بناء الكنائس والجوامع في قالب واحد، وافتتاحه كاتدرائية "ميلاد المسيح" ومسجد "الفتاح العليم" مساء اليوم بالعاصمة الإدارية الجديدة، يعد من أهم أسس المواطنة لدعم أواصر الوحدة الوطنية المصرية.

وأضاف بيومي، أن حرص الرئيس السيسي على تشييد الجامع والكنيسة يعد عملا حضاريا كبيرا ينم عن ترابط الشعب المصرى واستحالة النيل من أبنائه، مضيفا: "هذا نراه واضحا من أعلى سلطة في الدولة يعبر عن الإرادة العامة للوحدة الوطنية التي تدل على عمق العلاقات بين المصريين ورغبتهم في الحياة المستقرة". 


وأكد أستاذ علم الاجتماع السياسي، ومستشار المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن هذا يبعث برسالة سلام إلى العالم أجمع من أرض السلام، بأن مصر تطبق مبادئ المواطنة والمساواة التي أقرها الدستور والقانون لكافة الشعب المصري في كفالة حرية العبادات للجميع.


واختتم بيومي تصريحاته: " أن مصر نموذج يحتذى به في تصفية النزاعات والخصومات ونبذ العنف والانتقام مؤكدًا أن جموع المصريين يبرزون هويتهم الحقيقية في ترابطهم القوي وتمسكهم بالدين ولذلك لا يستطيع أحد أن يدخل بيننا كما يقول الرئيس السيسي".    

كما قال الدكتور جمال أسعد، الكاتب السياسى والمفكر القبطي، إن افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى، كاتدرائية ميلاد السيد المسيح، أكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط بالعاصمة الإدارية الجديدة، اليوم، والتي تأتي تزامنًا مع قداس عيد الميلاد المجيد، يعد خطوة متقدمة ومتممة للخطوات السابقة التى قام بها الرئيس في ترسيخ الوحدة الوطنية.

وأضاف أن هذا ليس جديدا على الرئيس السيسى فقد قام بخمس زيارات من قبل إلى عدد من الكنائس وتهنئة الأقباط بأعياد الميلاد لتدعيم الوحدة الوطنية على أرض الواقع، مشيدًا بحرص السيسى على وجود الكنيسة والجامع في كل حى من أحياء مصر.
 
وأشار الكاتب السياسى، إلى أن كل هذه الخطوات تؤكد حرص السيسى على الوحدة الوطنية و ترسيخ مبادىء المواطنة وكفالة حرية العبادة للجميع، مؤكدًا أن الطريق طويل ولابد أن نتحرك جميعًا على مساندة الرئيس في نبذ التعصب الذى يفتك بالشعوب ويدمرها من الداخل.

وأكد أن الممارسات الطائفية ليست وليدة هذا العصر إنما هى تراكمية من عصور سابقة جعلت هناك مناخ طائفى عنصرى متعصب يرفض الأخر ولذلك لايمكن أن نطبق المواطنة على أرض الواقع إلا بقبول الآخر على كافة الأصعدة الدينية وغير الدينية ،لافتًا إلى دور الإعلام والمجتمع المدنى والتعليم في تدعيم وتأيد مبادىء المواطنة وثقافة قبول الآخر بين المواطنين.
 
وبشأن العبوة الناسفة التى انفجرت أمس في محيط كنيسة العذراء بمدينة نصر، أسفرت عن استشهاد ضابط وإصابة آخر أثناء فحص حقيبة كانت تحوى عبوة ناسفة‘ قال إن حدوث مثل هذه الاعتداءات الإرهابية شىء متوقع من قبل هؤلاء الخارجين على القانون، لزعزعة الاستقرار الأمنى ولكن المواجهات الأمنية وحدها لا تكفى لصد العناصر الإجرامية ولذلك نحتاج إلى منهج فكرى جديد يعتمد على تقبل الآخر دون أى تطرف من أجل مجتمع أفضل.