ترأس راعي الكنيسة الأرثوذكسية القبطية المصرية بالكويت القمص بيجول الأنبا بيشوي مساء اليوم الأحد، صلوات قداس عيد الميلاد المجيد بكاتدرائية مارمرقس للأقباط الأرثوذكس بالكويت، مؤكدًا أن حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي احتفالات أقباط مصر، يزيدها بهجة وسرورا، مجددا فى الوقت نفسه تأييد الكنيسة للرئيس السيسي.
وحضر القداس سفير مصر لدى الكويت طارق القوني، وجميع أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية من قناصل ورؤساء مكاتب وقيادات الكنيسة المصرية فى الكويت، بالإضافة إلى عدد كبير من رموز وأبناء الجالية المصرية في الكويت من المسلمين والمسيحيين، فضلا عن عدد من المسئولين وكبار الشخصيات الكويتية.
ونقل سفير مصر لدى الكويت طارق القونى رسالة التهنئة التي وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أبناء مصر من الأقباط فى الخارج، والتي كان نصها، "الإخوة والأخوات أقباط مصر بالخارج، يسعدنى أن أبعث إليكم بأصدق التهانى وأرق الأماني بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، وأغتنم هذه المناسبة كي أعرب عن خالص تمنياتي لكم بالمزيد من النجاح والسداد، ولمصرنا الحبيبة بدوام الرقى والإزدهار، مع أطيب تمنياتي.. وكل عام وأنتم بخير".
وقال السفير القوني، في كلمة خلال الاحتفال، "إن التوقيت الذي نحتفل به اليوم بهذه المناسبة المجيدة يتزامن مع دلالات هامة تشهدها مصر على أرض الواقع؛ ففي حين جاءت رسالة السيد المسيح لتعلي من قيم الأخوة والمحبة شهدت مصر اليوم الافتتاح الرسمي لكنيسة (ميلاد المسيح)، ومسجد (الفتاح العليم) بالعاصمة الإدارية الجديدة، وبحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وممثلين عن العديد من الدول والحكومات، لتعد بذلك الكاتدرائية الأكبر حجماً بمنطقة الشرق الأوسط ، ولتؤكد بذلك على أن ما يتحقق في مصر حالياً على أرض الواقع يعكس مضامين ذات الرسالة".
وأضاف أن ذكرى الميلاد تتزامن أيضا مع ما تشهده مصر من ميلاد جديد، قائم على حركة تنموية وحضارية غير مسبوقة تتضمن خُطى للإصلاح السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، ومعالجة للتحديات القائمة في ملفات التنمية المختلفة، لتؤكد أن مصر تتحرك بثبات نحو مستقبل أكثر اشراقاً واستقراراً، وأن قوى الشر والظلام لن تنال من عزيمة هذا الوطن ووحدته.
وأكد القونى ضرورة استلهام العبر التى جاءت بها الديانات السماوية، أثناء الاحتفال بذكرى ميلاد السيد المسيح، وما تضمنته جميعها من رسائل إخاء وطمأنينة وسلام، لتخاطب البشرية جمعاء، ولتُعلي من قيم التعايش والمحبة.
وشدد سفير مصر لدى الكويت على أن مواجهة مصر الحالية لقوى الإرهاب تتطلب من الجميع أن يستدعي تلك العبر ، وأن يضعوها دائماً نُصب أعينهم، في ظل ما يموج به عالم اليوم من تحديات وموجات من التطرف ونبذ الآخر، وأن يعلوا من قيم المواطنة والتعايش، ليؤكدوا أن أسباب الشقاق والفرقة لا سبيل لها بين المصريين، وأن مصر تستوعب جميع أبنائها، إلا من إختار العنف والارهاب سبيلا.
وأضاف "أشاركم هذا الاحتفال بعد أكثر من عام على اعتمادي سفيراً لمصر لدى دولة الكويت الشقيقة، شهدت مصر خلاله العديد من التطورات الإيجابية الهامة والتي أود أن أنوه إلى بعضها، ومنها انخفاض معدلات البطالة إلى أقل من ١٠%، وارتفاع إيرادات قطاع السياحة إلى 9 مليارات دولار، وارتفاع معدل النمو إلى ما يقارب 5ر5% ، فضلاً عن وصول عائدات قناة السويس الى 5.7 مليار، والانتهاء من إنشاء 12 محطة كهرباء، وإنجاز 512 مشروعا إسكانيا بتكلفة إقتربت من 50 مليار جنيه، منها 144 ألف وحدة سكنية متوسطة واجتماعية، وتنفيذ 26 مشروعا بقطاع الطرق بتكلفة 18 مليار جنيه، تضمنت إنشاء 2600 كيلو متر، و41 كوبري ونفقا ومحورا مروريا.
وتابع إنه من ضمن الانجازات أيضا، إطلاق مبادرة الرئيس السيسي للكشف عن فيروس "سي" والأمراض غير المعدية؛ حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى بفحص 20 مليون مواطن ، فضلًا عن إجراء نحو 62 ألف عملية جراحية بالمجان فى مبادرة الرئيس للقضاء على قوائم الانتظار، وارتفاع حجم الاحتياطي من الغاز الطبيعي بنحو 8 أضعاف، وصولا إلى 70 تريليون قدم.
وثمن نجاح العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018" في تدمير البنية التحتية للعناصر الارهابية، لافتا الى أنه في هذا المقام، لا بد من توجيه التحية للقوات المسلحة والشرطة المصرية على دورهما في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد، وما يقدماه من تضحيات في سبيل الدفاع عن هذا الوطن.
وأشار سفير مصر لدى الكويت إلى أنه لمس خلال العام الماضي إسهام الجالية المصرية المقدر في العديد من القطاعات الحكومية وغير الحكومية داخل الكويت، والذي هو محل تقدير وإشادة من مختلف المسئولين الكويتيين، وبما يعكس تميز الجالية ودورها الكبير في التنمية بالكويت، فضلا عن انشغالها بقضايا الوطن، والتي ظهرت جلية في العديد من المواقف، من بينها المشاركة في الاستحقاق الانتخابي للمصريين بالخارج، كأعلى الجاليات المصرية مشاركة في الانتخابات، كما هو الأمر في مثيلتها في عامي 2015 و2014.
وهنأ القونى - فى نهاية كلمته - قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية، كما توجه مجدداً باسم الجالية المصرية، بكل الشكر والتقدير والامتنان إلى الكويت الشقيقة، أميراً، وحكومة، وشعباً، لما تقدمه من اهتمام ورعاية دائمين لأبناء الجالية المصرية، بما يعكس عمق العلاقات الأخوية التي تربط ما بين شعبي وحكومتي البلدين الشقيقين، مشيدا فى الوقت نفسه بجهود راعي الكنيسة الأرثوذكسية القبطية المصرية بالكويت القمص بيجول الأنبا بيشوي، وحرصه على التواصل مع السفارة، ورعاية مصالح أقباط مصر المقيمين بالكويت.
من جانبه، وجه راعي الكنيسة الأرثوذكسية القبطية المصرية بالكويت القمص بيجول الأنبا بيشوي الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي لحرصه الدائم على تهنئة الأقباط فى الخارج بمناسبة الأعياد الدينية، ومشاركة أقباط الداخل فرحة تلك الاحتفالات، ليزيد بهجة أعيادهم بهجة بحضوره المشرف، مشيدا بحجم الانجازات التى تحققت فى عهده خلال الفترة الماضية.
وأضاف القمص بيجول أن مصر ستظل قبلة العالم كله؛ حيث اتجهت أنظار العالم أجمع مساء اليوم الى مصر، فى حدث غير مسبوق، تمثل فى افتتاح مسجد (الفتاح العليم) ، وكاتدرائية (ميلاد المسيح) بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي وحشد من الرؤساء والشخصيات الدولية.
وأكد أن الرسالة التى وجهها اليوم قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية من على منبر مسجد (الفتاح العليم) تمثل رسالة محبة وسلام بين مواطنى الأمة ، مستذكرا فى الوقت نفسه كلمات البابا تواضروس الثانى، عندما قال "إن هدموا الكنائس، سنصلى مع إخواننا المسلمين فى المساجد، وإن هدموا المساجد، فسنصلى معهم فى الشوارع)، مشددا على وحدة المصريين واستحالة النيل من وحدتهم.
تجدر الإشارة الى أن الكنيسة الأرثوذكسية القبطية المصرية بالكويت أعلنت أنه سيتم استقبال الضيوف والمهنئين بعيد الميلاد المجيد، خلال الفترة من الساعة التاسعة صباحا، وحتى الساعة الواحدة من ظهر يوم غد الاثنين؛ وذلك بمقرها بمحافظة حولي.