قدمت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، عبر محاميها، التماسا لما تسمى "بالمحكمة العليا الإسرائيلية" باسم الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال، للمطالبة بتحسين شروط نقل الأسرى في سيارة النقل والتي يطلق عليها "البوسطة".
وأوضحت الهيئة، في بيان صحفي، أن عملية نقل الأسرى من سجن إلى آخر أو إلى المستشفيات والمحاكم العسكرية تشكل رحلة عذاب قاسية ومريرة للغاية، لا سيما بحق الأسيرات.
وطالبت الأسيرات في الالتماس، بفصل نقلياتهن عن السجناء والسجينات الإسرائيليين الذين يمارسون الاعتداءات اللفظية العنصرية والمستفزة تجاههن.
كما طالبن الأسيرات بضرورة تقصير مدة النقل بالبوسطة وان تكون عمليات النقل مباشرة، حيث تصل حاليا الى 20-24 ساعة متواصلة، وأحيانا إلى أكثر من يومين من لحظة الانطلاق لحين العودة وتشمل النزول في عدد من نقاط الترحيل قبل الوصول للمحكمة، ما يسبب الإرهاق والتعب الشديدين للأسيرات، إضافة إلى سوء أوضاع سيارة البوسطة المغلقة وذات الكراسي الحديدية الباردة شتاء والحارة صيفا وانتشار الروائح الكريهة داخلها، وعدم السماح للأسرى بقضاء حاجتهم طيلة فترة النقل، وتكبيلهم في المقاعد.
وذكرت الهيئة، أن قوات الاحتلال "النحشون" المسؤولة عن نقل الأسرى والأسيرات، تتعامل معهم بشكل سيء جدا وتعتدي عليهم بالضرب، فيما تزداد أوضاع الاسرى المرضى المنقولين في 'البوسطة" سواء خلال عملية النقل، ما دفع الكثير منهم إلى رفض الانتقال للعلاج في المستشفيات، جراء ما يتعرضون له من معاملة خلال النقل بهذه العربة.
وجاء هذا الالتماس ليعرض ظروف النقل المروعة التي تمس بأبسط حقوق الأسيرات وتهدد صحتهن وحياة المرضى منهم، أثناء عملية النقل "بالبوسطة" ما يحولها إلى مسار عذاب يمنع على الأسرى أثناء تواجدهم فيها الغذاء والماء أو حتى استعمال المرحاض ما يجعل البوسطة تتساوى مع أدوات التعذيب والتنكيل بالمعتقلين.
من ناحية أخرى، حذر نادي الأسير، من خطورة الوضع الصحي، للأسير المريض بالسرطان سامي أبو دياك والبالغ من العمر (35 عاما)، الذي يواجه الموت في معتقل "عيادة الرملة".
ونقل محامي نادي الأسير عن ممثل الأسرى في معتقل "الرملة" أن الوضع الصحي للأسير أبو دياك في غاية الخطورة، وهو معرض للاستشهاد في أية لحظة.
ولفت نادي الأسير إلى أن الأسير أبو دياك وهو من محافظة جنين مصاب بالسرطان منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وقبل ذلك تعرض لخطأ طبي بعد أن أُجريت له عملية جراحية في الأمعاء في أيلول عام 2015 في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي، حيث تم استئصال جزءا من أمعائه، وأُصيب إثر ذلك بتسمم في جسده وفشل كلوي ورئوي، حيث خضع بعدها لثلاث عمليات جراحية، وبقي تحت تأثير المخدر لمدة شهر، وموصولا بأجهزة التنفس الاصطناعي.
وأضاف نادي الأسير أن الأسير أبو دياك والمعتقل منذ عام 2002 والمحكوم بالسّجن المؤبد لثلاث مرات و(30 عاما)، هو واحد من بين أكثر من (700) أسير يعانون من أوضاع صحية مزمنة منهم من أُغلقت ملفاتهم الطبية لعدم توفر العلاج، وهم بحاجة إلى أن يكونوا بين ذويهم لتقديم الرعاية المناسبة لهم، علما أن غالبيتهم محكومون بالسّجن لفترات طويلة تصل إلى المؤبد المكرر.
وفي هذا الإطار، حمل رئيس نادي الأسير قدورة فارس سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة ومصير الأسير المريض سامي أبو دياك، في ظل تعنتها ورفضها الإفراج عنه، وذلك رغم ما وصل له من وضع صحي خطير، مطالبا منظمة الصحة العالمية بالوقوف عند مسؤولياتها حيال الانتهاكات الصحية التي تنفذها إدارة معتقلات الاحتلال بحق الأسرى، واستخدام حاجتهم للعلاج كأداة للانتقام منهم.