الأربعاء 29 مايو 2024

رئيس التلفزيون المصري لـ "الهلال اليوم": حريصة على تقديم ما يخاطب المصريين أنفسهم ويعايش أحلامهم ويتسق مع أفكارهم

تحقيقات8-1-2019 | 21:44

التلفزيون في حاجة ماسة إلى التقارير لإبراز صوت الناس ونعاني من قلة التنويهات في البرامج


الاستديوهات الفضائية تحتاج تغييرا شاملا لتواكب العصر التكنولوجي في التطوير


طورنا فكرة برنامج الست هانم ليقدمه أبناء التلفزيون


ماسبيرو يمتلك مذيعين محترفين ولكن ينقصهم التوظيف 


هناك سعي دؤوب لعودة اهتمام القناة الثانية بالفن والثقافة والبرامج الخفيفة.

 


لا شك أن تطوير التلفزيون المصري هو أهم ما يشغل بال نائلة فاروق رئيسته الجديدة، التي تولت قيادته منذ عدة أشهر ولذلك تؤكد في حوار خاص "للهلال اليوم"، أنها تسعى سعيًا حثيثًا لتقديم محتوى متنوع من برامج الفن والثقافة كقوة ناعمة لتؤثر وتسهم في تكوين فكر ووجدان الشخصية المصرية.


وأضافت "فاروق": لا شك أن ماسبيرو يمتلك مذيعين محترفين على مستوى عالٍ من المهنية فهم أصحاب الطبخة الأولى في الإعلام المصري والعربي، ولكن ينقصهم أن توظف إمكانياتهم الكبيرة بشكل صحيح؛ للاستفادة من كفاءتهم، مشيرة إلى أن التلفزيون المصري يمر بمرحلة تطوير، ومن خطوات هذه المرحلة تطوير الفضائية المصرية لتقدم رسالتها لجمهورها المستهدف في الخارج، وتابعت،طورنا فكرة برنامج "الست هانم"على القناة الأولى؛ ليقدمه أبناء التلفزيون. كما يشمل التطوير جوانب أخرى  وتتمثل هذه الجوانب في البرنامج الاقتصادي الجديد على الفضائية المصرية، ونسعى أيضا لحل مشكلة التنويهات بأبناء ماسبيرو وإليكم نص الحوار.




توليتِ رئاسة التلفزيون منذ عدة أشهر ما أول القرارات التي اتخذتيها لتطوير الشاشة؟
 تطوير شاشة التلفزيون أهم ما يشغل بالي في هذه المرحلة حيث أسعي إلى تقديم محتوى يهدف إلى عودة وزيادة مشاهدي القنوات الفضائية الأولى والثانية والفضائية المصرية؛ ولكي نحقق هذا بدأنا في إعداد خريطة كاملة تستهدف كل الفئات؛ لجذب المشاهدين فاشتملت الخريطة على برامج التثقيف والتوعية، والعمل على بث روح الوطنية  في المواطن المصري، والعمل أيضا على إبراز وعرض إنجازات القيادة السياسية في افتتاح العديد من المشروعات العملاقة وخلق فرص عمل للشباب؛ حتى تكوّن فضائيات ماسبيرو جبهةً  للرد على كل المشككين في هذا الأمر.  


كما أنه حق للمواطن علينا أن يعرف ويلُم بكل مايدور من حراك سياسي، واجتماعي واقتصادي، على أرض المحروسة. 


وأنا حريصة على تقديم شاشة متميزة تخاطب المصريين أنفسهم، وتعايش أحلامهم، وتتسق مع أفكارهم وطموحاتهم، و قد أعطيت تعليمات مشددة بتقديم محتوى جيد لإبراز الشخصية المصرية الجميلة في الفن والثقافة والفكر فهي القوة الناعمة التي كانت أحد أسباب تكوين فكر ووجدان الشخصية المصرية ذات الصبغة المتفردة والمختلفة عن بقية شخصيات الشعوب الأخرى.



ما الذي  تحتاجه شاشة التلفزيون المصري؟ 

إن الإعلاميين في ماسبيرو محترفون في تحويل الفكرة  الموجودة على الورق إلى شكل تلفزيوني احترافي، وهذا عمل يصعب على أي إعلامي آخر أن يقدمه بصورة متقنة، فمن الممكن أن أطرح فكرة برنامج على الورق وأطلب منهم تقديمها على الشاشة وبالفعل أشاهدها بشكل احترافي بامتياز.

 
لكن الحاجة الماسة للتلفزيون الآن هي عمل تقارير خارجية من الشارع المصري؛ لإبراز صوت الناس على الشاشة ، وأيضا الشكل الجمالي لمصر الذي تتفرد عن أية دولة في العالم. 


فمصر تمتلك ثلثي آثار العالم كما لدينا معالم سياحية وثقافية وفنية زاخرة وللأسف لم نستطع تصدير ذلك للعالم، وإننا هنا نعمل على تقديم صورة مصر الحقيقية صاحبة التاريخ والحضارة وليست التي نصدرها في الأفلام الهابطة، وللأسف قد أساءت لنا كثيرًا.

 

أما عن البرامج فقد طورنا العديد من البرامج في القناة الفضائية المصرية حيث كان معظم برامجها يعتمد محتواه على الاستديوهات المغلقة مع المحافظة على شكل القناة باعتبارها تبث للعالم العربي، خاصة أن المصريين في الدول العربية مرتبطون بها وأنا على المستوى الشخصي مهتمة بها جدا لما تقدمه من رسالة متميزة لجمهورنا المستهدف في الخارج، وعلى هذا فإننا حريصون على تقديم محتوى يليق باسم مصر سواء في الفن أو الفكر والثقافة، والذي يساعدنا في ذلك أننا نمتلك كنوزًا فنية تحويها مكتبة التليفزيون الزاخرة بالأفلام والمسلسلات والمسرحيات غير الموجودة في أي دولة أخرى في العالم، وهذا التفرد علينا أن نوجهه للتثقيف وبناء الفكر. 


كما يتم الإعداد لبرنامج اقتصادي جديد يستهدف إعلام الناس كيفية الاستثمار داخل مصر، وقد طلبت من القائمين عليه تقديم حلقة "بايلت" ومن المحتمل أن يعرض على شاشة الفضائية في منتصف الشهر الجاري. 


وأؤكد لك أنّي درست محتوى كل البرامج علي شاشة التلفزيون المصري حتي نتمكن من تغييرها للأفضل سواء في الشكل أو المضمون كما طورنا برنامج "هنا إفريقيا" ليتوافق مع توجهات القيادة السياسية لأن القارة السمراء هي المستقبل، ونستعد للاحتفال بتنصيب الرئيس السيسي رئيسا للاتحاد الإفريقي وهناك أكثر من برنامج يتم تطويره علي الفضائية المصرية، لن أعلن عنها إلا بعد الانتهاء من الإعداد لها من حيث الشكل والمضمون. 


أما القناة الثانية فقد حرصنا أن نعيدها لشكلها الطبيعي الذي أُنشئت لأجله ألا وهو الاهتمام بالجانب الثقافي والفن والبرامج الخفيفة، وكذا القناة الأول فإنها تقدم برامج جيدة ولكنها كانت تحتاج إلى زيادة في التقارير، خاصة في برنامج  "مصر النهاردة" الذي أصبح  مختلفًا الآن، 

وأذكر أننا أول قناة نقدم ترانيم لبنت محجبة يوم صلاة الكاثوليك، وكانت هذه رسالة مباشرة للعالم أننا نسيج واحد.  


كما طورنا فكرة برنامج "الست هانم" التي كانت تقدمة الفنانة مها أحمد حيث يقدمه الآن أربع مذيعات من أبناء التلفزيون المصري وأدعوك لمشاهدته وسوف تجدة مختلفًا في محتواه عما كان يُقدم قبل ذلك،  وهناك برنامج جديد أيضا بعنوان "استديو وان" ويقدم كل ما يتعلق بأخبار الفن والفنانين ومواقع التواصل الاجتماعي مع الاهتمام بجرعة الشباب من آمالهم وطموحاتهم ومستقبلهم. 



التنويهات لها دور كبير في جذب المشاهد وللأسف معظم برامج التلفزيون حتى البرامج الرئيسة في القنوات تعاني من قلتها فكيف ستواجهين ذلك؟
معك حق.. التنويهات لها دور فعال في جذب المشاهد ونحن نعاني من قلة التنويه على برامجنا وذلك لأننا لا نمتلك سوى جهاز واحد فقط 

"فايلن كات"، ولكن استطعت التغلب على هذ المشكلة في الوقت الحالي، حيث كلفت المخرجين بمساعدتنا بأن يقوم كل منهم بعمل تنويه لبرنامجه، خاصة أن الموضوع بسيط ولا يحتاج إلا لجهاز "لاب توب" والذي لا يمتلك هذا الجهاز عليه الانتهاء من التنويه في الوقت المحدد له في المونتاج ومعظمهم تجاوب ولم اكتف بذلك بل  أعطيت تعليمات بأن البرامج الجديدة لن تخرج على الشاشة إلا بالتنويه عنه، وقريبا سنُفعّل تنويهات على كل المحتوى المقدم على الشاشة. 



ولماذ لم تطلبي من قطاع الهندسة الإذاعية توفير أكثر من جهاز خاصة أن التلفزيون يبث 24 ساعة يوميا ؟
بالفعل طلبت من رئيس قطاع الهندسة الإذاعية توفير أكثر من جهاز "فايلن كت" لأنه لا يمكن بالفعل استمرار العمل بجهاز واحد فقط ونحن في انتظار تنفيذ ذلك على أرض الواقع. 


لاحظنا أنكِ مهتمة بدعم أبناء التلفزيون لتقديم البرامج على الشاشة فهل ذلك لفشل التجارب السابقة أم لعدم توفر إمكانيات مالية للاستعانة بنجوم من الخارج؟
أنا من أكثر الناس دعمًا لأبناء ماسبيرو؛ وذلك لإيماني الشديد بإمكانياتهم الفنية والمهنية، وهم أصحاب الطبخة الأولى في الإعلام المصري والعربي، و"كل شيخ وله طريقة" مع احترامي الكامل لكل الفنانين الذين يقدمون برامج ويحققون نسبة مشاهدة عالية" فأنا أرى أن المذيع لا بد أن يعمل مذيعًا  والفنان عليه الاهتمام بفنه وسيتم الاستعانة بهم كضيوف في البرامج،  ونحن داعمون لهم والتليفزيون المصري يرحب بهم في أي وقت. 


التلفزيون يحتاج إلى تغيير شامل في ديكوراته ليواكب تكنولوجيا العصر. ما الاستديوهات التي سيتم تغيير ديكوراتها خلال المرحلة المقبلة؟
العديد من استديوهات التلفزيون سيتم تغييرها خلال المرحلة القادمة، وأولها ديكورات القناة الفضائية المصرية لأنها في أمسّ الحاجة للتجديد، 
فالتغيير مطلوب ، فقد يتمتقديم محتوى متميز ولكن الشكل لن يخرج بالمستوى المطلوب الذي يليق بنا، أيضا سيتم تطوير ديكورات بعض البرامج في القناة الثانية منها برنامج "من ماسبيرو" فهو يحتاج إلى شخصية خاصة به حيث يعرض الآن على ديكورات برنامج "طعم البيوت" وأرى أنه غير ملائم لشخصية البرنامج وهناك برامج أخرى سيتم تجديد ديكوراتها بالتزامن خلال المرحلة المقبلة.  


هناك نقد شديد من زيادة وزن مذيعات التلفزيون المصري ما الإجراءات التي اتخذتيها نحوهن ؟
معك حق.. نعم العديد من المذيعات يحتجن إلى تخفيض أوزانهن لأن الشاشة بطبيعتها تضيف 5 كيلو زيادة في الوزن وعلى هذا طلبت منهن تخفيض أوزانهن بشكل يليق بهن على الشاشة؛ وللمحافظة على صحتهن أيضًا ومعظهن تجاوبن وذهبن للجيم لتخفيض وزنهن .


وأشكر كل العاملين علي تجاوبهم معي فنحن أسرة واحدة ودائما أتعامل معهم كزملاء ولست رئيسة عليهم؛ لذلك معظمهم بدأ يتفهم ما الذي يحتاجه التليفزيون منه وكل ما نرجوه تقديم رسالة تليق بماسبيرو هذا المبنى العملاق الذي ربي وخرّج الآلاف من الإعلامين في مصر والوطن العربي وله حق علينا أن نحافظ عليه ليعود كما كان من قبل قاطرة للإعلام المصري.