الجمعة 24 مايو 2024

قرار إنشاء منطقة حرة لصناعة الغزل والنسيج ينهض بالقطاع.. اقتصاديون: الملحق التجاري بالخارج له دور في الترويج للصناعات النسيجية.. وبناء مجتمع صناعى متكامل يعمل على زيادة الصادرات

تحقيقات9-1-2019 | 21:19

استحسن خبراء اقتصاديون قرار الحكومة بإنشاء منطقة صناعية حرة للغزل والنسيج بمدينة العاشر من رمضان.. لافتين إلى أهمية الصناعات النسيجية والتي تميزت مصر بها على مر العصور.


وأوضح الخبراء أن النهوض بصناعة الغزل والنسيج يحتاج إلى فكر جديد وتدريب وتطوير مهارات العمالة واستحداث تكنولوجيا متطورة لمواكبة التطور الصناعي فى العالم.

أجود انواع القطن


قال الدكتور كمال القزاز، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، إن موافقة مجلس الوزراء، علي إنشاء منطقة حرة خاصة باسم شركة "لوتس تكس" لصناعة النسيج تحت التأسيس بالمنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان، يأتي فى إطار اهتمام الدولة بتطوير صناعة الغزل والنسيج، مؤكدًا أن للنهوض بأى دولة يجب التركيز على أربع محاور أساسية صناعة وزراعة وتعليم وتعدين.

وأكد القزاز فى تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم" أن القطن المصرى من أجود أنواع القطن فى العالم لهذا تتهاتف عليه أوروبا وأمريكا ثم يصدرونه إلى مصر مرة أخرى على هيئة منتجات مصنعة، مضيفًا إن صناعة الغزل والنسيج تحتاج إلى إعادة هيكلة في المنظومة الإدارية فى هذا القطاع بالكامل.


وأشار أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، إلى أن هذه الصناعة العريقة لم تنل  تطويرا منذ فترة طويلة، مؤكدًا أنه لا يوجد أى تطوير فى القطاع منذ 50عاما ومازلنا نعمل بفكر قديم ورجعى فى ظل التطور العالمى الذى وصلت إلى هذه الصناعة فى العالم أجمع.

وأضاف أن لا بد من تحسين المناخ العام لهذه الصناعة حتى تعود إلى ما كانت عليه من قبل عن طريق منح قروض للمستثمر بفائدة أقل وعدم كثرة الشروط والضمانات والاهتمام بالتسويق المحلى والدخلى فى القارة الأفريقية فى المقام الأول ثم بعد ذلك النظر إلى الدول الأوروبية، مقترحًا عمل تسهيلات منها تخفيض أسعار الكهرباء والغاز لمصانع الغزل والنسيج الناشئة لتنمية هذه الصناعة من جديد .

ولفت إلى أن البضاعة التى تأتى مهربة من الجمارك تعمل على خفض المنافسة بينها وبين المنتج المصرى فى السوق المحلى لذلك لابد من الرقابة المشددة على الجمارك لمنع دخول هذه البضائع، مؤكدًا أن بدون الاهتمام بالمستثمر المصرى لن يأتى الأجنبى .

وأكد القزاز أهمية دور الملحق التجارى المصرى بالخارج فى الترويج للمنتج المصرى لزيادة التجارة الدولية، مشيرًا إلى أهمية تحقيق الجودة فى المنتج المصرى لتقليل الفجوة بينه وبين المنتج الأجنبى لزيادة الصادرات ورفع معدل النمو الاقتصادى.


توفير فرص عمل


من جانبه قال الدكتور عبد الحميد عبد المطلب، الخبير الاقتصادى إن موافقة مجلس الوزراء، على إنشاء منطقة حرة خاصة لصناعة النسيج فى المنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان، يأتى فى إطار خطة استراتيجية الدولة للنهوض بقطاع الصناعات فى مصر، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأخرت كثيرًا وأن العمل على جذب الاستثمار وزيادة الإنتاج يفتحان المجال للمنتج المصرى للمنافسة فى الأسواق العالمية بأسعار تنافسية.

ووصف عبد المطلب، هذا القرار بالهام لأن صناعة الغزل والنسيج عريقة ولها تاريخ طويل فى مصر، فضلًا عن المميزات الكبيرة التى تتمتع بها هذه الصناعة من حيث كثافة العمالة أكثر من غيرها ،مؤكدًا أن الاهتمام بها سيفتح أسواق للتصدير للخارج .
منطقة صناعية متكاملة

وأكد الخبير الاقتصادى، أن عمل عدد من المصانع المتوسطة فى حلج القطن وآخر للنسيج وآخر للملابس الجاهزة وغيرها يجعل الجميع يعملون فى بوتقة واحدة للحصول على أفضل المنتجات، مشيرًا إلى أهمية دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى هذا الصدد.

وتابع ، القيادة السياسية متوجهة نحو بناء مجتمع صناعى متكامل الأركان حيث تعمل على إصلاح القديم فى هذه الصناعة بالتزامن مع بناء مناطق صناعية جديدة تتفادى فيها المشاكل السابقة فى الصناعات القديمة ،مشيدًا بدور الدولة فى تشييد شبكة الطرق والكبارى التى تعد بنية تحتية قوية لجلب الاستثمارات.

وأضاف إن إنشاء المنطقة الحرة لصناعة الغزل والنسيج يعني أنها معفية من الجمارك وهذا يشجع الاستثمار الأجنبى والمحلى أيضًا على العمل هناك وخلق روح من العمل التنافسى بينهما، مؤكدًا أن المستثمر المحلى ليس أقل من المستثمر الأجنبى فى صناعة الغزل والنسيج.



محال القطن قديمة


وقال الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن موافقة مجلس الوزراء، علي إنشاء منطقة حرة خاصة باسم شركة "لوتس تكس" لصناعة النسيج بالعاشر من رمضان، يعكس جهود الدولة فى دعم قطاع الصناعة ويؤكد استكمال مشروعات البنية التحتية لاستعادة عافية صناعة الغزل والنسيج، وتوفير فرص عمل والسعى للوصول إلى مستوى عال من الاكتفاء الذاتى فى هذا المجال .

وأضاف الإدريسى إن صناعة الغزل والنسيج فى مصر تواجه مشاكل كبيرة تتمثل فى المعدات القديمة التى مرت عليها فترة طويلة من الزمان دون تجديد كما أن محالج القطن من الجيل 2 أو 3، فضلًا عن أنه لا توجد عمالة مدربة تواكب النظم التكنلوجية الحديثة، مؤكدًا على صعوبة أخرى تواجه هذه الصناعة وهى افتقارها لوجود سياسة تسويقية.


وأكد الخبير الاقتصادى ،أنه لا يمكن النهوض بهذا الملف الهام دون أيد بشرية عاملة مدربة وماكينات حديثة للاستفادة من هذا القطاع وتحقيق أجود المنتجات للمنافسة فى الأسواق العالمية ، مشيرًا إلى أهمية صناعة الغزل فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط.

ولفت إلى أن عمل الحكومة وحدها فى تنمية هذا القطاع لا يكفى بل يجب أن تكون العملية مشتركة بين الدولة والقطاع الخاص للاكتفاء الذاتى وتدعيم الصادرات المصرية.


كان مجلس الوزراء، قد وافق علي إنشاء منطقة حرة لصناعة النسيج تحت التأسيس بالمنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان، وهو ما يأتي فى إطار اهتمام الدولة بقطاع الصناعة والعمل على تطوير صناعة الغزل والنسيج، وذلك من خلال الاستفادة من خبرات المستثمرين المساهمين فى هذا المشروع، والمتوقع أن يصل حجم الاستثمارات به حوالى 50 مليون دولار.