قال الكاتب يسرى حسان إن عرض الطوق والأسورة" من العروض المهمة التي أعيد إنتاجها مؤخرا فى مصر بعد ما يقرب من 22 عاما، مشيرا الى أن تلك الرواية التي تعود للاديب الكبير يحيى الطاهر عبدالله، لاقت رواجا كبير لدى الفنانين والمثقفين الذين سعوا لمسرحتها وتقديمها فى مختلف مسارح مصر.
وأضاف "حسان" خلال المؤتمر الصحفى الذى أقيم لصناع العرض صباح اليوم الخميس، بأحد فنادق القاهرة، ضمن فعاليات مهرجان دورة الحادية عشرة لمهرجان المسرح العربى المقام بالقاهرة: "أن ناصر عبدالمنعم من أهم المخرجين المصريين حيث لمع اسمه منذ سبعينيات القرن الماضى وحتى الآن".
وطرح "حسان" عدة أسئلة على مخرج العمل قائلا: "ما الذي يدفع مخرج متميز لإعادة تجربة تم إنتاجها قبل كل تلك الفترة وخصوصا أن العرض يشارك فى المسار الثاني للمهرجان، والذى ينافس على جائزة سلطان القاسمي؟، وما الذي طرأ على الرؤية الإخراجية من جديد، وهل ستواكب متطلبات العصر أم سيتم تقديمها كما كانت فى الماضى؟".
فيما أجاب المخرج ناصر عبدالمنعم على تساؤلات الكاتب قائلا: "إن هناك شقين للإجابة على هذا السؤال يؤكدان استحالة إنتاج العرض كما كان فى الماضى، أولهما شق إجرائي مرتبط بإعادة إنتاج العرض من جديد ليشارك فى المهرجان التجريبي فى إطار الاحتفال باليوبيل الفضى له، والشق الآخر أن الممثليين اختلفوا فمنهم من اعتزل ومنهم من كبر فى السن واصبح فى مراكز مرموقة ومنهم من غير نشاطه المسرحي تماما".
وأضاف أن موضوع الريبرتوار أو إعادة إنتاج عروض تم إنتاجها من قبل ولاقت رواجا مسرحيًا كبيرًا من الأشياء المهمة، ولدى تجربتان أرى أن إعادة إنتاجها من جديد يناسب ظروف هذا العصر أيضا وهما "الطوق والأسورة"، "رجل القلعة"، وذلك لارتباطهما الشديد زمنيا بالظرف التاريخى والسياسى فى الوقت الراهن.
واستطرد قائلا: "العرض يقدم المرأة الصعيدية كنموذج للمرأة المقهورة من قبل السلطة الذكورية، فالموروث الثقافى الشعبى ليس كله ايجابيا إنما يحتوى أيضا على سلبيات لابد من مواجهتها ومناقشتها والتفكير فى سبل حلها، كل ذلك يتجسد من خلال شخصية حزينة التى تدير حياتها بالحيل والخداع حتى تستطيع العيش فى المجتمع".
وتابع: "المسرحية إذن قابلة للتجديد والطرح كل فترة وحتى الآن، فحتى على مستوى الجماليات حين قدمنا العرض لأول مرة فى التسعينيات كان الشكل الجمالي مختلفا عن السائد ولاقت المسرحية ردود فعل إيجابية جدا".
وحول أسباب اختيار عرض تم انتاجه منذ فترة ليشارك فى مسابقة المهرجان قال: "الاجابة هنا لدى اللجنة التي تشكلت لإختيار العروض المشاركة فهى من تضع المعايير وتقبل أو ترفض العروض، تقدمنا كغيرنا من الفرق وتم اخطارنا بقبول العرض في المهرجان".
وأضاف أن هذه المسرحية تعد تجربة ذاتية له وإعادة عرضها يضعه فى حنين شديد لاجترار ذكريات عديدة، ما بين زمني إنتاج العرض فى الماضى والحاضر، ظل اختلاف شروط التلقي وطبيعة الجمهور، ما أوجب التركيز على اللحظة الراهنة حتى لا نفقد التواصل المطلوب".
وتابع: "العرض يطرح تلك المقابلات ما بين الماضى والحاضر من خلال السينوغرافيا حيث تتجاور المعابد الفرعونية الضخمة بجلالها ورونقها مع بيت شخصية حزينة الفقير فقرا مدقعا فى شكل مقابلة ما بين ماذا كنا وإلى أين وصلنا، بينما يقبع الجمهور ما بين ذلك الزمنين فى منطقة التجسيد للحدث حتى نورطه فى مساءلة التفكير فى الحالة المزرية التي وصلنا اليها".
وأوضح أن العرض يأتى فى سياق مشروع عمل عليه لسنوات طويلة، تمثل فى مسرحة الرواية بسبب ضعف النصوص المسرحية التى كانت تعيد إنتاج نفسها على الدوام، في حين وجد في الرواية معينا خصبا يطرح من خلاله الأفكار والرؤى الفنية.
ولفت إلى أنه استخدم تكنيك المونتاج السينمائي في سرد أحداث الرواية ولم يقدمها بالكامل وإنما توقف عند لحظة زمنية معينة طرح من خلالها تساؤلات المقارنة ما بين الماضى والحاضر.