أكدت صحيفة "الميرور" البريطانية، أن الخطة الأولى لرئيسة الوزراء تريزا ماي، بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" سيرفضها أعضاء البرلمان في التصويت المقرر إجراؤه بعد غد الثلاثاء.
وأنحت الصحيفة باللائمة على ماي؛ "بعد أن وعدت بماء البحر ولم تأتِ بغير دلو غير مملوء"، حسب الصحيفة.
وأشارت إلى أن ما تطلبه بريطانيا الآن من رئيسة الوزارء هو الكشف عن خطة بديلة، لافتة إلى أن كل الشواهد لا تؤيد وجود أية خطة بديلة، معتبرة أن هذا يعد تقصيرا لا يغتفر في أداء الواجب العام.
وأضافت أن بريطانيا تواجه الاضطراب الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، و"التغيير الدستوري" الأعظم منذ عهد الإصلاح في القرن السادس عشر - والذي تمخض عن انفصال كنيسة انجلترا عن سلطة البابا والكنيسة الكاثوليكية - وفق الصحيفة .
ونبهت إلى أن خسارة تصويت الثلاثاء، وهزيمة رئيسة الوزراء قد يعني عودة السيطرة على مجريات "بريكست" إلى يد البرلمان الذي في ظل هيئته الراهنة لن يكون أكثر اتساقا من الوزراء.
ولفتت إلى أن أعضاء مجلس العموم البريطاني منقسمون على أنفسهم إزاء عدد من القضايا الملحة مثل: الخروج الصعب، ومنظمة "صوت الشعب" الداعية لاحتجاجات، والمنادية باتفاق تجاري شبيه باتفاق كندا أو النرويج مع الاتحاد الأوروبي، والاتحادات الجمركية، وأنصار السوق الموحدة.
واعتبرت أنه لدى رفض البرلمان اتفاق ماي، فلن يتبقى سوى الخيار الكارثي والمتمثل في الخروج بـ"لا اتفاق".
وقالت إنه إذا ما أراد أعضاء البرلمان أن يحولوا دون الوصول إلى ذلك المصير، كما يفعلون الآن، يتعين عليهم سحب المادة "50" التي تُخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في التاسع والعشرين من مارس القادم ، وهو ما يعتبر بمثابة تنصُّلٍ عن نتيجة استفتاء عام "2016".
واعتبرت "الميرور" في ختام تعليقها أن ذلك الموقف يعد بمثابة وقوف بين نارين، واختيار بين أمرين أحلاهما مرّ.